من اين هبطت ( المحنه ) فجأة على الطيب مصطفي ، وهو الفظ غليظ القلب المتدين دين العنصرية والمتلفح عباءة الجهوية ، انها لاحدى الكبر التى يتعذر على المرء ان يستوعبها بالكيفية المنطقية التى تبرر الحاله الوجدانية التى كان عليها وهو يترجى ( قوش ) ان يعيد النظر فى الاوضاع الصحية المتردية لبعض القيادات السياسية المعتقله بسبب مظاهرات غلاء الاسعار ، وتأتى تساؤلاتنا عن هبوط هذه ( المحنه ) لان الطيب مصطفي لايملك بين جنبيه قلباً بل يمتلك حجراً اقسي من حجارة ثمود وعاد ، فهو لو لم يكن خال الرئيس ، لما اشتهر كناشر صحفى او حتى مندوب اعلانات صغير فى صحيفة متدنية التوزيع كالصحيفة التى يديرها ، لكن مسألة المحسوبية التى يقول انه يعتز بها ، كانت الاسرع والانجع في نقله من ضيق اشواق العمل الاعلامى الى سعته ، فصار مديراً للتلفزيون ومن ثم صاحب اكبر صحيفة عنصرية تمشى بالفتنه بين السودانيون ، وعندما كانت ( الانتباهة ) تتصدر اهتمامات الجنوبيون وقت اتفاقية السلام ويتلقفونها قبل غيرهم كانوا يحاولون ان يتيقنوا من خلالها بحقيقة كونهم اقلية مرفوضة من قبل الشماليون ، وهو ماساعدهم على تفضيل خيار الانفصال والتحليق الى فضاءات جغرافية بعيدة تثير ارتباك الاقلية المدركة بعمق القضايا السودانية وظلالاها المستقبلية ، فلولا الخط الاعلامى الذى انتهجه الطيب مصطفي لما انفصل الجنوب عن الشمال ولما انهار اقتصاد الخرطوم بالصورة الماثلة ، فهو بجهله وعدم قراءته الصحيحة للمعطيات التى تقوم عليها الدول ، استطاع اقناع الكثيرين ممن يغلب عليهم مذاج الجهوية والقبلية بفكرة ذهاب الجنوب ! وعندما ذهب الجنوب لم يتضرر الطيب مصطفى بل تضرر ( المطبلاتية ) الذين بشروا بافكاره وايدوها فقد وصل ببعضهم الحال الى فقدان وظائفهم بحجة الافلاس كما حدث فى شركات البترول وفى الكثير من الموسسات المدنية والحكومية التى كانت مرتبطة بمصير الجنوب .
لذلك يحق لنا التساؤل من اين هبطت ( المحنه ) فجأة على الطيب مصطفي وهو راس الفتنه فى التحولات الديمغرافية العميقة التى يشهدها مجتمعنا ، كيف لانتسأل وهناك ثقافة عنصرية جديدة تسرى بصمت بين الناس وهو اول من بذر بذرتها ، هل ياترى اعتراه الاحساس بدنو الاجل فاراد ان يكفر عن ذنوبه التى نحسبها مل غراب الارض خطايا ؟ ام هى ( بولتيكا ) مثل بولتيكة المرحوم الاب فليب غبوش ؟ يريد عبرها كسب المذيد من الوقت للاجهاز على اعداءه ؟ ففى كل الاحوال يفترض ان يخجل الطيب مصطفي ويختشى من ان يتحدث صرفا او عدلا عن المعتقلين ، عليه ان يلتزم الاصول فى عرض مشاعره وعواطفه بمايحترم عقول الشرفاء ، ومثلما ضغط على فصل الجنوب يستطيع ان يضغط لعلاج المعتقلين ، فهو ببساطة خال الرئيس .
(فلولا الخط الاعلامى الذى انتهجه الطيب مصطفي لما انفصل الجنوب عن الشمال) اول مرة نعرف السبب الحقيقي لانفصال الجنوب
الزول دا أعمى و عمى قبيح
(فلولا الخط الاعلامى الذى انتهجه الطيب مصطفي لما انفصل الجنوب عن الشمال) اول مرة نعرف السبب الحقيقي لانفصال الجنوب
الزول دا أعمى و عمى قبيح