هل الثراء وحده تُهمةٌ؟

0
3632

عثمان ميرغني
(القبض على فلان)؛ عبارة يومية تتغذّى بها وسائط الأخبار وتبث معلومات عن ثروات بعض المشاهير.. فيبدو كما لو أن الاتهام هو (الثراء) لا غير.. وأحياناً تطرز ببعض الاتهامات المبوبة مثل غسيل أموال وعناوين أخرى.

ورغم أنّ الحملة تدخل شهرها السادس، إلا أنّها لم تتجاوز عتبة التحري إلى توجيه التهمة ثم الإحالة إلى منصة القضاء.. والقاعدة القانونية تنص أنّ المُتّهم برئٌ حتى تثبت إدانته.. فيكون درجة من الظلم أن يظل فترة طويلة في صالة الانتظار تحت صفة (مُتّهم).. وظلمٌ أكبر أن تدق طُبول الاتهام بأعلى ما تيسّر بضجيج يصم الآذان عن سماع الدفاع وصَوت القضاء إذا قضى بالبراءة.

صَدِّقُوني؛ كلاهما ظلمٌ وفسادٌ.. أن يقتات البعض بالمال العام واستغلال النفوذ هو فسادٌ، ولكن أيضاً فساد أن يُتّهم بأعلى صياح ولأطول فترةٍ ولا يجد سبيلاً لإبراز حجّته والحُصُول على حقِّه الدستوري في المُحاكمة العادلة.. جدية ونقاء مُكافحة الفساد تستلزم أن تبرز على رؤوس الأشهاد كل براهين العدالة.. لا التشهير..

القاعدة القانونية تقول (مَن يبحث عن العدالة يجب أن يفعل ذلك بعدالة)

?He who seeks equity must do equity.?
وقاعدة قانونية أخرى شهيرة تقول: (مَن ينشد العدالة فليأتِ بيدٍ نظيفةٍ)

?He who comes into equity must come with clean hands.?

مُحاربة الفساد وكشفه مطلوبٌ وبشدة، لكن دُون أن تتحوّل الحَملة نفسها إلى فسادٍ يطال ليس المُتّهم وحده، بل أُسرته وقريته وكل من له به صلةٌ دُون أن تظهر أيّة خطوات عملية تُؤكِّد أنّ المسار المَحتوم وصل إلى مَنَصّة القضاء.

الآن عدد الأسماء التي عُلِّقت في لوحة الاتهام أمام الرأي العام بها عشرات من المَعروفين لكل المُجتمع السُّوداني.. وصحيحٌ هم أثرياء، لكن الأصح أنّ الثراء وحده ليس جريمة، فالمطلوب إثبات فساد ثرائهم عبر مَنَصّة القضاء لا مَنَصّة الإعلام.. تكفي هذه القائمة الآن وتكفي المدد التي ظَلّ أصحابها خلف جُدران التّحقيقات والتّحرِّي ليبلغوا منضدة القاضي الطبيعي.. فقد حَانَ القرار، إمّا أدلة كافية تحوز النصاب المطلوب لعرضها على القضاء.. أو إخلاء سبيلٍ.. فأفضل أن ينجو من العقاب ألف مُذنب ولا يقع في الظلم برئٌ واحدٌ.. والتجربة أثبتت للجميع أنّ من يحجب العدل، يحجبه العدل، عندما يصبح في مَوقعٍ يحتاجه فيه..!

المَحَك في جِدِيّة حَملَة الفَسَاد.. أن تصل القَضَايا إلى القَضَاء..!

التيار

1 تعليق

  1. من المستغرب ان يتحدث عثمان ميرغني في هذا المقال كمن لا يعرف السودان و لم يختلط بال(كيزان)!!!
    من يقرأ هذا المقال يظن ان عثمان ميرغني يعيش في المدينة الفاضلة .

    مما يدعو للاستغراب قول كاتب المقال (( صَدِّقُوني؛ كلاهما ظلمٌ وفسادٌ.. أن يقتات البعض بالمال العام واستغلال النفوذ هو فسادٌ، ولكن أيضاً فساد أن يُتّهم بأعلى صياح ولأطول فترةٍ ولا يجد سبيلاً لإبراز حجّته والحُصُول على حقِّه الدستوري في المُحاكمة العادلة.. جدية ونقاء مُكافحة الفساد تستلزم أن تبرز على رؤوس الأشهاد كل براهين العدالة.. لا التشهير.. )).
    هذه كلمة حق أريد بها باطل , فحسب علمي أنه حتى الان كل الذين تم القبض عليهم كانوا يشغلون مناصب عامة و كونوا ثروات طائلة تفوق بمراحل اضعاف أضعاف رواتبهم ومكافآتهم و بدلاتهم و ما خفي أعظم.

    ونسي صاحبنا القاعدة القانونية التي توجب الكشف عن الذمة المالية لمن يتولون مناصب عامة عند توليهم و عند تركهم للمنصب و في بعض الدول كل سنتين او ثلاث ما داموا يشغلون منصبا عاما.

  2. لقد اشارت الصحفية امل كردفانى بذكاء وتحليل منطقى لصرع القطط السمان الذى سماه الذين يستخفون بعقول الشعب البسيط ليل نهار بمحاربة الفساد…تحليل الاستاذة امل تحليل منطقى ومقبول تلك حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل انه اختلاف لصوص….اما بلاغ الشعب السودانى فى مغتنياته التى سرقت منه فلا يرجى من هذه العصابة ان ترجع منها شيئا …والمسروقات الواضحة هى :- عائدات البترول ,الذهب . مشروع الجزيرة ,خط هيثرو, ممتلكات السودان فى بريطانيا , اراضى الدولة والمواطنين ( الجريف مثال) ,السكة حديد ,المحالج ,النقل النهرى .البواخر السودانية . المدينة الرياضية . الجيش ,الخدمة المدنية., والنقل الميكانيكى…على صحافة النظام عدم الاستخفاف بعقول الشعب البسيط بوضع اطار يتحرك داخله الجمهور …ان السرقة والنهب تعدى الاشياء المادية وبلغ طموح وامال ومستقبل الشعب

  3. مقال تافه وحقير تفاهة كاتبه
    الثراء ليس حرام لمن اثرى من كده وعرق جبينه وثراء مثل هؤلاء قصدي الثراء بحلاااال ياخذ طويلا وليس بين عشية وضحاها ..
    هؤلاء يلي تدافع عنهم بعضهم بالامس القريب كان مفلسا وبعضهم قبل الانقاذ كان معدما فمن اين لهم هذه الأموال غير السرقة واستغلال السلطة والمحسوبية وفساد الذمم.. غن سيدك عمر البشير يا مرغني قال يوم انقلابه انهم سيفرضون على انفسهم وعلى كل من يتولى منصب دستوري رسما بابراء الذمة وكلفت الجهات العدلية ثم صمتوا صمت الدهر !! لم يتهربون من ابراء الذمة لو كانت نواياهم نظيفة .. ان فساد هؤلاء معروف بخاصة بعد رفع شعار التمكين بينهم .. ان فسادهم صار بينا بياانا وعمال الوالي يؤخذون بالشبه ولا يدرأ عنهم الشبه لال بالإقصاء والابعاد .. مسئول دستوري واخر تنفيذي واخر عدلي عن من نشتكيهم يا ترى!؟؟
    لا تدافع عن الباطل يا هذا الا اذا من سالكيه دربه

  4. ما ده الكلام القاله البشكير (جيبو لي دليل على الفساد)! انت بس لعبت في العبارة دي بشوية حروف.

  5. كتب الكوز عثمان مرغني “”” هل الثراء وحده تُهمةٌ؟ “””” في سودان الأنقاذ الأجابة … نعم والف نعم ، بطل لولوة يا عثمان … أنت زاتك متهم بالثراء الحرام ، حتى ثبت العكس ، شفت كيف يا سي عثمان

  6. زول لقوا عنده 120 مليون دولار كاش وهو ضابط امن يعني ما أمير سعودي … يلا أشرح لينا ده يكون متهم ولا مدان ولا برئ كما يقول دينكم وفقهكم يا خونة الوطن.

  7. قـال “فأفضل أن ينجو من العقاب ألف مُذنب ولا يقع في الظلم برئٌ واحدٌ”، كيــف يعــني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    إنتــا معـانـا ولا معــاهـم؟؟؟؟؟

    زد عـلي ذلـك، نحـنا بنـقول عفـارم للـراكوبـة الـتي أتـاحـت لـنا مـنصـة
    نسـتطـيع عــبرهـا فـضـح كـل إجـرام بنـي كـوز الـذي مـلأ الأفــاق…..

    تـقول ليـنا “فالمطلوب إثبات فساد ثرائهم عبر مَنَصّة القضاء لا مَنَصّة الإعلام”….
    ونحنــا بنقــول لــيك ،واللــه إننـا لـم ولـن نتـورع عـن فـضـحهم إعلاميــا، لأن الحــق دومــا يعــلو ولا يعــلي عليــه أبــدا أبــدا…..

    وعشــان يعــرفـوا كويــس إنــو ورقـــهم مكشــوف للقــاصي والــداني….

    وإنتـا أحســـن تشــوف ليــك جـهة تتــلم عليـــها.