ما زلت أذكر بود مفعم بالذكريات.. رحلتي من كوستي إلى الرنك برا.. في أرض مسطحة تكاد تنحدر بدرجة واحدة جنوبا.. ثم أذكر بتفاصيل غريبة تجوالي من الجبلين إلى الحديب إلى الراوات إلى القيقر إلخ.. قبل أن أعبر النهر إلى أم كويكة.. لا تسألني لماذا.. كان ذلك مطلع عقد الثمانين من القرن المنصرم.. ورغم هذا المدى الزمني.. خلت أن أمرا شخصيا يخصني قد وقع حين سمعت نحو العام 2010 بأن حقلا للنفط قد اكتشف في الراوات جنوب كوستي.. جن جنوني.. فرحت ألاحق السيد الزبير أحمد الحسن وزير النفط آنذاك.. والذي أكد لي صحة المعلومات.. مع تأكيد آخر بأنه من السابق لأوانه الحديث عن نفط في الراوات.. غمني الأمر ولكنني لم أيأس.. ولَم أفقد الأمل.. ورغم الصمت المطبق الذي حاط بهذه الراوات حينا.. ثم الشائعات التي نسجت. حولها أحيانا.. إلا أنني لسبب ما ظللت على قناعة بأن الراوات لن تخذلني قط..!
ومع مطلع الأسبوع اتصلت بي الأستاذة شادية عربي ملكة الإعلام الاقتصادي عموما.. والنفطي على وجه الخصوص.. لتقول لي.. وزير النفط يرغب في أن ترافقه إلى حقل الراوات.. كاد قلبي ينخلع.. كنت الأكثر حماسا.. فقد شعرت لحظتها أنني أراهن جهة ما لم أتبين كنهها.. أن حقل الراوات سينتج.. فذهبت.. وجدت عجبا.. أن شركة الراوات التي تنفذ العمليات النفطية كافة من الاستكشاف وحتى الإنتاج هي شركة سودانية.. لا تتجاوز حصة الأجانب فيها الثلاثين في المئة.. أما الأهم من ذلك فهو أن الوجود الأجنبي في الشركة يساوي صفرا.. نعم صفرا.. كل الكوادر العاملة في هذه الشركة التي تتولى كافة الأعمال النفطية في هذا الحقل هي سودانية دما ولحما.. ثقافة وعلما وخبرة.. وحين أبدي دهشتي.. يأبى الدكتور عبد الرحمن عثمان وزير النفط والغاز إلا أن يزيد دهشتي وهو يقول.. منذ فجر تفجر النفط السوداني كانت الكوادر التي قادت العمل ودربت الآخرين.. عدا الكنديين ربما.. كوادر سودانية.. حديث مدهش ولكنه يؤكد الواقع ولا ينفيه.. أما المفاجأة الحقيقية.. فهي أن هؤلاء الشباب قد أنجزوا ثلاث عشرة بئرا بامتداد الحقل الذي يقع على بعد مائة وسبعين كيلومترا من كوستي.. وأن الإنتاج كان يفترض أن يبدأ نهاية العام 2017.. ولكن توالي الاكتشافات وزيادة الكميات.. دفع وزارة الطاقة لتأجيل الإنتاج لبداية هذا العام.. حتى تستوعب آليات الإنتاج والضخ هذه الكميات الإضافية.. بفرح طفولي تقول المهندسة عائشة.. العقل المشغل للحقل.. وأنا أتطلع لكميات من الزيت الأسود تندفع من فوهة ماسورة إلى أحد التناكر.. تقول عائشة: (كل هذا الاندفاع بكل هذه الكمية.. هو نتيجة الدفع الذاتي من البئر دون أي دعم أو تدخل.. إن معدل الإنتاج يتجاوز الألفي برميل في اليوم الواحد.. وزير النفط والغاز. أعلن أن المخزون النفطي في البلاد بفضل الراوات وبجهد الكوادر السودانية.. قد قفز من 19 مليون برميل إلى 165 مليون برميل.. قال الوزير.. هذا يكفي للعودة بالسودان إلى مربع الإنتاج النفطي.. أو المربع الذهبي.. وبالتالي الخروج بالشعب من نفق الضيق.. ويعزز ذلك مدير شركة الراوات للعمليات النفطية حين يقول.. سندخل الإنتاج بنحو عشرة آلاف برميل يوميا.. المفارقة أن هذا المشروع العملاق يشكو من نقص التمويل.. قلت في سري وأصرح بها الآن.. عن أي إنتاج يتحدثون إذن؟.. لو كنت مكان وزير المالية لحملت كل مخصصات التنمية في ميزانيته الآيلة للسقوط.. ولأقمت بحقل الراوات.. أغدق عليه كل ما تيسر.. ليتدفق النفط وينقذ الاقتصاد من الانهيار..!
اليوم التالى
ليتك أستاذ لطيف تتطلع فقط على تعليقات قراء الراكوبه،ناهيك عن بقية الشعب السوداني، لأدركت بعقلك الواعي ان الشعب السوداني فقد الثقة تماما في هذا النظام إلتعيس. ولكني احمد لك انك اعترفت جهارا نهارا بفساد ميزانية الافقار فهلا أبلغت أصحابك الوزراء والذين كان من المفترض ان تكون بدل واحد منهم لظروف يعلمها القاصي والداني. ان وجودهم في السلطة مع رئيسهم اصبح مرغوب فيهم.
طلع زيتنا في الراوات جيبو الباغات!!
صحفي ماجور وتبع الحكومة قال راوات قالوا ليك خدر الناس وطيب لما في اكتشافات زي زي والحقول جاهزة ليه مااعلنوها رسميا ولا عايزين اسفوها براهم بعدين مثلنا السوداني يقول ليك الجيعان ما ببرد الحارة كان يفتتحو الابار الطلعت ويستمرو في تطوير باقي الحقل الماشي عكس طبغرافيا الارض بتاعك ده اديك فكرة اعمل ليك جريدة سميها الراوات
مستورة خلووووها
ربنا يحقق الخير للبلد المنكوب والجايع بسبب سسؤ الاداره والفسادفاذااصلحت الاداره ووضع الموهل المناسب لا لا مايسمي بالامين وهو فاسدا حتي النخاع وحورب الفساد والفاسدين فان الخير سوف يكفي والراوات وغيرها زيادة خير
ربنا يحقق الخير للبلد المنكوب والجايع بسبب سسؤ الاداره والفسادفاذااصلحت الاداره ووضع الموهل المناسب لا لا مايسمي بالامين وهو فاسدا حتي النخاع وحورب الفساد والفاسدين فان الخير سوف يكفي والراوات وغيرها زيادة خير