خط الاستواء
لاغرابة، ففي بداية هذا العهد، قدم أحدهم اقتراحاً في مؤتمر الحوار الاقتصادي، للاستعانة بالجان في بناء السودان.. وهاهو الباشمهندس يتفرغ الآن، لاستدعاء جماعة شمهروش.
الباشمهندس، يطرح نفسه كبديل لثورته مع أنه، هو الثورة، بغضها وغضيضها وخيلائها، لكن سيادته دائماً ما يعوِّل على ذاكرة السودانيين الخرِبة.. الباشمهندس هو الدولة، لكنه في ظل توزيع الأدوار، حجز لنفسه مقعداً بين المعارضين الديمقراطيين والناشطين المستنيرين، وإن شئت فقل: حجز لنفسه مقعداً متقدماً بين المناضلين الشرفاء.
يحرض الباشمهندس على التغيير بأعجل ما تيسر، لأن البلد ? على حد قوله – لا تحتمل مزيداً من الخراب.
من الفاعِل.؟ هذا ما لا يتطرق له الباشمهندس، لكنه يؤكد للجماهير أن الموعد قد أزف، وأن الناس بعدِ كِده ما ح تنتظر، وأن الشارع سيتحدّر، وأن الشعب سيختار.
يلاحظ هنا ? في التسجيل الأخير للباشمهندس ? أنه استبدل لغته بمترادفات جديدة من هذا النوع، بعد أن كان يستحث الخطى لأسلمة الدولة والمجتمع.
الآن بعد عقود ثلاثة من الحكم المطلق، يستنهض الباشمهندس شعبه للاصطفاف في دوائر، ناصحاً كل فرد أن يجد نفسه داخل تلك الدوائر، حتى يكون فاعلاً في صنع المستقبل، وأنه ? الباشمهندس? يمتلك حلاً عاجلاً لأزمات السودان، بآليات وأدوات العصر الحديث، وقد ضرب في ذلك العديد من الأمثال.. يعني، سنة بالكتير ونصبح في هناء وسرور تحت مظلة (حزب الحبل الطويل)!.
يوجه الباشمهندس حديثه بانياً على المجهول، فيقول إنهم لن ينتظروا حتى ألفين وعشرين، بل لن ينتظروا حتى سنة ألفين وتسعتاشر، لا ، ولا حتى لنهاية هذه السنة.. ولمزيد من الإصرار يشدد على أنهم لن ينتظروا حتى شهر يوليو القادم… وللأسف، لم يأت الباشمهندس على ذكر شهر الإنقاذ، خلال التسجيل الذي بثه ( لايف) عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. وأيضاً يتساءل، بانياً للمجهول: إنت مواعيد مع من، فنحن لن ننتظر!؟
بهذه الكلمات الضافيات دشن الباشمهندس استدعاء رفاقه النورانيين ? جماعة شمهروش – لإصلاح المسار، مستفيداً من تلويح البعض بشعار العدالة الانتقالية.. هذه بعض نتائج رفع شعار (عفا الله عما سلف)..هذه بعض نتائج اتساع خيمة الديمقراطية التي يمكن أن تحتوي الجميع، بما فيهم أعداؤها..
قصارى القول إن الباشمهندس يستعد الآن لحشد الشمهروشاب، عازِفاً عن الإشارة إليهم بالاسم، تجنباً لعيب معيب في الذات السودانية، إذ أنه وبمجرد أن تذكر للسودانيين، اسم زول معيَّن مِن هاتيك القُرى، حتى يستخرجوا لك ما يسمى بصحيفة أعماله.
الباشمهندس وصحبه، ليسوا الأكثر فصاحة أو دراية بشؤون السودان، لكنهم قادرون على التِّنِبِّر، لأن الإنقاذ لم ولن تُفقِرهم كما فعلت مع القوى الوطنية.. ولهذا أيضاً يطرح الباشمهندس خطته الجديدة في تصفيف الجميع، داخل دوائره المغلقة، لأن أحوال بني السودان، في هذا العصر وفي هذا الأوان، تحنن الكافِر.