إلى السادة في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني

5
18
أسماء محمد جمعة
أسماء محمد جمعة

السادة في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، لقد استوليتم على السلطة بطريقة غير شرعية، وحكمتم السودان 30 سنة، وما قدمتموه من سوء وفشل بلا شك يعكس تماما ماهيَّتكمم، كانت أمامكم ألف فرصة للإصلاح ولم تفعلوا، وهذا يدعم فكرة أنكم تحملون حقدا غير مبرر لهذا الشعب وتربصتم به، وليس أدلَّ على ذلك أكثر من أنكم حتى الآن لم تعتذروا له.

لا شك أنكم على علم بما وصل إليه السودان بسببكم، ولا أعتقد أنني بحاجة إلى أن اخبركم إلى أين أوصلتمونا، فالسودان في عهدكم تفوَّق في كل شيء سيء، وحسب دراسات علمية لا شك فيها كان نظامكم الأكثر فسادا في العالم مما جعل السودان واحدا من أكثر الدول هشاشة وفقرا ومرضا وجهلا وجوعا، وكنتم الأكثر تفوُّقا في انتهاك حقوق الإنسان بين دول العالم.

في عهدكم أصبح السودان مرتعا للعصابات المسلحة والإرهابية والمتطرفة والمتاجرة في الممنوعات والبشر، وظهرت فيه أكبر أسواق النخاسة المغلفة بالدين والوطنية، وأصبح أكبر دولة تمارس الارتزاق مقابل كرامتها وعزتها وتاريخها العريق لدُوَل لا تملك شيئا غير المال، وتصدر السودان القوائم السوداء وتعرض للحصار والعقوبات.

في عهدكم فقد السودان ثلث أرضه وأهله وتم احتلال حلايب والفشقة وغيرها، وتم بيع مساحات واسعة من أراضيه وممتلكاته داخل وخارج السودان، ودمرت أو بيعت مؤسساته العريقة بأثمان زهيدة كما تباع الخرد في أسواق الدلالة، وتحول من سلة غذاء العالم إلى سلة نفاياته، ومن دولة منتجة لها شأن إلى دولة متسولة لا قيمة لها.

طيلة ثلاثة عقود من الزمان ظللتم ترتكبون جميع أنواع المعاصي والأخطاء ولا تتراجعون عنها ولا تستمعون إلى أصوات الناصحين ولم تثنِكم صرخات الشعب من الفقر والجوع والمرض، لقد تكبرتم وتجبرتم على الشعب وقطعتم حتى شعرة معاوية التي يحافظ عليها أي نظام مهما كان دكتاتوريا وظالما، جعلتم من السودان سجنا كبيرا وأصبحتم سجانيه وأصبح كل همكم هو تأديب مساجينه ونسيتم أن الشعوب تؤدِّب ولا تؤدَّب.

لقد أن الأوان أن تخجلوا وتختشوا مما فعلتم، وتتركوا هذا السودان لشعبه ليعيد بناءه فقد أثبتم لوحدكم أنكم غيرُ مؤهلين أخلاقيا لأية مسؤولية، وتعلمون أن الأخلاق هي التي تدفع الرجال لبناء دولهم وقد كانت الأخلاق هي مشكلتكم الأولى والأخيرة.

السادة في الحركة الإسلامية وحزبها، نرجو منكم اليوم والسودان يحاول أن يتخلص من أحمال تاريخكم الأسود أن تتركوه يفعل هذا، ونرجو إن كان بينكم من يتقي الله ويدين بالإسلام سلوكا وليس مظهرا، أن تكونوا جزءا من الإصلاح والتغيير، فلا تناصروا الفساد والفسادين كما عهدناكم وتسعوا إلى تأخير الإصلاح حتى يعرف الشعب أن من بينكم أخيارا، خاصة وأننا لم نرَ غير من يناصرون الظلم جهرا ويتسترون على المفسدين والفساد وجعلوا الحركة والحزب أولا والسودان والشعب أخيرا.

عموما هذه الحكومة هي حكومة الشعب والسيد رئيس الوزراء كالمنتخب من قبل الجماهير، وأعتقد أنكم رأيتم الفرق بين حكومته وحكوماتكم القبلية الحزبية العائلية المبنية على المحاصصات لا الكفاءة، فقط اتقوا الله الذي إليه ترجعون.

التيار

5 تعليقات

  1. يجب تشريع قانون إجتثاث المؤتمر مثل قانون اجتثاث البعث في العراق…. أذنبوا في حق السودان والإسلام وكل العالم ولا يعني هذا الانتقام بل إحقاق الحق
    لست من نور لتغفر
    انت من طين لتبني

  2. يا اسماء جمعة
    بعد مقالك السابق الذي فقع مرارة الشعب السوداني وتهجمتي فيه على قيادة ثورته… تأتي الان لتبيضي وجهك بهذا المقال لتتخذيه تقية
    وهذه ازدواجية مفضوحة كونك تهاجمني الثورة وتهاجمي الكيزان…
    ما انت الا دجاجة وذبابة إلكترونية…
    والثورية ليست في حاجة لاقلام منافقة…
    وعاشت ديسمبر المجيدة…

التعليقات مغلقة.