هل توجد طائفية في السودان ؟ 1-3

    0
    1282

    هل توجد طائفية في السودان ؟ 1-3

    كلمة طائفية تستخدم في الأدب السياسي مثل ملح الطعام ، إذ لا نجد حديثاً عن السياسة والساسة في السودان إلا ونجد هذه الكلمة تحتل موقعاً أثيراً في ذلك الحديث بل أصبحت عند البعض لازمة لا يكتمل ولايحلو الكلام في السياسة الا بوجودها، وصارت هذه الكلمة بمرور الزمن مصطلحاً من المصطلحات السياسية في ادبيات هذا الحقل السوداني ليشير الي جماعتين دينيتين سياسيتين هما الأنصار والختمية وأصبح كل ما ينتمي أو يمت بصلة الي هذه الجماعات منسوباً الي هذا المصطلح فيقال زعيم طائفي وحزب طائفي الخ …….

    ولهذا المصطلح في السودان تاريخ طويل يرجع الي بدايات ظهور الحركة الوطنية في السودان عندما بدأت قطاعات وفئات المجتمع السوداني المختلفة تحركاً سياسياً يهدف إلى إنهاء الحكم الأجنبي في البلاد ، وتصدر قطاع المتعلمين قيادة هذه الحركة تحت لواء مؤتمر الخريجين لتولى القيادة في المجتمع الذي كان مجتمعاً تقليدياً تحظي المؤسسات التقليدية وقاداتها فيه بقدر وافر من الاحترام والولاء .
    المتعلمون القليلو العدد في ذلك الوقت طرحوا أنفسهم كقيادة بديلة للقيادات التقليدية متجاهلين عدداً من المعطيات التي تشكل الواقع الاجتماعي للمجتمع السوداني إذ أن غالبية السكان توجد في الريف ، والمجتمع معظم أفراده يرزحون في ظلام الأمية ، ولازالت الاعداد التي نالت حظاً من التعليم في المدارس الحديثة لا تتجاوز بضع مئات ، أضف الي ذلك أن نسبة سكان المدن الي عدد السكان قليلة جداً ــ وقد وجد المتعلمون الذين وحدوا كفاحهم تحت لواء مؤتمر الخريجين ان مكانتهم تعطيهم الحق في انتزاع القيادة من قيادات المجتمع التقليدية ، ولم يلتفتوا الي طبيعة ودور تلك المؤسسات التى شنوا الحرب علي زعمائها ، بل طالبوا بالقضاء عليها ” فقد طالب أحد قادة المؤتمر أحمد يوسف هاشم بمحاربة القبلية والطائفية والادارة الاهلية (1)
    برز الاتجاه الصفوي النخبوي للمتعلمين أعضاء المؤتمر، بتجاهلهم للغالبية العظمي من السكان الموجودين في هذا المجتمع التقليدي ، واختيارها لسكان المدن والشرائح المرتبطة بها أو ما أسموه بالفئات المستنيرة والواعية دوائر لخطابهم السياسي، كل ذلك أدى إلى عزلة وهوة عميقة بينهم وبين القاعدة العريضة للجماهير التي تمثل الغالبية العظمى من الشعب . وهذا التنافس الذي نشأ بين المتعلمين وتنظيماتهم وزعماء المؤسسات التقليدية حول الأحقية في قيادة المجتمع السياسية أدى إلى صراع مرير لايزال مستمراً حتى اليوم، وتلخص لنا العبارة التالية حقيقة ذلك الوضع وأطراف الصراع علي المسرح السياسي .
    ?أن تاريخ السودان خلال الستين عاماً التي أعقبت معركة كرري بوجه عام، تاريخ صراع أبرز أبطاله دولة الحكم الثنائي، والطائفتان الكبيرتان الختمية والانصار والمثقفون، وجماهير الشعب السوداني في الشمال والجنوب في مرحلة لاحقة ” (2)
    فما هي خلفية هذا الصراع هل هو صراع فكري ثقافي ام صراع مصالح ؟ أم صراع سياسي اجتماعي اقتصادي ؟
    والواقع ان هذا الصراع كان نتاجاً طبيعياَ للحالة السياسية للبلاد في ذلك الوقت. فقد هدفت السياسة الجديدة للحكم الاستعماري إلى وضع لبنة لمجتمع جديد موال لثقافته، ولتحقيق ذلك عمل علي إدخال النظم الحديثة في الدولة ونشأت مؤسسات تدار وفقاً لهذه النظم حتي يمكن إحداث التغيير المطلوب، ومع مرور الزمن ظهرت شرائح وفئات جديدة لم تكن موجودة من قبل مثل الموظفين والعمال والتجار ومعظم هذه الفئات تسكن المدن بحكم وجود تللك المؤسسات في هذه المدن، وشيئاً فشيئاً بدأت هذه الشرائح تتحول إلى طبقات لها مصالح مشتركة خاصه وان هذه الطبقات والشرائح الجديدة هي المستفيد الأول من الدولة وخدماتها اقتصادياً واجتماعياً، وعليها ان تدافع عن هذه المصالح وأفضل الوسائل في هذه الحالة هو الاستحواذ علي السلطة، والسلطة في تلك الفترة المبكرة تعني قيادة المجتمع والسيطرة علي مؤسساته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وهذه كانت في يد الزعامات التقليدية .
    المؤسسات الحديثة التي أنشأها المتعلمون كمؤسسات بديلة، كانت رغم تأثيرها القوي في قطاعات المدن كانت نخبوية ولم تكن جماهيرية لذا فإن القضاء علي المؤسسات التقليدية وزعمائها هو السبيل الوحيد لإنهاء سيطرتها علي القطاعات الاساسية في المجتمع. وكان هذا واضحاً في المعركة التي اندلعت بين المؤتمر والقادة التقليديين ومناداة قادة المؤتمر بشن حرب عليهم كما أشرنا إلى ذلك. ولإدراك المتعلمين وأعضاء المؤتمر قوة المؤسسات التقليدية والتأثير القوى لقادتها علي قطاعات واسعة من المجتمع خاصة في الارياف شن المؤتمر حرباً فكرية علي تلك المؤسسات ركزت علي التنفير منها وزرع بذور الشك حولها ووصل الامر الي الطعن في وطنيتها، واستخدمت لهذا الغرض أساليب ووسائل مختلفة فكان التشنيع بها يتم عبر الليالي السياسية والصحف والمحاضرات وغيرها وكانت النعوت والاوصاف مثل طائفية وطائفي ورجعى ورجعية والتي يحمل مدلولها السياسي معني التخلف والانغلاق من العبارات الأثيرة التي عادة ما توصف بها تلك المؤسسات التقليدية من قبل خصومها وكانت أكبر جماعتين دينيتين لهما نفوذ سياسي هما جماعة الأنصار والختمية وكان يشار اليهما باعتبارهما طوائف فيقال طائفة الختمية وطائفة الانصار ومع اشتداد المنافسة والخصومة مع المتعلمين ظهر مصطلح “الطائفية” متجاوزاً المعنى اللغوي لكلمة طائفة إلى مدلول ومعنى سياسي يرمز إلى عدد من السمات يعدها المتعلمون من مظاهر التخلف والرجعية، والانغلاق، انطلاقا من بعض الأسس والقواعد التي يقوم عليها بناء وتكوينات المؤسسات التقليدية ، مثل وراثة القيادة والولاء للزعامة ومقاومة التغيير . ورغم ان كلمة طائفة بمعناها واستخدامها العادي تشير إلى أي جماعة مهنية أو دينية أو حتي مجموعة من الناس إلا ان العداء المستحكم من خصوم الجماعتين (الختمية والانصار) حولها إلى مصطلح سياسي يقتصر علي تلك الجماعتين. وبالتالي أصبح الاشتقاق من كلمة طائفة ـ طائفية ـ طائفي ــ محصوراً في هذا الحيز .

    د. الصادق محمد

    1 تعليق

    1. هل هذا درس في اللغة العربية ؟ أم ماذا ؟ وما القصد من هذا المقال الفطير ؟ هل القصد منه أن الأسر التي كونها المستعمر لتساعده في الحكم وأغدق عليها ومكنها يحق لها حكم السودان لأن لها تبع من الجهلة يشكلون أغلبية سكان السودان ؟؟؟ والحقيقة الآن أن طائفة الأنصار الدينية التي تتبع راتب المهدي الذي قال
      (من لم يؤمن براتبي فقد كفر) في طريقها للزوال فقد تقسمت الي 5 أجنحة ورئيس أكبر أجنحتها (الكاذب الضليل) هارب من السودان ومقيم بمصر ويفكر في كيف يستعيد مجد أسرته الذي إنتهي ؟؟؟ لقد كان معظم تبعهم من أبناء غرب السودان الذين رموا راتب المهدي في المزبلة وحملوا السلاح يقودهم أبنائهم الوطنيين المثقفون الذين عرفوا أنهم كانوا مستقلين دينياً ويخدمون أسرة المهدي بدون أجور وحقوق إنسان أي نظام عبودية فاجر؟؟؟ ومعقلهم الجزيرة أبا التي كانت قطعة أرض بنمرة واحدة مسجلة بإسم عبد الرحمن المهدي قسمت وملكت لسكانها الذين إستعبد أجدادهم وإستشهدوا دفاعاً عن أسرة المهدي عندما قصفهم نميري بالتعاون مع سلاح الجو المصري بقيادة المسجون بمصر المجرم حسن مبارك ؟ أما أسرة الميرغني الني قدمت من السعودية ودخل كبيرها لابساً زي الجيش التركي ممسكً بحصان كتشنر عندما غزا السودان فهذه الإسرة تمتلك أراضي ومشاريع وأسهم بشركات وبنك بالخرطوم وبورتسودان وأموال طائلة داخل السودان وخارجه وخاصةً بمصر حيث معظم إستثماراتها من عقارات وغيره وأكبر مصنع أرياح بمصر (الشبراويش) الذي ينتج ريحة السيد علي وريحة بنت السودان ؟؟؟ هذه الأسرة عميلة لمصر وكل مصالحها مرتبطة بمصر ومقيمة بمصر ولهم مستشفي خاص بلإسكندرية وحزبها تكون بمصر ويدعوا للإتحاد مع مصر ؟؟؟ معظم الذين لا يدركون معني كلمة حزب يطلقون علي هذه الطوائف الدينية لقب أو تعريفهم بحزب ؟؟؟ والحزب كما يعلم الكثيرين أنه تجمع وطني ديمقراطي له برنامج سياسي إقتصادي مدروس لتطوير الوطن وله قادة وطنيين لهم رئيس منتخب لمدة محددة يمكن إنتقاده وتصحيحه وإقالته إن إنحاز عن خط الحزب أو بدر منه سلوك غير مقبول من الحزب ؟؟؟ فهل يمكن إنتقاد أصغر فرد من عائلة هذه الطوائف الدينية المنقرضة ناهيك عن إنتقاد رئيسه أو حتي تصحيحة ؟؟؟ فهو الآمر الناهي وما علي أفراد القطيع الا الركوع وبوس يده وقول سمعاً وطاعا وفي بعض الأحيان حمل حزائه حتي لا يتنجس وشرب ماء وضوءه للبركة ؟؟؟ جيل اليوم والغد لن يركع ويبوس الأيدي وإنما سيكافح للسودان الجديد ويدحر المشيرالعوير وعصابته التي فسادها لم يسبق له مثيل في تاريخ الشعوب الله لا بارك فيهم جميعاً؟؟؟ سودان النماء والعزة والكرامة؟؟؟

    2. نحن لم نقبل بالحكم العسكري رغم أن نظام عبود رفع رؤوسنا وشرفنا بين العالمين وفي الداخل لاينكر ما قام به من وجبات الدولة في التنمية والاعمار إلا مكابر ولا يشك في وطنيتهم عاقل فقد كانوا حقا من أبناء الشعب الأبي حملوا كل صفاته وقيمه ولو لا كبت الحريات وقلة طول بال الجنوبيين لبلغت بنا تلك شأوا أرفع في التنمية الداخلية والعلاقات الخارجية ولما فقدنا شيرا من أراضينا، فقد كانوا جادين في وضع أسس التنمية المستقبلية للسودان بناء على رؤيتهم وحدهم كسودانيين (وبس)أقحاح غير مؤدلجين وحق لهم أن ينفردوا بالحكم لأن الديمقراطية منذ قبل الاستقلال أضاعت أربع سنوات في الفاضي وعند قلب ديمقراطيتهم العاجزة لم يكن من المنطقي أن يسمحوا بحرية التحزب والسياسة لأن غاية ذلك هو التنمية ولم تتحقق في ديمقراطية الطائفتين والاشارة والذين كان في استمرار حالة الجهل والأمية لسواد الشعب لتسهيل حكم الاشارة ولو لم يأت نظام عبود لما سمعتم بالتلفزيون ولما استمتعتم بفضائياتكم العامة والخاصة اليوم ولما سمعتم بمصانع السكر والفاكهة والنسيج وثوفير المياه والصحة والتعليم المجانيين ولما وصلت السكة حديد لنيالا و واو!
      ولكن يا حسرة فقد اندلعت ثورة أكتوبر بسبب تصعيد الجنوبيين للحرب مع النظام العسكري الذي لم يروا فيه غير طغمة عسكرية شمالية لاخضاع الجنوبيين وما دروا أن هذه طبيعة النظم العسكرية لا تفرق بين أجزاء الوطن ولا قبائله ولا يمكنها تنفيذ أهدافها التنموية إلا بإخضاع الجميع ومنعهم من عرقلة مشاريعها وهذا شيء طبيعي ولو عبود أكثر حصافة لضم مجلسه العسكري بعض الجنوبيين زهز أمر فطن إليه الانقلابيون من بعد عبود ..
      وللأسف وبعد أربع سنوات من أكتوبر 1964 عادت الطائفية لقديمها وانشعالها بالمماحكات والمكائد التنافسية فيما بينها وانشغلت بذاتها أكثر من شعب الاشارة ولم تندز شي رغم الفوز الكبير في الانتخابات بل لم تكن للحزبين الحاكمين أصلاً برامج مسبقة في الانتخابات لأن الانتماء الحزبي كان يكفي وحده للفوز بالانتخابات أو أن طموح الناخبين كان قانعاً فقط بجو الحرية المتوفر في الديمقراطية، ولكن بلغ بهذه الطائفية من السفه السياسي قمته في أواخر 1968 حينما خدعهم الاخوان المسلمون في جبهة الميثاق الاسلامي وزينوا لهم التمالؤ على طرد جزب سياسي مثلهم رغم اختيار الشعب لعدد من أعضائه بالبرلمان فدبر الحزب الطريد من الديمقراطية انقلاباً عليها في مايو 1969 يقيادة النميري وقد قدم النميري بعض الخدمات للبلد من خلال التخلص من اليسار حيناً والتحالف مع اليمين حيناً آخر والعكس مع محاربة الطائفيين الذين لم يتركوه في حاله حتى قامت انتفاضة ابريل 1985 وعادت الطائفية كما كانت ولم تتعلم من دروس الماضي ولم تنجز شيئاً كالعادة، غير أن دهاء الاخوان المسلمين الذين سبق أن زينوا للطائفية حل حزب سياسي ممثل في البرلمان وطرده منه، مستغلين بذلك توافقهما في النزعة الدينية، قد استثمروا هذه المرة تناقضات حزبي الطائفية وتنافسهما السياسي ونفذوا انقلابهم المشئوم وظلوا يحكمونكم إلى اليوم بسبب الظائفية التي بين ظهرانيكم وما لم تتعلموا أيها الشعب السوداني الفضل وتبلغوا الرشد السياسي الذي بلغته الشعوب المستنيرة في العالم الغربي الذي يمارس الديمقراطية على أساس البرامج التنافسية في خدمة البلاد والعباد وليس الأشخاص والزعامات فلا فائدة مرجوة من أجل أي ديمقراطية مستقبلاً فتكرر دورات الطائفية والانقلابات العسكرية. فهلا سألنا أنفسنا عن تلك الديمقراطيات الغربية وخلوها من الانقلابات العسكرية رغم أنها تملك أقوى الجيوش في العالم؟! والاجابة في بساطتها هي أن الشعب مستنير ويعرف حقوقه الفردية والقومية تماماً وأهمها من بعد هذا الحرية في ممارستها من أجل الرقي والتنمية ولا يمكن أن يسمح لأي مجموعة أو فرد فرض شيء عليهم، بل ولا يجرؤ أي مقامر على القيام بفرض أي سيطرة عليه؛ وبهذا يقاس رقي الأمم والشعوب ولا تعرف الانقلابات العسكرية إلا لدى الشعوب المتخلفة وكل بلد تشهد هذه الانقلابات أو مجرد محاولات مثلما حدث في تركيا مؤخراً فهي دول متخلفة بكل معنى الكلمة بمعنى الفقر والمرض والظلم وانتهاك حقوق الانسان وهلم جرا ونتيجة لذلك تكثر فيها الانتفاضات والثورات بلا طائل وتظل تدور في حلقة مفرغة إلى الأبد بينما تنعم الشعوب المستنيرة بخيرات بلادها وبلدان هذه الشعوب المتخلفة المغلوبة على أمرها.