أخيراً سقط نظام موغابي … فهل يفعلها جيشنا؟

0
28267
عمر البشير وموغابي
عمر البشير وموغابي

مصطفى عمر

فاجأ جيش زيمبابوي العالم وأنهى نظام موغابي رغم أن الأمر كان أشبه بالمستحيل كون موقابي ممسك بتلابيبه و مسيطر على مفاصله، ما حدث يعزٍز الأمل في جيشنا رغم أن واقع زيمبابوي الذي جعل جيشها يقدم على خطوته أفضل من واقعنا، حتى أنني قبل أسبوع ضربت الأمثلة مستشهدا بأهم مؤشرات ترتبط بحياة المواطن العادي و كانت زيمبابوي أفضل منا فيما عدا اثنان من أصل عشرين، .. احتمالات نجاح أي محاولة انقلاب عسكري عندنا أكثر من زيمبابوي، مرحب بها لأننا ببساطة فقدنا كل شيء مقابل لا شيء، أضف لذلك أن المسؤول عن مصيبتنا وكوارثنا مجتمعة لا يرى في نفسه إلا جدارة واستحقاق وقوة وأمانة للدرجة التي لا يمانع معها فناء جميع الشعب طالما أنه يحكم حتى إذا كان جميع المحكومين هم أهل القبور..

على مستوى تفكير العسكريين وفقا لما تدربوا عليه و حياتهم الطبيعية ، جيش زيمبابوي مصيبته أخف قدرا من مصيبة جيشنا، و مع ذلك فعل و نجح…، في جميع الأحوال و مهما بلغ السوء بجيشنا إلا أن جيش زيمبابوي ليس بأكثر وطنية منه..، و إذا كان الفساد سببا للانقلاب هناك فعندنا الجيش من أوائل المتضررين منه ، و بخلاف أن جيش زيمبابوي لم ينال منه الفساد بالقدر الذي نال من جيشنا فإن الفساد عندنا متزاوج مع الخيانة و العمالة و بيع التراب، و جرائم الإبادة و جميعها لم يسلم منها الجيش، حتى أن النظام بلغت به الوقاحة أن يستورد الآليات المعطوبة نكاية فيه و يقدٍم له الطعام الفاسد إمعانا في إذلاله و الكثير من الشواهد…،و بعد كل هذا يكافئ الذين استخدمهم للنيل منه و يرقيهم بدلا من اعدامهم.

على مر التاريخ لم – و قد لا يحدث في أي دولة – بما في ذلك زيمبابوي أن يأتمر و ينتهي الجيش و يتلقى التعليمات ممن هم على شاكلة من كان يسرق الحمير و يقولها بكل ثقة أن لا جيش غير ميليشيته و يثبت الأمر عمليا و يجلد منسوبي المليشيات ضباط الجيش بالكرباج مثل ذلك الضابط برتبة عميد رفقة جنوده و يجردونه من ملابسه و كأن شيئا لم يكن ، و لم يحدث أن نال في زيمبابوي أمي رتبة جندي ناهيك أن يكون فريقا و قائدا لمليشيا من قطاع الطرق تتمتع بسلطات لم ينال الجيش النظامي ربعها و لم يحدث أن انحدر مستوى ضباط جيشها أن يجدوا أنفسهم مرغمين على تنفيذ التعليمات التي يمليها عليهم أفراد المليشيات الذين يفوقونهم رتبا لا يستحقونها باغتصاب القاصرات العزل من النساء في معسكرات النزوح أو أن يقصفوا المستضعفين من شعبهم بالطائرات والمدفعية، أو بلغ بهم السوء أن يشاهدوا وطنهم ينشطر إلى نصفين و تستباح حدوده و تحتل مدنه ، أو يستأثر أفراد المليشيات القدر الأكبر من اهتمام الدولة ويترك الجيش يدور حول نفسه، أو يعامل ضباطه و جنوده كالرق وتباع رقابهم بالرأس ليزج بهم في اتون الارتزاق و تزهق أرواحهم في حروبات يعود ريعها على الديكتاتور و ميليشياته و حاشيته وحدهم…

في زيمبابوي التي ضاق جيشها بحكم موقابي وقضى عليه، ظلَ الجيش مؤسسة محترمة للدرجة التي لم يخطر فيها على بال موقابي أن يفكٍر في بيعهم بالرأس ليفك ضائقته المالية، بل على العكس تماما، لم يحدث أن أصدر لهم التعليمات بإلقاء القنابل و الأسلحة المحرمة دوليا على القرى النائية التي يقطنها العزل من المدنيين الضعفاء، أو تسبب في فصل شبر من أراضيها، أو قضى على أي من مرافق الجيش، أو قام بإذلال و تشريد زملائهم مثلما فعل نظام البشير مع ضباط الجيش و لم يميز بينهم و عمال الميناء و مصانع النسيج والسكر.

ما فعله جيش زيمبابوي فيه العبر لنا، يستحق التأمل والتوقف عنده ليس بسبب أن واقعها يشبهنا من الناحية العسكرية ومؤسساتها وواقع أفرادها أو ما تتفوق علينا فيه، إنما بسبب أوجه التشابه بيننا في الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي مهدت الطريق لنجاح هذا الانقلاب رغم أنها أكثر وضوحا لما جرى ويجري عندنا، فقد وصل الديكتاتور “موقابي” للحكم عبر انقلاب عسكري ثم أضفى على حكمه شرعية بعد ذلك طبقا لدستور صاغه بيديه، ثم أعيد انتخابه مرات وحتى أخر لحظة يفكر في المزيد تماما كما يفعل نظام البشير..

المؤكد أن جيش زيمبابوي ندم كثيرا على السنوات التي قضاها في التعايش مع نظام فاسد ومُستبد وظالم قبل أن يكتشف أن موقابي وجواسيسه الذين كان يعمل لهم حسابا ليسوا سوى دمى قوامها حمير متنكرة على هيئة أسود،
في زيمبابوي ما جعل قادة الجيش يقدمون على ما فعلوه هو إدراكهم لحقيقة أن قضيتهم لا تنفصل عن شعبهم وأنهم الأوفر حظا في التغيير وبإمكانهم الاقدام على الفعل طالما بيدهم بندقية، لذلك حدث ما هو بديهي بأن كتبوا نهاية قرابة الثلاثين عاما من الاستبداد والفساد في ساعات معدودة..

إذا كان الجيش في زيمبابوي قد باغت النظام رغم أن الأخير أمن جانبه للدرجة التي جعلت موغابي لا يفكر في حامِ له بخلافه بعد أن اشترى وضمن ولاء قياداته وأصبح مستندا عليه كليا فإن الواقع في السودان مختلف حيث الديكتاتور يخشى الجيش للدرجة التي جعلته يتمنى عدم وجوده من الأساس…

ما حديث في زيمبابوي تجربة تحكي عن نفسها قيمتها الحقيقية تكمن في إلهام الشرفاء في جيشنا لما يتوجب عليهم فعله، فما يحيق بالوطن بسبب الأيادي التي تعبث به و تنفي الحكمة من وجود الجيش لا يحتمل الانتظار، فالوطن برمته يتسرب من بين أيدينا، والذين دمروا الجيش و الوطن و يستمرؤون قبيح أفعالهم حتى و إن أحسننا فيهم الظن لا يخالجهم أدنى شعور بجسامة الأخطاء التي اقترفوها أو مجرد إحساس بالندم ، قالوها أكثر من مرة و في أكثر من مناسبة أنهم غير نادمين على شيء ، ماضون في نفس الطريق ولا يقبلون برأي آخر حتى من عشيرتهم وجماعتهم…، قالوا صادقين مع أنفسهم أنهم نالوها بالبندقية و لن يتنازلوا إلا بالبندقية…

أما الشعب فبلغ به اليأس درجة القبول بأي فعل يخلصه من نظام العار ويضمن له بقاء وطن ينعم فيه بالأمن حتى وإن كان الطريق لذلك يمر عبر الانقلابات العسكرية، أما أن يفقد كل شيء مقابل لا شيء فهو ما لا يحتمل أو يمكن التعايش معه…

رغم السوء يبقى الأمل في المخلصين من أبناء الوطن وعلى وجه الخصوص من هم في صفوف الجيش، بيدهم البندقية ويمكنهم الفعل، وقتها سيكتشف الجميع أن النظام الذي دمر الجيش والوطن مجرد نمر من ورق ما كان لنا أن نصبر عليه طوال هذا الوقت..

[email][email protected][/email]

1 تعليق

  1. جيش شنو اللي انت راجيه ! اذ ما عاد سوي دبابير بتلمع و راكبة السوناتا .. و قواتك المسلحة صارت تحت امر الفريق جنجويد حميدتي و الفريق أمن عطا المولي .. قوموا الي جهادكم يرحمكم الله .

  2. شكرا الأخ مصطفى ولكن الجيش السوداني لم ولن يفعلها الا اذا شاء الله وكل شيئ بمشيئته ولكن معظم جنرالات الجيش سكنواالفلل والقصور وتمكنو في الارض وهم يتقاسمون المليارات وحتى بعض صغار الضباط….حتى لا نحلم كثيرا دعنا نرفع يدنا الى السماء ونقول هل يفعلها الشعب..

  3. اليوم في صلاة المغرب قابلت ملازم أول في جهاز الامن في الدروشاب وهو جار عمي وأنا بعرفه بحكم أنه جار عمي وكل ما أقابله أقعد أشتغل معاه ناقر ونقير ونقنقة تقيلة (وهو لسانه سليط ويحب الونسة).

    المهم بعد طلعنا من المسجد قلت ليهو أها يا جنابو موغابي العجوز بتاع زيمبابوي رحل خلاص، البشير ده حيرحل متين؟؟؟

    عاين لي فوق تحت كده وضحك وقال لي:

    شوف يا عبدالله، البشير ما حيرحل إلأ بعد نحن نموت. فاهم كلامي ده؟

    قلت ليهو: لا ما فاهم.

    قال لي: يعني طالما نحن ماسكين البلد دي وفينا الروح فالبشير ده لا حيسقط ولا حيستقيل. أللهم ألأ يموت موت الله بس.

    قلت ليهو: ياخي خلوهو يستقيل في 2020 ويحصل تجديد في البلد دي وحواء السودانية ولادة والتجديد مهم عشان وو.

    قال لي: أقول ليك قصة: قبل سنتين عملنا حوار مع المخابرات الأمريكية وطلبوا مننا أنو البشير يستقيل ويحصل التجديد البتقول عليه ده وكان عرضهم في المقابل أنهم يرفعوا العقوبات عن السودان ويسقطوا قرار الجنائية ويقفلوا الملف ده نهائي، لكن ناس محمد عطا وأبن عوف رفضوا وقالوا للأمريكان الرئيس لن يستقيل ولن يذهب للجنائية وأعملوا البتعملوه،، وفي النهاية الأمريكان إقتنعوا ورفعوا العقوبات كلها لأنهم محتاجين لينا.

    قلت ليهو: أها يعني قصدك شنو؟ ما دايرين التجديد؟

    قال لي: قصدي أنو السياسة والأمن دي لعبتنا يا عبدالله وأمريكا زاتها ما قدرت علينا.

    طبعاً زهجت شديد لكن ضغطت علي أعصابي وقلت ليهو: شوف نحن كلنا مع السيادة ومافي أمريكي ولا غيره يقول رئيسنا يستقيل أو ما يستقيل، لكن بيننا نحن كسودانيين وكشباب، أنت مثلاً بصراحة كده ما شايف أنو التغيير والتجديد حاجة كويسة لتجديد الدماء والافكار ونهضة البلد دي؟؟

    قال لي: أنا فاهم حجتك لكن دي حجة ضعيفة لانو التجديد ده حاصل الان وكل فترة بيغيروا الوزراء عشان يحصل التجديد والتطوير، لكن الرئيس ده هو القائد الاعلي للجيش والامن والشرطة والتعليم وكل شئ،، ذي الملك في بعض الدول الملكية، هسع في السعودية أو بريطانيا مثلاً هل في إنسان يتجرأ يقول غيروا الملك أو الملكة يا عبدالله؟؟؟ الملك والرئيس هو البيعمل التغيير والتجديد لكن لمن تطالب بتغيير الملك أو الرئيس ده ما أسمو تغيير ده أسمو إنقلاب(!!!) أنت كلامك ده كلو الان يا عبدالله هو مطالبة بإنقلاب وتغيير نظام من ساسه لرأسه ودي جريمة خطيرة عقوبتها الإعدام.!!!

    في اللحظة دي كنت وصلت بيت عمي وفي نفس الوقت زهجت من الحوار مع ضابط الأمن بعد حول كلامي عن التغيير والتجديد إلي جريمة.. فقلت ليهو خلاص مع السلامة يا جنابو أنت شكلك بعد ده حتجيب لي البوكسي وتعتقلني بتهمة التخطيط لإنقلاب.. ضحك وقال لي: لالا ياخي معقولة بس، ده عمك مصطفي ده جارنا وحبيبنا وغالي علينا، سلم لي عليهو.. ههههه

    (!!!!!)

  4. هو انت عندك جيش
    ديل كلهم واحد من الرئيس وحتي الخفير
    البلد انتهت والمستقبل اسود اري فيه الشعب يقاتل الشعب لان الجيش والشرطه والامنوجزء مقدر من الشعب كلهم داخل منظومة هذا النظام الكارثه

  5. سيتم إستدعاء البشير قريباً إلى الرياض
    لينضم لسعد الحريري والرئيس اليمني
    ويجبر على الإستقالة لتنصيب بكري ، ،
    لأن الحكومة الأمريكية لا تقدر التعامل مع السودان ورئيسه مطلوب للجنائية
    ولذلك لا بد من إزاحته
    حيث تم إستدعاء وزير الدفاع للإمارات لذات الموضوع ..
    تحت زريعة المشاركة في معرض دبي للطيران في دورته الثانية عشرة

  6. والله الجيش ( والله أحب كلمة قوات الشعب المسلحة من أى تسمية أخلرى له) أقدر من أى جيش فى أفريقيا على تدمير أعداء الوطن المتخفيين تحت عباءة الدين وهم أبعد ما يكونون عن الدين (الكيزان تجار الدين أولاد الكلب), عند قرآتى لهذا الخبر أنتابنى شعور فرح لا يوصف وكأن هذا حصل فى السودان.
    الأخوة فى قوات السعب المسلحة نستحلفكم بالله أن تنقذوا وطنكم وشعبكم من هذا الكابوس الذى لا يرى فيه بصيص أمل ليصلح ما خربه ودمره وجعلنا أمة متخلفة صارت أضحوكة للعالم. أنظروا كيف كانت القوات المسلحة فى عهد الرئيس جعفر محمد نميرى, كان الجندى مهابه ناهيك عن الضباط الذين كنا نتمنى أن تصافحهم.
    معقولة يا عالم نرى وطننا يتدحرج الى الزوال ونقعد نتفرج والله عار علينا كشعب, هيا ندمر الكيزان اللصوص ونقضى عليهم ومن تبعهم.

  7. البقاء على سدة الحكم زيادة عن دورتين كما ينص الدستور فيه تعطيل لحكم الدستور و القانون مما يجلب الديكتاتورية و التعملق و تنعدم بذلك الديمقراطية و تنتشر المحسوبية و الفساد و الفوضي الادارية و يظهر الطفيليون حول النظام الحاكم و تقل الموارد و يتدهور الاقتصاد
    هو ما نراه واقعا فى السودان الان
    الجيش لا يعول عليه كتيرا لانه مقلم الاظافر و منعدم الولاء للوطن و هو اصبح قوات احتياطى للمليشيات التى تحمى النظام
    الشرطة ليست بافضل حالا من الجيش
    الحل واحد وحيد ::: انتظموا فى لجان المقاومة بالاحياء و القرى و المدن و مواقع العمل و قيام الانتفاضة الشعبية فى كل بقاع السودان فى توقيت واحد و عدم الرجوع من الشوارع حتى نستعيد وطننا و حريتنا و كرامتنا و نبنى ما تبقى لنا من وطن
    محبتى و احترامى
    و دمتم

  8. الجيش السودانى الاصيل لن ينقلب على الحكومة الاسلامية و كذلك شعبه فهما واحد واحد .
    والجيش يعلم أنه متورط مع الحركة الاسلامية فى الخفاء و العلن , و أن قياداته لها صلات وثيقة بالحركة الاسلامية و شركات و صرافات و غزوات و غنائم تقاسموها .
    و الشعب السودانى الاصيل يعلم ذلك و يحث عليه عبر أغانيه المطربة مثل جيشنا جيش الهنا , الحارس ” مالنا ” و دمنا .
    فالغبش يعلمون استثمارات البركةالاسلاميةالخدراءالمشتركة و يعولون عليها الخير الوفير أن حققت أرباحها فى ماليزيا و اثيوبيا و تركيا.

  9. جيشنا ده ياتو زى ما قالوا هو من ضيع السودان اصلا غير جيشنا الذى لم سنحاز للشعب الا فى حدود ضيقه وكان لابد ان تحصل وهذا ما فعله سوار الذهب من حكمنا غير جيشنا للان وحكمه هو اذى ضيع السودان حسبنا الله ونعم الوكيل