رسالة للسيد رئيس مجلس الوزراء: احذر الفشل.. فالتاريخ لا يرحم

2
10
علي جعفر حاج أحمد
علي جعفر حاج أحمد

مخطئ من يظن أنّ العداءات السياسية فيها منتصر ومهزوم، فالمهزوم هو الوطن في خاتمة المطاف.. ومعظم الحكومات المتعاقبة على الدولة السودانية لم يُفشلها إلا من تم اقصائهم واجلاسهم على الرصيف ومنعهم من أبسط حقوقهم الدستورية كمواطنين.. فجنحوا ل “المعارضة الهدّامة”.. وصاروا معاول هدم تضرب أساسيات الدولة.. حتّى تهاوى نظام الحكم الذي صنع منهم قوة لهدمه بسياساته الاقصائية..

أكبر الأخطاء التي جلبت الكراهية لنظام الكيزان هي سياساته الاقصائية وتفضيله لكوادره السياسية على الآخرين من أبناء الشعب.. وكان ذلك على حساب المؤسسية الإدارية والكفاءة والجودة.. وأورثت هذه الاقصاءات ظلماً في نفوس الكثيرين مازالت آثاره تظهر في خطابات العداءات السياسية المختلفة، وصنعت من الشعب فريقين احدهما يشجّع ويتشفّى والآخر يُثبط ويهدم.. فضاعت التنمية المناط بها أن تنشأ في جو وطني تسوده روح الوطنية والعدالة..

فشلت الحكومات السودانية المتعاقبة في ترسيخ قواعد لامتداد تجارب الحكم السابقة لها.. فلم تأخذ بإيجابيات سابقتها وتبني عليها.. ولم تدرس أسباب سلبياتها لتتفاداها.. بل أتت متلهفة لكراسي السلطة، بلا حكمة وبلا فهم عميق للتجارب السابقة لها، وانساقت وراء عاطفتها السياسية، دون تحكيم عقلها السياسي، فكانت بذلك حكومات سلطة أكثر من أنها حكومات إدارية تصنع التنمية وتنهض بانسان السودان..

السيد د. عبدالله حمدوك: بعيداً عن العاطفة السياسية لمكونات الحاضنة السياسية للفترة الإنتقالية.. إنّ تجربة حكم الكيزان والتي استمرت ثلاثين عاماً.. كاذب من يحكم عليها بإنعدام الايجابيات.. ويطلق عليها الفشل المطلق.. وكاذب من يصفها بالنجاح وبأفضل حكومة مرت على السودان.. هي تجربة حكم الوقوف عندها لدراستها وتحليلها.. أمر لا مناص منه.. وخطوة لا بد من اتخاذها.. وما تقوم به الآن لجنة التفكيك وازالة التمكين.. هو نوع من أنواع استرداد الحقوق، حقوق الوطن المنهوبة عبر الفساد المقنن والطويل الأمد.. فليتها مع هذا تستخلص من عملها هذا دراسات علميّة وتخرج بتوصيات مكتوبة عن هذه التجارب.. كيف تعمّق هذا الفساد بالمؤسسات..؟ وأين هي مكامن الخلل المؤسسي؟! وكيف يتم صياغة دستور يحمي البلاد مستقبلاً من مثل هذه التشوهات.. وتقاطعات الأجندة الدولية في عبور الفساد عبر الحدود.. والاستثمارات الخارجية والتحايل على قوانين البنوك.. وغيرها من دراسات ستجعل من عمل لجنة التفكيك وازالة التمكين أكثر كفاءة ومنهجية علميّة.. بدلاً من أن تداعب عاطفة الشعب فقط مع كل مجهود تقوم به.. باثارته ضد نظام الكيزان..

السيد حمدوك.. الآن تبدو التناقضات السياسية واضحة للعيان، وأقل ما يُوصف به الوضع السياسي بالسودان بأنّه وضع “سياسي منافق”.. فبينما تنتشر الخطابات العدائية السياسية ضد الكيزان، حتي صنع منهم الشعب صنماً للفشل.. يرمونه بحجارة الإخفاق.. وقاذورات الفساد.. ونفايات الفشل، فإن شراكة الحكم ما بين المدنيين والعسكريين هي شراكة بين مدنيين فيهم من شارك في الحكم مع النظام السابق وبين عسكريين جميعهم انتاج النظام السابق بل وقياداته الكبيرة التي كانت تقود البلاد مع البشير..
وهذا يعني أن البلاد تعيش حالة من النفاق السياسي والكراهية السياسية المتعمّد صناعتها.. ولعمري شعب وحكومة لا يستطيعان مواجهة المواقف بشفافية ومصداقبة عالية.. لن ترى البلاد منهم حبة خردلٍ من تنمية واذدهار..

لا احد سيرفض محاسبة المفسدين.. ان كانوا من نظام بائد او نظام حالي مازال في دفة الحكم.. فالجميع ينتقد الفساد ويقبل بالمحاسبات واجراء المحاكمات لكل الفاسدين.. فليكن نهج الدولة محاكمتهم.. ومحاسبتهم علناً.. وبلا رحمة.. والعمل على إجراء مصالحة سياسية تسع جميع القوى السياسية بالبلاد.. وتجمعها جميعها في ثلاث قوى كبيرة.. يمين ويسار ومستقلين.. حتى تشهد البلاد استقراراً سياسيّاً..

ها هي رواندا وقد مات فيها أكثر من مليون رواندي، ولكن حين صنع أبنائها سلاماً حقيقيّاً غير مبني على محاصصات وغير مدفوع بأجندة دولية.. اليوم رواندا في مقدمة الدول الإفريقية.. ونحن مازلنا نتغنّى بمواردنا وثرواتنا الطبيعية.. ونحن أضعف وأعجز من أن نُسخرها لتنمية وتطوير بلادنا..

السيد حمدوك: الوضع السياسي الحالي أقعد البلاد عن التغيير الايجابي الذي هو أهم متطلبات هذه الثورة التي مهرها أبناء السودان بدمائهم الطاهرة.. ولن يقابل هذه الدماء غير تكوين دولة المؤسسات والقانون وصناعة سودانٍ جديد.. تتساوى فيه المواطنة.. وتُحترم فيه الهوية.. وهذا لن يتأتّى عبر الاقصاءات وبث النزاعات والكراهية والاستعداء السياسي بين أبناء الوطن الواحد..

أيُّها السودانيون.. ستقفون عاجزين أمام أبنائكم يوماً ما.. أنّكم كنتم السبب في ضياع هذه البلاد..

[email protected]

2 تعليقات

  1. رسالتك دي بلها واشرب مويتها انت غشيم ام فاقد الوعي مفروض رسالتك دي توجهها للجنة الأمنية المجرمة التي هي على هرم السلطة. الم تعلم ان حمدوك وقحت عباره عن كومبارس للعسكر والجنجويد وجهاز المخابرات وان الثوره اختطفت وان دماء الشهداء اهدرت واموال الشعب هربت بسلرقيها؟؟؟!!!

  2. اقتباس ( إنّ تجربة حكم الكيزان والتي استمرت ثلاثين عاماً.. كاذب من يحكم عليها بإنعدام الايجابيات.. ويطلق عليها الفشل المطلق..) فضلاً أذكر لنا هذه الايجابيات، بعد 30 عاماً من الدمار والخراب واليباب أنت ترى للكيزان إيجابيات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    هذا ما يجعل من يقرأ لك يظن أنك كوز ، أو كويز منتفع منهم، الشعب السوداني لو سأله فرداً فرداً عدا الكيزان لن تكون إجابته أن للكيزان إيجابيات، ولو كان لهم إيجابيات ما كنا نرى حال البلد اليوم أسوء من أي دولة مجاورة أقل موارداً من السودان. وهم الكيزان لا يزالون يتآمرون لإيقاف مسيرة الوطن ببذل كل معوق لتنمية البلد وإيقاد نار الحروب والخصومات بين القبائل والاثنيات المختلفة وقد كانوا هم من أشعل فتيل النزاعات بين سكان هذا الوطن، وحرب دار فور سعرها ا الترابي وأشعل نيرانها بعد أن طرده البشير بالتضامن مع تلاميذ الترابي من الحكم فمات والحسرة في قلبه على نظام حكم هو من تولى كبره وتآمر فيه على الوطن، وبالتالي كل المصائب التي حلت على السودان خلال الــ 30 عاما العجاف من وراء أفكاره البائسة الهزيلة التي أوردت السودان المهالك إلى يومنا هذا.
    وبالتالي كيف يكون للحرامي إيجابيات؟ من ينهب خيرات الوطن لصالحه الشخصي ومعارفه، ويهدم ما وجده من مؤسسات وبنى تحتية ويدمر الأخلاق والتعليم والصحة والبيئة والزراعة والصناعة هل تكون له إيجابيات؟ أم أننا لا نعرف الفرق بين الإيجابيات والسلبيات، أم أنه في هذا العصر صار الناس لا يعرفون ماهو الحق وما هو الباطل؟.

التعليقات مغلقة.