يا أيها الجاهلون (شعر)

    0
    451

    يا من جعلتم مقامي بينكم سأما … فقد لقيت بكم من جهلكم ألما

    وما ظننت بأن العمر يسرقني … حتى أعود كما قد جئت منهزما

    فلا الليالي أفاضت من نوافحها … ولا الحياة رمت في رقة عدما

    ولا لقيت من الأيام عزتها … ولا عرفت سوى التبريح منصرما

    ولّى شبابي وعمر من فتوتنا … وصرت في ضعف من يغدو بكم هرما

    وما رعيتم لنا وداً وتضحية … ولا حفظتم لنا من عزة لمما

    لو عاد بي من شباب كنت أحبره … لما رضيت بكم في العيش ما رغُما

    هو المشيب الذي قد بات يقهرني … حتى غدوت أعاني جهلكم برما

    وما عرفت من الأيام متعتها … وقد يلازم فكري بينكم سقما

    وكل عيد مضى كم كان يحزنني … فالقلب منكسر بالهم قد زُحما

    وصرت من جهلكم في جهل من سرقوا … مني المعارف والتاريخ والذمما

    وصرت لا علم إلا بعض قافية … وقد نسيت من الأشعار ما سلما

    قد جئتكم وسواد الشعر طاقيتي … والناس تسمع ذاك العالم العلما

    وقد تركت ثقافاتي ومعرفتي … حينا أساير للأفاك محترما

    من عاشر القوم شهرا صار مثلهم … ومن يعاشر عاما عاشه ورما

    والجهل عدوى تصيب الناس قاطبة … في غفلة العمر إذ يُبقي لهم رمما

    أمثالكم ما استحق الذم إنهم … موتى وإن عاشروا في مضجع خدما

    والشعر يحلم عن أفعال زعنفة … فالشعر قاوم في التاريخ من عظُما

    ومن يُحس به فهما ومعرفة … ويرفع القدر إن يهجو لمن شبما

    استغفر الله مما قلت مادحكم … فربما نالني مدح لكم جرما

    يا رب سامح لمضطرٍ ومنكسف … مما قصدت به من حيلتي وهما
    [email][email protected][/email]