استجابة لجامعة النيلين

    0
    208

    ما زال السودان متأخراً في منح كثير من المهمن قيمتها الحقيقية رغم ضرورتها، ومنها الإرشاد النفسي الذي يقي الناس من الوصول إلى مرحلة الجنون، صحيح بدأت المفاهيم تتغير ولكن ما زال المشوار طويلاً فحتى الآن أعتفد انه لا يوجد وصف وظيفي في الخدمة المدنية باسم مرشد نفسي وهذا يؤكد حالة التخلف التي نعيشها، ولكن وهذا ليس موضوعنا الآن وإنما موضوعنا إننا ما زلنا بحاجة إلى دعم هذا الاتجاه بشتى الطرق والوسائل لمساعدة المجتمع عموماً.

    لجامعة النيلين تجربة مع الإرشاد النفسي بدأت في العام 2001 بتأسيس قسم للإرشاد النفسي بالعمادة، ولكن ظل يواجه الكثير من الصعوبات لا يتسع المجال لذكرها إلا إنه ظل يعمل، في العام 2017 قدر للقسم أن يصبح مركزاً، ولكن ظل ضعف الإمكانات يقف عائقاً أمام انطلاقته لمساحات أرحب .
    كلفت منذ فترة بإدارة المركز وكان همنا هو تطويره والبحث عن جهة تقدم لنا المساعدة فالجامعة كما تعلمون مثل غيرها من الجامعات (يدوبك قادرة تعيش)، ولا أذيعكم سراً إن قلت لكم إنني حددت إحدى الجهات الشبابية (المرطبة) التابعة للمؤتمر الوطني (لنقتلع) منها جزءاً من الحق العام وبالفعل تحصلت على تلفون رئيسها وقبل أن ألتقيه سبقهم جهاز الأمن والمخابرات الوطني في الاستجابة بناء على عمود كتبته عن حديث للسيد صلاح قوش بخصوص زيارة قام بها لمركز حياة لعلاج الإدمان في شهر أكتوبر الماضي وقدم له الدعم فقلت النيلين أيضاً تستحق فقد أعلن هو استعداد الجهاز لدعم المراكز التي تقدم خدمات مشابهة، وضمن تعليقي ذكرت بأن النيلين لديها مركز يقدم خدمة الإرشاد النفسي لأكثر من 70 ألف طالب رغم ضيق ذات اليد، ويحتاج إلى الدعم، قلت حديثى هذا وواصلنا خطة البحث عن دعم من باب (العندو رايحة بفتح خشم البقرة ). المهم الخميس الماضي تفاجأنا بوفد من جهاز الأمن يزور المركز بناء على توصية من السيد قوش، وكم كانت فرحتنا عندما علمنا أن الزيارة من أجل دعم المركز وأثمرت عن التزام الجهاز بتوفير متطلبات المركز و تأسيس قسم لعلاج الإدمان بمستشفى المقرن التابع للنيلين، والأجمل من كل ذلك أن الوفد وقف على المساحات التي تتوسط الجامعة والتي سميت حوش النيلين وكانت قديماً قشلاق شرطة، ومنذ سنوات ظلت غير مستفاد منها بل ومصدر قلق للجامعة لأسباب كثيرة أخطرها إنها أصبحت مكاناً للظواهر السالبة وملجأ لكل من هب ودب ليعرض بضاعته الممنوعة، وكنا قد كتبنا من قبل وقلنا أن المساحة لا تصلح لشيء غير أن تكون ميادين للرياضة ومتنفساً للطلاب، وكنا دائماً في عملية الإرشاد نوصي الطلاب بممارسة الرياضة، فكانوا يسألوننا (وين) لا توجد أماكن لا في الجامعة ولا الاحياء، وبما أن الأرض ملك للدولة أياً كانت الجهة التابعة لها فيجب أن تخدم المصلحة العامة ولا أعتقد إن هناك مصلحة أفضل من أن تستوعب طاقات الطلاب، وقد وعد جهاز الأمن بأن يجد حلاً لهذا الأمر. بعيداً عن كل شيء نشكر للسيد قوش ووفده الرفيع استجابتهم لدعم مركز جامعة النيلين للإرشاد النفسي وهو حلم لطالما ظللنا نلهث خلفه 18سنة، وكله من البلد ويعود إليها ونرجو أن يطل العام الجديد ويجد الأمر قد أصبح واقعاً، وحقاً المركز سيكون له أثر إيجابي على المجتمع كله وخاصة الجامعات.

    التيار