[CENTER]
[/CENTER]
كتب الدكتور حسن عابدين كلمة خلال الأسبوع الماضي استنكر فيها روايات شفوية متداولة في أوساطنا تنسب صفات البطولة وقيم الجود إلى زعامات سودانية وهي، في آخر التحليل، لا تضفي عليهم، باختلاقها، سوى بطولات زائفة. وضرب مثلاً بهذه الروايات المختلقة بتلك المروية عن الشيخ عبد الله ود جاد الله زعيم شعب الكواهلة في شمال كردفان والنيل الأبيض في العقد الأول من القرن العشرين. فالمروي عنه أنه، وفي سياق نزاع مع الكبابيش حول المراعي، كسر قلم هارولد ماكمايكل، مفتش بحري كردفان، لأنه وقع ترتيباً للمراعي في 1907 جار فيه على الكواهلة 1907. وتجسدت الرواية في أغنية الحماسة المشهورة: “عليك بجر النم”. وجاء فيها ذكر حادثة كسر القلم التي قال حسن بزيفها كما يلي:
يا عيد الضحية الفتحولو البيت
رايو مكملو كسار قلم مكميك
يؤسفني القول أن حيثيات حسن التي نفى بها وقوع حادثة تكسير قلم ماكمايكل بيد عبد الله ود جاد الله ليست ضعيفة وحسب بل غير موفقة:
فقال إنه اطلع على تقرير لقلم المخابرات عن كردفان عام 1908 ولم يجد فيه ذكراَ للحادثة. ولما كانت حادثة تكسير القلم قد جرت في 1907 فليس نتوقع لتقرير مكتوب بعد الحادثة بسنة أن يذكرها أو يسترجعها. فتقارير من مثله تعرض لمجريات السنة بشكل رئيس.
وقال حسن إن ود جاد الله لو كسر قلم ماكمايكل “لما نجا من الحساب والعقاب سيما وأن “سياسة الإنجليز في السودان عقب الاحتلال وهزيمة ومجزرتي كرري وأم دبيكرات كانت قمع كل محاولات المقاومة والتمرد مسلحاً كان أو أقوالا تحريضية أو حتى إظهار مشاعر التعاطف مع المهدية أو الدعوة لإحيائها”. ولقي ود جاد الله في واقع الحال صنوف الأذى التي قال دكتور حسن إنه نجا منها لأنه لم يكسر قلم المفتش. وسنعرض في موضعه لما لقيه ود جاد الله من مكميك من التربص والأذى.
وكان حسن، من الجهة الأخرى، شديد التحكمية في نفي الواقعة ناظراً إلى مرجعين ليسا حجة قطعية مع وجود مصادر أولية لم يتوافر له غشيانها. فقال إن الواقعة لم ترد في “كتاب ماكمايكل عن قبائل وسط وشمال كردفان وبه فصل كامل عن قبيلة الكواهلة وناظرها ود جاد الله”. ولا أتفق مع حسن أن ذكر كسرة القلم مما شغل الرجل. فما ورد ذكر الكواهلة حتى هجس ود جاد له. كما أيد حسن نفيه للواقعة بقوله إن ريتشارد هيل لم يأت بذكرها في ترجمته لود جاد في قاموسه المعروف للشخصيات السودانية. وهي ترجمة جاءت في سطور أربعة لم تتجاوز فصل ود جاد الله من نظارة الكواهلة في 1916 (والصحيح 1910) وزواجه من ابنة المهدي لا غير. وهي فتيل ما بشيل كثير.
لو صح عزم حسن حقاً لنفي واقعة كسر قلم ماكمايكل لقصد مرجعين لا غنى عنهما.
أولهما رواية الكواهلة للواقعة من أفواه رواتهم أو من دونها عنهم. أما المرجع الثاني فهو مكتوبات الدولة الاستعمارية المحفوظة بدار الوثائق القومية وبخاصة تلك المعروفة بسجل السكرتير الإداري. وهو السجل الذي يحوي المحررات الإدارية المتبادلة بين مفتشي المراكز، ومديري المديريات، والسكرتير الإداري في قمة الهرم الإداري حول إدارة “القبائل”.
وقد وجدت الباحث الأنثربولجي الألماني كورت بك رجع إلى المرجعين كليهما في كتابه بالألمانية وعنوانه “الكواهلة في كردفان” (1988). ولم يأت كورت بك بواقعة كسر قلم مكمايكل فحسب بل عرضها في سياق تاريخي وسياسي وطنها في كامل جراءة ود جاد الله على مكمايكل.
قال كورت بك إن ود جاد الله صار أسطورة سودانية مهيب المظهر ذاع أنه لا يرهب هارولد ماكمايكل مفتش بحري كردفان. فكان لا يملص نعلاته ولا سيفه حين يدخل عليه في خيمته. وكان لا يطأطئ له بمخاطبته ب”يا جنابو” نازعاً عنه بذلك علوه الكبير طالباً للندية. وتحير ماكمايكل في ذلك وسأله عن سوء خطابه ذاك. فرد: ” ألم تسمك أمك مكميك. كيف لي مخاطبتك بغير ما سمتك أمك”. وقال كورت بك إن الكواهلة يتفاءلون بود جاد الله فيدعو الواحد للآخر بقوله: “الله يجعل أولادك متل عبد الله وجاد الله الكسر قلم مكميك ورماه تحت قدميه”. وقال كورت بك إن كسرة القلم ربما حدثت في 1907 حين رسم المفتش حداً فاصلاً للرعي بين الكواهلة والكبابيش. وغير واضح إن كان جرى سجنه مباشرة بعد الحادثة أو جرى ذلك لاحقاً. فقد ظل ود جاد الله شوكة في جنب ماكمايكل. فتربص به وألبسه تهمة أنه “أكل الطلبة” التي جمعها من أهله، أو قيل أنه أعطاها للسيد الإمام عبد الرحمن حباً وكرامة. ففصله ماكمايكل من النظارة في 1910 بموافقة سلاطين باشا، مفتش عموم السودان، وسافيل مدير مديرية كردفان. واعتقلوه قريباً من بلدة سودري. وجرت محاكمته في الأبيض في يناير 1911 وسجنوه حتى توسط الإمام عبد الرحمن فأطلقوا سرحه. ولكنهم كانوا قد صادروا سعيته. ومن أطرف ما جاء في كيد ماكمايكل لود جاد الله قوله إنه “عبادي” وليس كاهلياً حقيقياً لتكون له الزعامة عليهم. وزاد بأن فرع العبابدة في الكواهلة لا يدفع في الطلبة عشر معشار ما يدفعه فرع عيال حامد الذي جاء منه أحمد الإعيسر، الذي اصطفاه ماكمايكل ورعرعه خلال خصومته لود جاد الله، حتى جعله ناظراً على جماعته.
ومما ضاعف من شقاء ماكمايكل بود جاد الله أنه كان أنصارياً قحاً صريحاً. ولم يخف محبته لآل المهدي أبداً. فتروج أم سلمة بنت المهدي عليه السلام في 1905 في وقت كان شبح المهدية وانبعاثها مجدداً يقض مضاجع الحكومة الجديدة. ومما أزعج الحكومة أيضاً علاقة ود جاد الله بالأمير على دينار في دارفور وكانا معاً ضمن ملازمية الخليفة عبد الله. بل شَكَت الحكومة أنه سيكون حليفاً لتركيا وألمانيا عن طريق رفيقه على دينار وسنوسي ليبيا متى قامت حرب بين البلدين وإنجلترا وفرنسا. وهذا ما وقع في الحرب العالمية الأولى (1913-1919) ولكن كان ود جاد الله وقتها منزوع الزعامة مقيد الإقامة بأم درمان.
لم يأت كورت بك بنص يفيد بوقوع حادثة كسر القلم من تقارير الإدارة الاستعمارية، وبخاصة الموسوم “إدارة الكواهلة”، في سودري، وتقارير السكرتير الإداري بالخرطوم، وما اطلع عليه بمجموعة السودان بدرهام. ولكنه لم يستبشعها ككذب صراح، “كبطولات زائفة متخيلة” ندعيها بغناء مادح متفاخر زائف كما فعل حسن. ولم يصرف كورت بك الواقعة ككذبة كما فعل حسن مجاملة. لقد قبلها عن سعة نظر في المصادر الأولية التي قطع لها أكباد الأبل (ربما حرفياً) بينما استنكرها حسن على ضآلة مراجعه وثانويتها. لقد وطن كورت بك الحادثة في سياق صراع طويل بين ماكمايكل وود جاد الله لا يستبعد المرء فيه أن يعتدي فيه ود جاد الله على قلم اشتط في ظلمهم والظلم ظلمات. وكسرت الأقلام ولم تجف اصحف.
(استخدمت قوقل في ترجمة الصفحات التي تناولت عبد الله ود جاد الله وهارولد ماكمايكل في كتاب كورت بك من الألمانية إلى الإنجليزية. وهذا تنبيه للعذر متى ساقني قوقل إلى خطأ ما)
(بعد فراغي من كلمتي هذه وجدت كلمة مخدومة علمياً بقلم فتح الرحمن موسى على بعنوان “محاولة لفهم موقف الشيخ عبد الله ود جاد الله. فاطلعوا عليها):
[url]https://www.facebook.com/alkohla/posts/1125687360861063:0[/url]
[email][email protected][/email]
في اعتقادي ان تأريخنا كله كذب، الشفوي والمكتوب، لأننا أمة عاطفية مثقوبة الذاكرة، الفرد السوداني ليس معنيا” بالتوثيق حتى اليوم، ولذلك تجد مكتبتنا هزيلة في محتواها شكلا” ومضمونا”، ومن يرفض قولي هذا عليه ان يدلني على كتب تاريخ مرموقة باستثناء بضع كتب للاستاذ محمد ابراهيم ابو سليم او دكتور مكي شبيكة، بل ان اقرب الكتب التاريخية للحقيقة هي ما كتبه كناب اجانب مثل نعوم شقير وسلاطين باشا، ومن المؤسف ان البعض منا لا يزال فخورا” بكتاب طبقات ود ضيف الله ويعتبره مرجعا” للكثير من الاحداث رغم تهافته شكلا” ومضمونا”ن مظهرا” ومخبرا”.
ان تأريخنا الشفاهي مصدره (الدوبيت) الذي كان يصدح به المغني في قعدة في (انداية) ، نحن ونحن ونحن، او (مناحة) تسجلها امرأة مكلومة فجعت في فقد اخيها او أبيها غدرا” ، كنت وكنت وكنت، او مادح يدبج قصائده في تعظيم شيخه واختلاق كراماته، ولا نلوم صاحب الدوبيت ولا صاحبة المناحة ولا المادح لانهم يعبرون عن (اوهام خاصة) بهم، اما ان يكون ذلك هو سجل تاريخنا على العموم فتلك آفة من الآفات التي قعدت بهذا الشعب عن النهوض وجعلت البلد تتزيل دول العالم في مراتب النهضة والتقدم.
هنالك اعتقاد راسخ لدينا اننا اشجع ناس واحسن ناس واكرم ناس وانضف ناس بل حتى ان بناتنا اسمح ناس، انظر لقول شاعرنا:
يا اخوانا الجمال موجود في كل مكان ،، لكن الجمال الاصلي في السودان .. (بالله؟)
هكذا قال أخونا الذي اظنه لم يبرح قريته الى المدينة القريبة منه، ناهيك عن كونه قد رأى الحجازيات او العراقيات او اللبنانيات، او سمع قصيدة (تعلق قلبي طفلة” عربية”).
اما في الشجاعة فيقول آخر:
سمعنا خبرا” في الهلالية ،،، اربعطاشر جواد (سكن) سبعمية
والمعنى ان كل فارس منا (سك) خمسين من جنود العدو ،، (مبروك)!، رغم أن الله تعالى عندما أراد أن يشد من أزر النبي واصحابه في الحرب قال لهم ما معناه ، ان تكن منكم مئة صابرة يغلبوا الفا” (يعني واحد مقابل عشرة)، ثم خفف عنهم عندما رأى فيهم ضعفا” وقال ان يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين (واحد مقابل اثنين)، اما نحن فواحد مقابل خمسين! وبالمناسبة هل لاحظتم ان سبعمية هي اكبر عدد من المئات يقبل القسمة على 14، يعني تمنمية وتسعمية ما بتظبط، والا لكان قالها!
وحتى في تأريخنا المكتوب الذي يحدثنا الشاعر فيه عن معركة كرري يقول:
كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية ،،، (كلام جميل نتفق فيه مع الشاعر)،
خاضو اللهيب (ايضا” نتفق مع الشاعر)، وشتتوا كتل الغزاة الباقية،، (هنا يبدأ الكذب)
والنهر يطفح بالضحايا ،،، بالدماء القانية (او الغالية)،، ايضا” كذب حيث لا نهر عند كرري،، ثم يقول:
ما لان قرسان لنا ،، بل فر جمع الطاغية ،،، (وهنا نصل لقمة الافتراء والافك والتدليس)،، حيث ان الطغاة لم يفروا بل كتبوا نهاية مأساوية لجنود المهدية وزال دولتهم.
اننا بلا شك شعب طيب وكريم ومحترم ، ولكن لسنا كما نتصور، أشجع وأطيب وأكرم ناس، بل مثلنا مثل خلق الله، (منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا)، فلنجلس في الارض ولنتواضع ونصرف جهودنا لما يقيل عثرات هذا البلد الغني الذي صار يتكفف الغذاء من العدو والصديق، بدلا” عن الاسترخاء في هذه الأوهام الباطلة واجترار تاريخ به من الثقوب ما يجعل (الفتق يصعب على الرتق) كما يقولون.
.23/يوليو/2017
قادر أتخيلك بعد 20 سنة تغالط بأن عمر البشير كان بالحق أسد أفريقيا وأن زئيره قد أفزعك عندما حاولت أن تترشح ضده فتركت له الساحة وأن فروته صعدت للسماء بعد أن هجمت عليه ضباع الإسلاميين
في اعتقادي ان تأريخنا كله كذب، الشفوي والمكتوب، لأننا أمة عاطفية مثقوبة الذاكرة، الفرد السوداني ليس معنيا” بالتوثيق حتى اليوم، ولذلك تجد مكتبتنا هزيلة في محتواها شكلا” ومضمونا”، ومن يرفض قولي هذا عليه ان يدلني على كتب تاريخ مرموقة باستثناء بضع كتب للاستاذ محمد ابراهيم ابو سليم او دكتور مكي شبيكة، بل ان اقرب الكتب التاريخية للحقيقة هي ما كتبه كناب اجانب مثل نعوم شقير وسلاطين باشا، ومن المؤسف ان البعض منا لا يزال فخورا” بكتاب طبقات ود ضيف الله ويعتبره مرجعا” للكثير من الاحداث رغم تهافته شكلا” ومضمونا”ن مظهرا” ومخبرا”.
ان تأريخنا الشفاهي مصدره (الدوبيت) الذي كان يصدح به المغني في قعدة في (انداية) ، نحن ونحن ونحن، او (مناحة) تسجلها امرأة مكلومة فجعت في فقد اخيها او أبيها غدرا” ، كنت وكنت وكنت، او مادح يدبج قصائده في تعظيم شيخه واختلاق كراماته، ولا نلوم صاحب الدوبيت ولا صاحبة المناحة ولا المادح لانهم يعبرون عن (اوهام خاصة) بهم، اما ان يكون ذلك هو سجل تاريخنا على العموم فتلك آفة من الآفات التي قعدت بهذا الشعب عن النهوض وجعلت البلد تتزيل دول العالم في مراتب النهضة والتقدم.
هنالك اعتقاد راسخ لدينا اننا اشجع ناس واحسن ناس واكرم ناس وانضف ناس بل حتى ان بناتنا اسمح ناس، انظر لقول شاعرنا:
يا اخوانا الجمال موجود في كل مكان ،، لكن الجمال الاصلي في السودان .. (بالله؟)
هكذا قال أخونا الذي اظنه لم يبرح قريته الى المدينة القريبة منه، ناهيك عن كونه قد رأى الحجازيات او العراقيات او اللبنانيات، او سمع قصيدة (تعلق قلبي طفلة” عربية”).
اما في الشجاعة فيقول آخر:
سمعنا خبرا” في الهلالية ،،، اربعطاشر جواد (سكن) سبعمية
والمعنى ان كل فارس منا (سك) خمسين من جنود العدو ،، (مبروك)!، رغم أن الله تعالى عندما أراد أن يشد من أزر النبي واصحابه في الحرب قال لهم ما معناه ، ان تكن منكم مئة صابرة يغلبوا الفا” (يعني واحد مقابل عشرة)، ثم خفف عنهم عندما رأى فيهم ضعفا” وقال ان يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين (واحد مقابل اثنين)، اما نحن فواحد مقابل خمسين! وبالمناسبة هل لاحظتم ان سبعمية هي اكبر عدد من المئات يقبل القسمة على 14، يعني تمنمية وتسعمية ما بتظبط، والا لكان قالها!
وحتى في تأريخنا المكتوب الذي يحدثنا الشاعر فيه عن معركة كرري يقول:
كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية ،،، (كلام جميل نتفق فيه مع الشاعر)،
خاضو اللهيب (ايضا” نتفق مع الشاعر)، وشتتوا كتل الغزاة الباقية،، (هنا يبدأ الكذب)
والنهر يطفح بالضحايا ،،، بالدماء القانية (او الغالية)،، ايضا” كذب حيث لا نهر عند كرري،، ثم يقول:
ما لان قرسان لنا ،، بل فر جمع الطاغية ،،، (وهنا نصل لقمة الافتراء والافك والتدليس)،، حيث ان الطغاة لم يفروا بل كتبوا نهاية مأساوية لجنود المهدية وزال دولتهم.
اننا بلا شك شعب طيب وكريم ومحترم ، ولكن لسنا كما نتصور، أشجع وأطيب وأكرم ناس، بل مثلنا مثل خلق الله، (منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا)، فلنجلس في الارض ولنتواضع ونصرف جهودنا لما يقيل عثرات هذا البلد الغني الذي صار يتكفف الغذاء من العدو والصديق، بدلا” عن الاسترخاء في هذه الأوهام الباطلة واجترار تاريخ به من الثقوب ما يجعل (الفتق يصعب على الرتق) كما يقولون.
.23/يوليو/2017
قادر أتخيلك بعد 20 سنة تغالط بأن عمر البشير كان بالحق أسد أفريقيا وأن زئيره قد أفزعك عندما حاولت أن تترشح ضده فتركت له الساحة وأن فروته صعدت للسماء بعد أن هجمت عليه ضباع الإسلاميين
الغريب في الامر ان كاتب المقال فسر الماء بعد جخد بالماء , فهو لم يأت باضافة على مقال مادبو المنشور الان في الراكوبة و حتى ما أورده عن الألماني كورت بك لا يوجد فيه ما يشير الى ان كورت بك نقل كلامه من اي سجل من السجلات و اذا كانت هذه الحادثة ( كسر قلم ماكمايكل) موجودة في سجل السكرتير الإداري , فلماذا لا يرجع اليها الدكتور عبدالله و يحدد موضعها حتى تعم الفائدة؟
عموما , خلاصة الامر هي ان المرجع الوحيد الواضح ما زال هو الروايات المحلية للقصة !!!
نتوقع من الدكتور أن يكون اكثر موضوعية و منهجية و يبين لنا منذ البداية ان مرجعيته في قصة كسر القلم هي الروايات المحلية و ان المصادر التي عزا اليها هي ايضا لم تذكر ما يمكن ان يعتمد عليه غير هذه الروايات .
مكي الإعيسر أحد أعيان مدينة بارا، قال لـ(اليوم التالي) إن تاريخ إنشاء المحكمة كان قبل حكم الاستعمار الثنائي في قرية أم سعدون غرب محلية بارا، لتتحول بعد ذلك إلى قلب المدينة. وكشف عن القضية الشهيرة في تاريخ محكمة (زانوق) التي نتجت عنها مقولة (كسّار قلم مكميك). وأضاف: يعود أصل الحكاية لإحجام بعض القبائل عن دفع وتوريد ضريبة القطعان ما أدّى لمحاكمة أحد مشائخ تلك القبائل، كان يدعى الشيخ عبدالله ود جاد الله، وانعقدت المحكمة برئاسة المفتش الإنجليزي المستعمر (ماك مايكل) وجاء الحكم في غير صالح عبدالله ود جادالله، وعندها تناول المفتش قلمه لكتابة حيثيات الحكم الذي صدر، فما كان من ود جاد الله إلا أن أمسك بالقلم ليمنع المفتش من الكتابة وقام بكسره، فاندهش الجميع وتوتر المفتش كثيراً لإقدامه على اعتراضه والتقليل من هيبته وموقفه، فقام بإصدار حكم على ود جاد الله يقضي بأن تسلخ وتعرى باطن رجليه وأمره بالسير حافياً أمام الناس، فقامت جاريته بمناداته (توري.. توري).. فالتفت قائلاً: (لعل تورك ما جاب لو ضلعة) أي لعل ثورك ما تغيرت مشيته من الألم.. ومن هنا سمي هذا الشيخ باسم (كسّار قلم ماكميك).
الغريب في الامر ان كاتب المقال فسر الماء بعد جخد بالماء , فهو لم يأت باضافة على مقال مادبو المنشور الان في الراكوبة و حتى ما أورده عن الألماني كورت بك لا يوجد فيه ما يشير الى ان كورت بك نقل كلامه من اي سجل من السجلات و اذا كانت هذه الحادثة ( كسر قلم ماكمايكل) موجودة في سجل السكرتير الإداري , فلماذا لا يرجع اليها الدكتور عبدالله و يحدد موضعها حتى تعم الفائدة؟
عموما , خلاصة الامر هي ان المرجع الوحيد الواضح ما زال هو الروايات المحلية للقصة !!!
نتوقع من الدكتور أن يكون اكثر موضوعية و منهجية و يبين لنا منذ البداية ان مرجعيته في قصة كسر القلم هي الروايات المحلية و ان المصادر التي عزا اليها هي ايضا لم تذكر ما يمكن ان يعتمد عليه غير هذه الروايات .
مكي الإعيسر أحد أعيان مدينة بارا، قال لـ(اليوم التالي) إن تاريخ إنشاء المحكمة كان قبل حكم الاستعمار الثنائي في قرية أم سعدون غرب محلية بارا، لتتحول بعد ذلك إلى قلب المدينة. وكشف عن القضية الشهيرة في تاريخ محكمة (زانوق) التي نتجت عنها مقولة (كسّار قلم مكميك). وأضاف: يعود أصل الحكاية لإحجام بعض القبائل عن دفع وتوريد ضريبة القطعان ما أدّى لمحاكمة أحد مشائخ تلك القبائل، كان يدعى الشيخ عبدالله ود جاد الله، وانعقدت المحكمة برئاسة المفتش الإنجليزي المستعمر (ماك مايكل) وجاء الحكم في غير صالح عبدالله ود جادالله، وعندها تناول المفتش قلمه لكتابة حيثيات الحكم الذي صدر، فما كان من ود جاد الله إلا أن أمسك بالقلم ليمنع المفتش من الكتابة وقام بكسره، فاندهش الجميع وتوتر المفتش كثيراً لإقدامه على اعتراضه والتقليل من هيبته وموقفه، فقام بإصدار حكم على ود جاد الله يقضي بأن تسلخ وتعرى باطن رجليه وأمره بالسير حافياً أمام الناس، فقامت جاريته بمناداته (توري.. توري).. فالتفت قائلاً: (لعل تورك ما جاب لو ضلعة) أي لعل ثورك ما تغيرت مشيته من الألم.. ومن هنا سمي هذا الشيخ باسم (كسّار قلم ماكميك).