في تقليد للشيوعيين..اسلامويون ينزلون تحت الأرض

4
8
حيدر المكاشفي
حيدر المكاشفي

انتبه الزميل الصحفى النابه صديق رمضان لاختفاء مجموعة من قيادات الحزب المحلول (المؤتمر الوطني)، ففي تقرير له نشرته (الانتباهة أون لاين)، رصد التقرير الاختفاء المتعمد لمجموعة من تلك القيادات المطلوب مثولها امام العدالة في قضايا مختلفة على رأسها قضايا فساد واستغلال نفوذ، وشملت قائمة هذه القيادات كما جاء فى التقرير، كل من رئيس الحزب المحلول بولاية الخرطوم أنس عمر الذي اختفى تماما وتوارى عن الانظار بعد ضجيجه وعجيجه ووعيده وهرطقاته التي ملأت الاسافير، حتى ان أحد كبار مناصري النظام المخلوع تأسف على حال الحزب بعد ان ارتقى الى سدته شخص متهور ومتسرع وسطحي مثل أنس عمر، ومن الذين أخفوا أنفسهم للحيلولة دون إعادتهم الي سجن كوبر بعد إطلاق سراحه المستغرب اسامة عبدالله صاحب مؤسسة سودان فاونديشن التي تم تفكيك تمكينها، اما المختفي الثالث فهو وزير الخارجية الأسبق علي كرتي الذي يقول عنه التقرير وفقا لمصادره المؤكدة إنه يقود العمل المعارض السري للمؤتمر الوطني المحلول، اما رابع المختفين فهو كمال عبداللطيف، وخامسهم الزبير محمد الحسن الذي تم إطلاق سراحه بعد اعتقال قصير، أما سادسهم فهو المتعافي وما ادراك ما المتعافي، ومحاولة هذا السداسى لاخفاء انفسهم ان كان بالهروب الى خارج البلاد فهي تعيد للذاكرة حكاية عملية تهتدون لامام الانصار ورئيس حزب الأمة الصادق المهدي عام 1996 التى غادر عبرها الى دولة اريتريا، وأما اذا كان الاختفاء هو عملية نزول تحت الأرض بالداخل لتحريك وقيادة العمل التخريبي ضد الفترة الانتقالية واسقاط حكومتها وهو الارجح عندى لبعضهم على الاقل، فان ذلك كذلك فانه يعيد للأذهان التكتيك المعروف الذي ابدع وتفنن فيه الحزب الشيوعي وخاصة زعيمه الراحل محمد ابراهيم نقد الذي يعتبر الاشهر والابرع في تطبيق هذا التكتيك، وعليه يكون هؤلاء الاسلامويون يقلدون الشيوعيين حذوك النعل بالنعل، ولا غرابة فالمعروف والثابت ان هؤلاء الاسلامويون منذ نشأتهم الاولى كانوا قد نقلوا بالمسطرة كل تجارب الشيوعيين التنظيمية واقتدوا بها..

وطالما اتينا على ذكر الاختفاء والنزول تحت الارض، لابد من وقفة قصيرة مع صاحبه الاشهر نقد رحمه الله، فالمعروف عن نقد أنه لم يشغل منصبا رسميا حكوميا طوال حياته وحتى مماته، ورغم ذلك كان واحدا من أهم الرموز الشعبية والوطنية، وكان يحظى باحترام وتقدير كبيرين من السياسيين كافة والشعبيين على حد سواء، وكانت أول عملية اختفاء لنقد عام 1964 بعد هوجة قرار حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان وكان نقد نائبا عن الحزب فيه، وكان الاختفاء الثاني لنقد وهو الاطول عام 1971 بعد انقلاب هاشم العطا وعودة النميرى وما اعقبها من مجزرة طالت القيادات الشيوعية، فما كان من نقد بعد ان تسلم القيادة بعد اعدام عبد الخالق الا ان يختفى منذ ذلك العام وحتى نجاح انتفاضة ابريل 1985، وآخر اختفاءاته كانت في العام 1993 بعد التضييق الخانق على حزبه من عسكر الجبهة الاسلامية الذين نفذوا انقلابها فى 1989، وامتد هذا الاختفاء حتى عام 2005 وبقية القصة معروفة.

4 تعليقات

  1. ارجح هروبهم اكتر من محاولتهم قياده عمل معارض سري ، الناس ديل ما عندهم مباديء ولاماهم مصالح والخيانه في دمهم لاخوانهم الفي تنظيمهم قتلوهم وزعيمهم وبعد الشافو هم ما حمل بهدله ودسديس ، الا في حاله واحده يكونو فيها مدفوعين من تنظيمهم الدولي وحا يخذلوه ، ديل بنطبق فيهم القول عمرو الاتعود ياخد ما بيدي

  2. هذا ليس بجديد فالاخوان دائما اقتبسوا تكتيكات الحزب الشيوعي وحزب البعث وغيرها من الاحزاب وطبعا بعد اطفاء طابع التدين عليها
    الكيزان يتبعون نهج انتهازي للوصول لاهدافهم

  3. نقد اختفي من أعين نظام شمولي وعسكري فاشي ، لكن المدهش الاختفاء في فترة الديمقراطية ودي مافي زول سبقهم عليها ، ياخي الكيزان ديل حاجة ما حصلت .

  4. العبرة ليست فى إختبائهم أو ظهورهم أو حتى تحليقهم بأجنحة في عنان السماء .. فقد خبرناهم وجربناهم ثلاثة عقود ولم نر فيهم ما يسرنا أو يقدموا لهذا الوطن أقل ما يستحق .. لقد خبرناهم بجشعهم وتسلطهم وتجبرهم.. عرفناهم بأن الوطن ليس فى دفاترهم ولا يوجد في أذهانهم ما يسمى بالوطن فهم تابعون لتنظيم مكنوس تعيس كما الماسونية العالمية يبيدون الشعوب ويسرقون أوطانهم قتلة فاجرون لا يخشون في مخاليق الله عذاب الله.. وماذا يريد هؤلاء باختبائهم هذا؟؟ هل يصدقون أو حتى يحلمون بالعودة وما الجديد الذى يحملونه ليقدموه أم رغبة لإعادة إنتاجهم المعروف وترويج بضاعتهم الكاسدة في سوق البوار .. لقد رأيناهم يرددون شعارات عائد عائد ياالبشير هذا يعنى بالضرورة أنهم لم يتعلموا ولم ينسوا فما أبأسهم من بشر.. الشعب لم يثر من أجل رغيفة كما يتوهمون أو من أجل لتر بنزين لا لا الموضوع مختلف تماما الشعب أسترد وطنه من مخالب قوى عالمية شريرة ظلت تعبث بوطننا ثلاثين عاما إذا كان هؤلاء لا يتذكرون أين ذهبت مليارات الدولارات من ريع البترول وأين ذهبت مرافق البلاد الإستراتيجية السكة حديد النقل النهرى وسودانير لم تسلم حتى المستتشفيات من التغول عليها دعك من المدراس والمكتبات العامة ما يهمنا هو أن نقولها بصراحة نعم أداء حكومة الثورة دون الطموح لأسباب معلومة وغير معلومة ولكنها إرث أولئك المتطلعين للعودة الى الحكم… هذه المرة ليست كسابقاتها فالذى يجرب المجرب خاسر وندمان

التعليقات مغلقة.