لو كانت هناك بضاعة بعد إنتاجها مباشرة (تضرب) وتبور وتصبح منتهية الصلاحية ولو كان إنتاجها لحظة إستلامك لها فهي بلا شك رسائل الواتساب،صديقك يرسل لك رسالة وقبل أن تفتحها يرسلها لك صديقك الأخر من الضفة الأخرى؛ وقبل أن تصلك وتنزل فى التلفون تنزل معك قبلها نفس الرسالة من اخوك الذي تفصلك عنه مسافة السرير الذي يرقد عليه،وقبل أن تتأكد من إستلامها ترن نفس الرسالة فى مجوعة أنت عضو (لابد) فيها فتأتيك نفس الرسالة المعلقة فى (الجو) فى مجموعة العمل والزملاء التى كانت يفترض أن تكون أول (الواصلين) لولا ظروف الشبكة التى جابهها زميلك وقت من الزمن لإيصالها لك هذه الأمانة التى لم (يأتمنه) أحد وهكذا دواليك رسالة واحدة تمشي وتذهب وتذهب وتمشي بين هؤلاء وأؤلئك.
وشركة تطبيق الواتساب لو لم تخترع خاصية إيقاف تكرار الرسائل للأشخاص والقروبات التى سبقت أن إستلمت رسائل،فهى ستكون أول شركة تروج لمادة (مجلودة) ورسائل منتهية الصلاحية بعلم مسبق وبمعرفة سابقة لو كانت (المادة) تهمها أصلا،ولو إستمر الحال هكذا ولو تتابعت الرسائل بهذا الشكل المنسوخ الناسخ الممسوخ ستصبح خدمة رسائلها،ككلام الأحزاب السودانية وبيانتها التى لا يسمعها أو يقرئها (المستهدفون) المواطنون السودانيون،ويبدو لي أن النظام الأحادى السوداني أكثر إستفادة من إنهمكاك وإنشغال (الشعب) بالرسائل (الواتسابية) التى لا يعلم الشعب عند نهاية دوام واتسابي ماذا جني ليبدأ بدوامه الواتسابي الجديد غير مكترس في ماذا كان يضيع زمنه فى الواتساب فى اليوم الذي سبق وفى يوم الناس هذا،والأنظمة الدكتاتورية تكون اكثر فرحا وسعادة حينما يمسي ويصبح شعبها على رسائل الواتساب وتصبح شغله الشاغل و(يخطى) الحكومة ولا يأبه بها وبتقصيرها إلا نكتة ساخرة ضاحكة من الحكومة وسياستها تضيع سريعا بين مليارات الرسائل ولا يكون لها أى أثر فى الواقع المعاش.
[email][email protected][/email]