كلما رايت أحدهم فى الحج او وهو يصلى بالطريقة السنوسنية ، قلت فى نفسى ايظن هؤلاء انهم على الصراط المستقيم ؟! بالطبع اذا جاءت الاجابة منهم فستكون : ليس فقط على الصراط المستقيم وانما يضمنونه لمن يكون معهم ! اليسوا يقولون بتطبيق الشريعة وعدم التنازل عن ذلك قيد انملة ؟ ألا يقولون ليل نهار : لله لاللجاه ؟ فماذا يراد منهم اكثر من ذلك؟ لكنهم بذلك ينسون آيات قرآنية شديدة الوضوح ولاتحتاج عبدالله الطيب أو الشيخ شعراوى لتاويلها . اليس قول الله تعالى :(.. يخادعون الله والذين آمنوا ومايخدعون الا انفسهم..)؟
اعترف احدهم بانه لم يساهم فى قتل الا ( عشرة الآف فقط ! ) من أهل اقليم واحد . وعندما اصيب بمرض قاتل خاطب قومه بقوله ان الله يغفر الذنوب ولكنه لايغفر قتل النفس ، ناهيك عن النفوس التى لاتحصى ولاتعد . وهو نفس القائل مرة بانهم طبقوا الشريعة ” المدغمسة” ومرات بانهم لن يتخلوا عن تطبيقها ! ثم هناك التابعون وتابعو التابعين الذى استحلوا أموال الناس ووجدوا التبريرات فى فقه الضرورة من الشريعة أياها ، وأعراضهم وزعموا ان وطأ نسائهم من بنى العباس يجب ان يكون مفخرة لهن !
استغرب ولابد انكم تستغربون كيف يقتنعون بهذه التبريرات التافهة وهم يقراون القرآن ليل نهار ويتشدغون بألايات والاحاديث بمناسبة وبدونها ، أفلا يتفكرون ؟! وقد وجدت اخيرا ان السبب يكمن فى الفهم الموغل فى الخطا لاهداف الدين : وهو فهم يتأتى من الانانية التى جبل عليها ابن آدم الا من رحم الله . فبينما يقول تعالى مخاطبا رسوله ( وانك لعلى خلق عظيم ) ، ولايقف رسوله عند القول ( بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) وانما يسند القول بالفعل فى مئات الامثلة ( زيارته لليهودى فى مرضه وهو الذى كان يضع القاذورات فى طريقه .. عفوه عن أهل مكة عند الفتح برغم مافعلوه حتى ارغم على الهجرة الى المدينة .. .) .. الدين المعاملة ، فكيف تفهمه جماعات الاسلام السياسى ؟
فهمهم وراءه جين الانانية : التركيز على النفس ظنا منهم بأن النجاة من النار تكمن فى هذا التركيز ، اليس الحساب فرديا ؟ والا يقول كل ابن آدم فى يوم القيامة : نفسى نفسى ؟ نعم هذا قول صحيح ولكنهم فى هذا ينسون ان الله يغفر الذنوب جميعا فى ما عدا الشرك به وحقوق الاخرين ، ويالها من حقوق عليهم جميعا !
يظنون من وراء نفس الفهم المغلوط لاهداف الدين الكلية ، بأن الحساب يعنى كمية من الحسنات تزيد على كمية السيئات من غير رابط بين هذا وذاك . منهم من يلهو طوال السنة ويفعل من المنكرات ما ياباه ابليس ، ولكنه يظن ان ذهابه للحج يمسح كل ذلك فيعود مرة أخرى كما ولدته أمه ليمارس نفس الافعال أو اسوا منها ؟! يظن ذلك وهو يحج بمال الآخرين ،بل ويدعو معه من يحب ان يكون الى جواره فى الجنة ؟! الم يسمع هؤلاء بقصص الذين تصدقوا بمال حجهم لمن ظنوه محتاجا اليه فبعث الله ملكا ينوب عنهم فى الحج ؟! اما هؤلاء فمن فرط تدينهم الانانى يبنون الجوامع الفاخرة والناس من حولها ياكلون وجبة واحدة وبما لاياكلون ، لكنهم يحسبونها على طريقة حساب حسنات قراءة القرآن . الحديث النبوى يقول ان كل حرف يقرا من القرآن بعشر حسنات ؟ ولكن هل ينطبق هذا على من يقرا وباله مع خطة يتدبرها لسرقة مال او قتل انسان بغير حق ؟ وهل ينطبق عموما على الذين (يقولون ملا يفعلون )؟!
يخطر بخيال بالى مرات عديدة ان كبيرهم أو ايا منهم قد يفهم مرة بعض مايقرأ ويسمع فيأتى طائعا مختارا الى دار التلفزيون أو الاذاعة ويعلن توبة نصوح على مافعل ويرد الامر لاهله طالبا منهم ان يبدأوا بمحاسبته قبل الآخرين ؟! ولكن استيقظ من خيالى على فيديو على الواتساب والكبير يمارس عرضته التى لاتنتهى ! واتذكر عندها قصة أحد مدراء البنوك الكبار وكنا معه نناقش امر تمويل أحد عملائه ، وكان ذلك على الايام الاولى للانقاذ ولم تكن هويتها قد اتضحت للجميع . سألنا ذلك المدير المشهور بتعليقاته اللاذعه : هل الريس جعلى كما يقال ؟ اجبنا نعم ، فقال : لو جعلى مافى مشكلة ، بياخد هوشته وعرضته وبمشى !! ولم يكن يدرى ان الجعلى” بركز” للسوط عندما تزداد الهوشة وما بتخارج لا محمولا !!!
[email][email protected][/email]