اقتلوا مأمون..اقتلوا الثقافة

    0
    1686

    في الظلام وبعد صراع مرير مع مدعي الديمقراطية والمناضلين والناشطين وبعض اعضاء الحزب الشيوعي والبعث ( رغم استغرابي لتحالفهم بعد ما حدث لشيوعي العراق على أيدي رجالات البعث) اتصلت بمأمون التلب وقلت له في سذاجة من المفترض أن نكون حزب للمثقفين فلم أعد اطيق الحياة في بلاد واحدة مع هؤلاء، ببساطة ضحك وذكرني أن المثقف غير منتمي ونصحني بعدة نصائح سريعة لازلت احملها شعلة لتضئ لي هذا الظلام. ذكرني بكولن ولسون بعد ما قرأته في خضم هذه الحروب غير المنطقية..

    لست اكتب رداً للدفاع عن مأمون بعد ما طالعت مقال الأخ النذير البراق، فأن كان لسليم بركات حفيد على هذه الأرض فسيكون مأمون التلب القادر باللغة القادرة على الرد افضل منى وأن كتبت ألف وألف مقال .. وإنما محاولة متواضعة جداً لقول شئ في حق هذا الرجل الذي يقطر معرفةً وعسلاً..

    منذ عدة سنوات لا اذكر عددها وجدت مأمون يجلس وحيداً يقرأ رواية 1984 فسألته عنها فأخبرني إنها رواية لا تموت، كنت حينها عمياء يقال عنى واقول عن نفسي إني مدافعة عن حقوق الأنسان، دارت السنوات وصدق قول مأمون بعد تجارب كثيرة لا نريد الخوض فيها، وعندما قرأت 1984 بعد أزمنة قادتني إلى النور واشكره كثيراً على نصائح عابرة ومنفصلة تقطعها السنوات ..

    تحدث الأخ البراق عن قضية دائرة ساحتها وسائل التواصل الإجتماعي.. وهنا اذكر من مدة قريبة أن طرحنا كيف يتعامل كلاًمن المثقف والفاقد للثقافة مع هذه الوسائط.. فغالباً ما يتعامل الأقل ثقافة ووعياً مع هذه الوسائط وكأنها واقع ويحشد للحرب فيها ، ولأنى عرفت مأمون مثقفاً متسامياً فلا أظن انه سيرد على تساؤلاتك ..فلا تهدر وقتك بالإنتظار.

    أهتم لأمر ذلك الذي يرفض دائماً.. ويخالف برأيه الجميع.. ويعترض سواء تعلق الأمر بمجلة ثقافية اعترض على غلافها أو على من يدعي الشعر..وأنت يا نذير تعلم بضرورة وجود أمثال هؤلاء الرجال الرافضين للتدجين..كما قال أمل دنقل : المجد للشيطان معبود الرياح،،من قال لا في وجه من قالوا نعم، ومأمون بهذه المعارضة يشكل موقف المثقف الحقيقي الذي أما يختار المواجهه فيتهم فالفسوق والشيطنة وأما الإنسحاب، فلا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار إلا إذا كنت يا النذير البراق لازلت تعيش في زمن الكوميديا الإلهية..

    (بالنسبة لي) كل شئ ميت في هذه البلاد، إلا حياة واحدة تشتعل وتكاد تحرق كل من يقترب منها إنها مأمون التلب كما ينبغي عليه أن يكون.. شيطان ومارد وفاسق، ولكن في زمن قادم ستتحدث الأجيال عن نبله وعظمته وهذا الشهد الذي لا ينتهي.

    [email][email protected][/email]

    1 تعليق

    1. ثقافة شنو يا اختي !!
      في واحدة من قصايدو قال الشاعر الفحل مامون التلب دا
      ( نريد جردا كاملا لما تخيلته النجوم وماستتخيله الاشجار
      خلقا محتشدا لتفرد النور
      للنار في بيتنا الداخلي
      تخديرا يسلم باليد لمن في يده العين تحفظ
      لاننا تخيلنا مثلا ان باستطاعتنا تغيير مسارات النجوم)
      هذا الكلام الخارم بارم هل هو شعر الحداثة مثلا ولاشنو؟ ان اقل مايقال عمن يرتكب مثل هذه الكتابات ان يسمى فاسقا ، والفاسق التي اعنيها ليست فاسق الكاتبة التي تعنيها بشكل جيد . ولكن هي الفاسق الاصلي
      ثقافتكم لانريدها لانها ليست تشويه للشعر فقط انها تشويه للمعني والحقيقة والحياة
      ثقافة مابعد الحداثة بلا مرجعيتها العتيدة خلقت المثقف النصاب الذي لاييفهم شىء والمثقف الارهابي الذي يرهب مخالفيه بحجة انهم لايفهمون شىء
      ثقافة مابعد الحداثة التي تذدهر في عهد الانقاذ هذا تمثل في تقديري ثقافة الانحطاط لان مراحل الانهيار الحضاري في اعمار الامم لاتنتج لنا الا مثل هذا النوع من الادب ، الم تر الى السفوسطائية كيف نشأت ابان فترة الغزو الفارسي لليونان
      قال ثقافة قال
      ثم هل مازال التلب يقول يصم زملاء الشعر بانهم فاشلون ؟
      بكل تقدير

    2. ثقافة ما بعد الحداثة التى تبشر بها الاخت مروه ومامون وغيرهم لا يصلح تطبيقها فى السودان
      هؤلاء المثقفين الجدد لا نعلم ماذا سيفعلون بنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    3. شاطرين اعملو حزب عشان الصباح نعمل ليكم دائره امن ثقافى هههههه عارفنكم يا ناس نيتشه

    4. لقد ظننته مأمون حميدة في البداية وعلى هذا الأساس دلفت لمقالك يا أستاذة .. لأجد الموضوع ثقافياً وليس صحياً كما توهمت..

    5. عودا حميدا سيدتي، أنتشت ذاتنا بوقع خطى حروفكِ التي بها أي بكلماتكِ سيدتي أورقت وأزهرت { الراكوبة} روضتنا الوارفة الظلال.. وقد طال بنا أمد المطال.. بين ذلك المقال وهذا المقال.. ذلك المقال كان ( أكتوبر) تشرين الزمان وهذا المقال (أبريل ) نيسان.. ستة أشهرٍ من عمر الزمان..
      إن عدتِ سيدتي من سفرٍ فسلامة الأسفار..وإن أقبلتِ من فرحٍ أو مست ّذاتكِ المرهفة رعشة الأحزان .. أعذري ذاتنا فلقد طالت نوىً عن الديار.. لنا منكِ سيدتي العتبى ولكِ منا الاعتذار.. ظللنا ننتظر حروفكِ لم ولن نملُ الانتظار.. نأمل أن يحفنا يراعكِ بمقالٍ تلو مقال..وألا تنأى كلماتكِ عنا وتعاود الترحال..
      وأن تظلي سيدتي كما أنتِ دوما شمس رابعة النهار..

    6. قالت :

      ( بالنسبة لي) كل شئ ميت في هذه البلاد، إلا حياة واحدة تشتعل وتكاد تحرق كل من يقترب منها إنها مأمون التلب كما ينبغي عليه أن يكون.. شيطان ومارد وفاسق، ولكن في زمن قادم ستتحدث الأجيال عن نبله وعظمته وهذا الشهد الذي لا ينتهي. )

      الكترابل الشى شنو ، اصلو منو مامون التلب دة نبى ، غايتو الزولة دى يا واقعة في غرامو او معتقدة فيهو مثل اعتقاد الحواريين لشيوخهم او اعتقاد المؤمنين بالرسل

    7. عودا حميدا سيدتي، أنتشت ذاتنا بوقع خطى حروفكِ التي بها أي بكلماتكِ سيدتي أورقت وأزهرت { الراكوبة} روضتنا الوارفة الظلال.. وقد طال بنا أمد المطال.. بين ذلك المقال وهذا المقال.. ذلك المقال كان ( أكتوبر) تشرين الزمان وهذا المقال (أبريل ) نيسان.. ستة أشهرٍ من عمر الزمان..
      إن عدتِ سيدتي من سفرٍ فسلامة الأسفار..وإن أقبلتِ من فرحٍ أو مست ّذاتكِ المرهفة رعشة الأحزان .. أعذري ذاتنا فلقد طالت نوىً عن الديار.. لنا منكِ سيدتي العتبى ولكِ منا الاعتذار.. ظللنا ننتظر حروفكِ لم ولن نملُ الانتظار.. نأمل أن يحفنا يراعكِ بمقالٍ تلو مقال..وألا تنأى كلماتكِ عنا وتعاود الترحال..
      وأن تظلي سيدتي كما أنتِ دوما شمس رابعة النهار..