العبرة في (الكورة)!!

0
2391

زمان.. طالب بجامعة الخرطوم من أبناء الأقاليم البعيدة.. عاد في العطلة إلى القرية.. وفي العصر ارتدى (فانلة) رياضية جميلة أهدتها له الجامعة.. وجاء ليلعب مع أبناء القرية الذين هابوا (الفانلة).. ولكن الهيبة ضاعت تماماً عندما نزل إلى الميدان وتلاعب به زملاؤه من أولاد القرية.. فما كان من أحد المشجعين إلا أن صرخ فيه (الفانلة من غانا.. والكورة من ود عطانا)..
(بصراحة تصرفت في اسم القرية.. تحسباً لا احتساباً)
قرأت في الأيام الماضية ? في أثير الواتساب- أكثر من مرة قصصاً منسوبة للسيد الزعيم إسماعيل الأزهري.. توضح كيف كان نزيهاً عفيفاً في ممارسته للحكم وإدارة الشأن العام.. ومنها كيف أنه كان مديناً لبعض التجار الذين استدان منهم ما يكمل به بناء منزله.. وكيف أنه سدد فاتورة عطور ومشتريات خلال رحلة خارجية بعد أن طالبه المراجع المالي بذلك.. وكلها قصص جميلة..
وكذلك الرئيس الأسبق المشير جعفر نميري تروى عنه قصص كثيرة بذات السياق، كيف انتقل إلى رحاب الله في بيت متواضع بحي ودنوباوي حيث ترعرع وعاش..
يظل السؤال الصريح الذي أدرك أن كثيرين لن يرحبوا بطرحه.. كيف نحكم على سيرة الزعماء؟
مثلاً..
الرئيس الأسبق المشير جعفر نميري.. صحيح عاش زاهداً في المال ولم تتلوث يده أو سيرته قط بفساد مالي مهما قل أو كثر.. لكن الأصح أن استئثاره بالسلطة وحرصه عليها وانفراده بها.. كان سبباً في إفقار السودان كله.. فعندما تولى الحكم في 1969 كان الاقتصاد السوداني في أفضل حالاته.. وفي الاحتفال بمرور عام على تسلمه السلطة أصدر قرارات المصادرة والتأميم الشهيرة التي دمر بها الاقتصاد السوداني فلم تقم له قائمة منذ ذاك التاريخ.. رغم تراجعه عن القرار بعد فترة وجيزة..
الصفات الشخصية التي لا تمس جوهر الممارسة العامة لا تصلح مقياساً لصلاح الحكم والإدارة.. تماماً مثلما لا ينتفع فريق كرة قدم من كرم مهاجمه الذي يتبرع بكل مخصصاته للفقراء.. طالما أنه لا يحرز أهدافاً في الشباك.. صحيح هو رجل محسن.. لكنه هداف فاشل.. فليستمر في حسن خصاله وإحسانه لكن فليترك موقعه في الفريق لغيره..
في العمل العام العبرة بالرجل المناسب في الموقع المناسب.. صاحب الصوت الجميل موقعه في منصات الفن.. وصاحب المال الكثير مقياسه في جوده وكرمه وعائد استثماراته على المجتمع.. والقاضي في عدله ونزاهته.. وهكذا.. فلينفق كل من سعته..
لهذا يحيرني مثلاً؛ عندما اختير الدكتور فيصل حسن إبراهيم نائباً لرئيس حزب المؤتمر الوطني فأسهب البعض في الحديث عن صرامته وبعض صفاته الشخصية.. دون ربط ذلك بأية إنجازات في العمل العام..
ودرج البعض على الثناء وحساب النقاط لصالح كبار المسؤولين بصفات لا علاقة لها بالمنصب.. فهذا (شيخ عرب).. وهذا (رجل الإحسان والبر) بعيداً عن قياس درجات الأداء في العمل العام المكلف به.
التيار

1 تعليق

  1. هذه من خصائص العقل المتخلف، الذي يميل إلى الأحكام الكلية والقطعية والتعميم(يا ابيض يا أسود) ليس للعقل المتخلف المقدرة على بناء أحكام نسبية أو مفصلة فالرجل الشجاع مثلا بالضرورة هو حكيم وسديد الرأي وحصيف بينما في الواقع قد تكون شجاعته ضرب من الحمق والتهور. ليس للعقل المتخلف أن يولد أحكام من مثل فلان روائي رائع لكنه سيء الصحبة على المستوي الشخصي أو فلان كريم لكنه يحب النميمة. أما من يروجون لأصحاب المناصب في عهود الإنقاذ فهم مجرد ماسحي جوخ ينافقون انتهازيون أشطر منهم.

  2. كدي ادينا مثال واكتب لينا عن سيرة عمر البشير وهل فبها جانب مضئ واحد فالرجل حكم ضعف مدة حكم النميري وأربعة أضعاف مدة حكم الأزهري

  3. الاستاذ الكريم/ عثمان ميرغني ? لكم التحية— أرد عليكم بجرة قلم وعبارة ( العبرة في الشوري) فالشوري عند ( الاخوان) كما فاتلة جامعة في صدر صاحبك تزينه بعنوان لاعب حريف وتفضحه الكورة بين رجليه والمهم ( الجماعة) يلبسون ( الشوري) ويجلسون يحدثهم الترابي فقط ويقومون يرددون ذات المقال ويقلدوه بذات الحركات كما يفعل علي عثمان وعلي الحاج وامين حسن عمر وتخرج لنا ( الشوري) عند ( الاخوان) جسم معاق تنعدم فيه المدارس التي كانت تهدف لها الشوري صاحبة الفانله كما هي في مجالس المدينة ( ست الاسم او ام قلل).

  4. هذه من خصائص العقل المتخلف، الذي يميل إلى الأحكام الكلية والقطعية والتعميم(يا ابيض يا أسود) ليس للعقل المتخلف المقدرة على بناء أحكام نسبية أو مفصلة فالرجل الشجاع مثلا بالضرورة هو حكيم وسديد الرأي وحصيف بينما في الواقع قد تكون شجاعته ضرب من الحمق والتهور. ليس للعقل المتخلف أن يولد أحكام من مثل فلان روائي رائع لكنه سيء الصحبة على المستوي الشخصي أو فلان كريم لكنه يحب النميمة. أما من يروجون لأصحاب المناصب في عهود الإنقاذ فهم مجرد ماسحي جوخ ينافقون انتهازيون أشطر منهم.

  5. كدي ادينا مثال واكتب لينا عن سيرة عمر البشير وهل فبها جانب مضئ واحد فالرجل حكم ضعف مدة حكم النميري وأربعة أضعاف مدة حكم الأزهري

  6. الاستاذ الكريم/ عثمان ميرغني ? لكم التحية— أرد عليكم بجرة قلم وعبارة ( العبرة في الشوري) فالشوري عند ( الاخوان) كما فاتلة جامعة في صدر صاحبك تزينه بعنوان لاعب حريف وتفضحه الكورة بين رجليه والمهم ( الجماعة) يلبسون ( الشوري) ويجلسون يحدثهم الترابي فقط ويقومون يرددون ذات المقال ويقلدوه بذات الحركات كما يفعل علي عثمان وعلي الحاج وامين حسن عمر وتخرج لنا ( الشوري) عند ( الاخوان) جسم معاق تنعدم فيه المدارس التي كانت تهدف لها الشوري صاحبة الفانله كما هي في مجالس المدينة ( ست الاسم او ام قلل).