عسكورى ومحمد وداعة والعقارب بالمناصير

    0
    611

    بتاريخ 5 نوفمبر 2016 تقدمت بطلب الي هيئة المصنفات للتصديق بنشر كتابي بعنوان المهجرون بسبب خزان الحامداب ولم أتسلم ردا حتي يومنا هذا، ولهيئة المواصفات مستشارون تعتمد علي تعليقاتهم في رفض أو قبول طلبات النشر، وأذكر أنني اطلعت علي تعليق أحدم بأن الكتاب دراسة متكاملة لكنني أسأت الي المسئولين، واعتمدت في الكتاب علي أرشيف مقالاتي فقد كنت أتابع النزاع بين الحكومة ولجنة المهجرين منذ أول اجتماع مع عوض الجاز في عام 1995 ، ولست بذيئا ولا لعانا ولا أكتب كلاماغير مؤسس، فقد كنت أنقل تصريحات من لسان أسامة عبدالله نشرتها الصحف اليومية وناقل الكفر ليس كافرا، منها

    أنه سيخرجهم من جحورهم مع العقارب والثعابين وهذا ماحدث بالفعل فقد اعتصموا من الطوفان برؤس الجبال مع العقارب والثعابين، ومنها أنهم يعتقدون بأنها ليلة القدرويحلمون بشراء المنازل في الخراطيم والأرض وما عليها من نخيل مملوكة علي الشيوع وللمقيمين حق المنفعة وقد لا يكفي نصيب الفرد لشراء رقشة، ومنها أنه سيريهم المكشن بلا بصل وهو تعبير عن حالة الطعام علي النار عندما يتبخر منه الماء، لكن المناصير أصروا علي البقاء في موطنهم علي شاطيء النيل عظة بالنوبة في حلفا الجديدة وجنوب مصر الذين لا يزالون يتوقون م الي العودة من الصحراء الي موطنهم علي شاطيء النيل، وعاقبتني ادارة السدود بشطب اسمي من كشوفات التعويضات واقتلعتني من جذورى ووطني الصغير وحرمتني من ميراثي الشرعي الذى يحكمه قانون السماء بدليل ان اخوتي وشركائي في الميراث منحوا حقوقهم كاملة، وحاولت ادرة السدود الغاء قانون التركات والسلطة المحلية المختصة باصدار الاعلام الشرعي لحرمان غير المقيمين من حقوقهم الشرعية بهدف تخفيض تكاليف التهجير لصالح المشروعات المصاحبة شمال الخزان، وتواصلت معي دار نشر ألمانية ونشرت الكتاب مع كتابي بعنوان مشاهد في الطريق الي قاع الهاوية وثمن النسخة بمتجرها الأليكتروني more books.de 25 يورو وهذا غير متاح لمعظم الناس في السودان وبصفة خاصة أهلنا في كجبار والشريك والباوقة وستيت الذين يحتاجون لمعرفة أكل التمساح في المناصير، وبتاريخ 4 يونيو الجارى كلفني المشوار الي هيئة المواصفات ما لا أطيق ماديا وصحيا لكنهم قالوا ان البحث عن الملف بعد ثلاثة سنوات يحتاج لكثير من الوقت فتوجهت الي مكتب الأمين العام لكنه كان زاهدا في مقابلتي وأنا وغيرى من المصنفين جمهوره وسبب وجوده في منصبه، ومن عجائب هيئة المصنفات مصادرة كتابي بعنوان مشاهد في الطريق الي قاع الهاوية كانت باسم هيئة المواصفات التي أصدرت التصديق بنشر الكتاب بدليل الايصالات التي تسلمتها من المكتبات لكن الهيئة كانت كالزوج آخر من يعلم فقد اتضح وجود عنصر أمني داخل الهيئة وفي كل مؤسسات الدولة

    عناصر أمنية. وكان العاملون بالخدمة العامة يتوقون لمعرفة زملائهم الذين كانوا يتجسسون عليهم لحساب جهاز الأمن المايوى لكن عمر عبد العاطي النائب العام في حكومة الانتفاضة قال في حديث صحفي ان وثائق جهاز الأمن سلمت للمجلس العسكرى الانتقالي وأحرقت.

    ما لم يذكره عسكورى ومحمد وداعة حول غزو العقارب بالمناصير ان كهرباء الخزان التي ضحي المناصير من أجلها تخطت المناصير الي أبو حمد ووصلت الي بور سودان والأبيض ولا يزال المناصير يعيشون في الظلام، وفي الطريق من مروى الي سوق الملتقي شاهدت أعمدة الكهرباء في كل القرى، ولا يوجد ما يبرر التهجير من شاطيء النيل الي الصحراء ولا يزال المهجرون في الملتقي ووادى المقدم والفدا في صحراء أبو حمد يعانون من زحف الرمال وعدم توفر الماء للشرب والزراعة، وذلك لتوفر ما يكفي من الأرض لاستيعاب المهجرين علي شواطيء البحيرة، وقامت الحضارات علي شواطيء الأنهار والناس علي شاطيء النيل لا يجوعون ولا يعطشون فهم يزرعون الزرع ويصطادون السمك ويشربون الماء صفوا، لكن الأرض بيعت للمستثمرين وعزب ومنتجعات لأهل السلطة، ولا تزال ادارة السدود تأمل في اخلاء البحيرة للخروج من مأزقها بدليل ان مشروع سهل البان الزراعي لم يبدأ العمل فيه حتي الأن ومساحته ستين ألف فدان، وبدليل حرمان المناصير من الكهرباء، وبدليل ان طريق عطبرة مروى انحرف عند الكيلو 80 مباشرة عبر الصحراء الي مروى بدلا من السير مباشرة الي الي شاطيء البحيرة بالمناصير، ولا تزال المناصير معزولة عن الطرق القومية وشاهدت خط قطار كريمة وقضبانه دفنها الرمال ومحطاته خاوية كأطلال عاد وثمود، وأذكر ان ادارة السدود ادعت ان الأراضي حول البحيرة غير صالحة للزراعة لكن حكومة الاقليم أعدت دراسات جدوى لهذه الأرضي وعرضتها علي المغتربين في مؤتمرهم المنعقد بفاعة الصداقة سنة 1985 فكيف أصبحت غير صالحة للزراعة، وأذكر ان مشروع الحويلي مساحته ثلاثة ألف فدان منها اثنين ألف درجة أولي فقد كنت عضوا في هيئة سكرتارية المؤتمر، وقد تكون ملشيات الحكومة ورطت الحكومة في دارفور أما مأسات المهجرين دبرتها الحكومةبالوسائل غير المشروعة ، ويقول أهلنا في دار فور ان الحياة تفلق وتداوى فقد تحولت الأراضي التي كانت تروى بالسواقي الي جروف ساعدت المناصير علي الصمود رغم المحن الاحن والله خير الماكرين.

    [email][email protected][/email]