مدح وذم المال.. (2)

    0
    554

    ٭ بمناسبة الحديث عن المال والدينار عرضنا للمقامة الدينارية من مقامات الحريري? الحارث بن همام حكى عن السائل الشاعر الفنان صاحب الأسمال البالية والمشية العرجاء? ومدح الدينار وأخذه ولكن عندما هم بالانصراف استوقفه الحارث وقال نشأت لي من فكاهته نشوة غرام سهلت علي ائتناف اغترام فجردت ديناراً آخر وقلت له هل لك أن تذمه ثم تضمه؟ فانشد مرتجلاً:
    تباً له من خادع مماذق
    اصفر ذي وجهين كالمنافق
    يبدو بوصفين لعين الرامق
    زينه معشوق ولون عاشق
    وحبه عند ذوي الحقائق
    يدعو إلى ارتكاب سخط الخالق
    لولاه لم تقطع يمين سارق
    ولا بدت من فاسق
    ولا اشماز باخل من طارق
    ولا شكا الممطول مطل عائق
    ولا استعيذ من حسود راشق
    وشر ما فيه من الخلائق
    ان ليس يغنى عنك في المضايق
    إلا إذا فر فرار الرايق
    قال له قول الحق في الصادق
    لا رأى في وصلك لي مفارق
    ٭ ولما انتهى من ذم الدينار قال الحارث بن همام قلت له ما عذر ويلك فقال والشرط أملك فنغمته بالدينار الثاني وقلت له عوذهما بالمثاني فألقاه في فمه وقرنه بتوامه وانكا يحمد مغداه ويمدح النادي ونداه.
    ٭ وبعد كل هذا ارتاب الحارث في هذا الشكل التنكري ليكيد للمجلس الذي في أساسه من وضع العلامة ايد محمد القاسم بن علي محمد بن عثمان الحريري وفي هذه يقول الحارث بن همام:
    فناجاني قلبي بأنه أبوزيد ومن تعارجه للكيد فاستعدته وقلت له قد عرفت بوشيك فاستقم في مشيك فقال ان كنت ابن همام فحييت يا كرام وحييت بين كرام فقلت له أنا الحارث فكيف حالك والحارث؟ فقال اتقلب في الحالين بؤس ورخاء واتقلب مع الربحين زعزع ورخاء فقلت كيف ادعيت الغزل «الغزل العرج وما منك من هزل فاستمر بشره الذي كان تجلى ثم انشد حين ولى:
    تعارجت لا رغبة في العرج
    ولكن لاقرع باب الفرج
    والقى حبلي على غاربي
    واسلك مسلك من مرج
    فإن لامني القوم قلت اعذروا
    فليس على أعرج من حرج
    ٭ لقد أفاض أبو زيد في المدح والذم والتمثيل فقد قدم للنادي كلاماً كثيراً فكلامه في وصف حاله أبلغ من نظمه في ذم ومدح الدينار.
    هذا مع تحياتي وشكري
    الصحافة