قضية متجددة (2)

    0
    590

    ٭ ظللت أقابل كل هذه الآراء والمناقشات بنوع من الأمل والقلق معاً ولكن بحسرة لا أستطيع أن أخفيها.. وبسؤال مفجع لماذا ونحن في نهايات الربع الأول من القرن الحادي والعشرين وبعد كل هذا الكم الهائل من مظاهر التطور الكمي والطبيعي للعلوم والمفاهيم نجد بين شبابنا مثل هذه المفهومات وتضيق دائرة مساهمة الشابات في مواصلة الحركة النسائية السودانية التي نشأت وترعرعت في أحضان الحركة الوطنية ورضعت من معايشة هموم الحياة والمواطنة حتى شبعت ولعبت الأدوار السياسية والاجتماعية الفاعلة والناجحة معاً.
    ٭ ولكن التساؤل والحيرة وإدارة النقاش كلها أمور لا تقود إلى النتيجة المرجوة ولا تؤدي بسفينة حياتنا التي أحاطت بها الأمواج والأقوال والمشاكل إلى مرفأ آمن يشبه السودان المتميز المنفرد الذي أنجب شامخات النساء وعظماء الرجال معاً.
    ٭ إذن المطلوب اثارة الموضوع مرة أخرى وبجدية وأعني بجدية هذه فالأمر ليس أمر مناظرة بين فريقين وحسب فمناقشة هذا الأمر بجدية وحده يشكل نصف الحل.. وبالطبع الحل في مثل هذه المسائل وفي مثل هذه الظروف لا يتم بسهولة ولا بسرعة.
    ٭ وعليه رأيت أن ابتدر النقاش مرة أخرى وأنا من الجيل الوسيط في هذه الحركة الجيل الذي تربى على أيدي قائدات مسيرة الحركة النسائية السودانية بكل ألقها وجديتها وفاعليتها التي جعلت من تمتعنا بحقوقنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية أمرا ممكنا? نعم ابتدر هذا النقاش مجدداً وعلى هيئة همسات تشكل جرعات صغيرة حتى نجد الاهتمام لأن الكثير من القراء والقارئات علي وجه الخصوص لا يفضلون الجرعات الكبيرة لاسيما في مثل هذه الموضوعات التي يرونها وأراها عين الموضوعية.. بل تشكل المفتاح الحقيقي لحل كل المشاكل والظاهرات التي ألفناها هذه الأيام.. التي انعدم فيها خير الأمور.
    ٭ بالفعل هناك فجوة كبيرة بين تاريخ الحركة النسائية وبداياتها الزاهرة وبين واقعنا اليوم ولكن تضافرت ظروف كثيرة خارج الإرادة لخلق هذه الفجوة.
    ٭ والظروف في حد ذاتها متشابكة ومتداخلة منها ما هو ناتج مما أصاب حركة المجتمع السوداني في جميع مجالاته السياسية والاقتصادية بالإضافة لما اكتنف حركة العالم من حوله.. كلها أدت إلى واقع قد يبدو غير مفهوم.
    ٭ عندما تتسع دائرة تعليم المرأة وخروجها للعمل وارتيادها للكثير من مجالات العمل تواجه نوعاً من المشاكل كان من المفترض أن تكون قد تجاوزتها ولكن هذا هو الواقع المرير.. مساحات الاطلاع انحصرت في المناهج الأكاديمية والاطلاع أصبح أمراً صعباً.. إن توفرت الرغبة حالت دون تحقيقها المقدرة المالية ولكن مع كل هذا مازال الأمر في اليد ومازالت المشكلة مقدور على تجاوزها.
    ٭ المهم أن نحدد مفهوم التحرر الذي نريده ونسعى إليه بعيداً عن الاستسلام والثورة الحمقاء ويجب أن نكون ضد مفهوم الحرية المنفلتة حرية الحمقاوات اللائي يثرن كما الثور في مستودع الخزف.
    ٭ ويجب أن نؤكد أننا لسنا ضد الرجل الذي يحمل هم الشرط النسوي لا من أجل سلامة حياته الأسرية وحسب بل من أجل سلامة المجتمع بكامله ونقول ان قضيتنا ليست ضد الرجل بأية حال من الأحوال وإنما هي قضية ضد الوضع الذي يظلمنا معاً ويحرمنا من حريتنا معاً.
    هذا مع تحياتي وشكري
    الصحافة

    1 تعليق

    1. استاذه امال …امل عودة الالق النسائي بالخبرة …نعم الفجوة عمرها 3عقود من الركود والجمود وموت الحياة بالعسف والجور …..الليل المقيم بانتظار الصباح !!!

    2. استاذه امال …امل عودة الالق النسائي بالخبرة …نعم الفجوة عمرها 3عقود من الركود والجمود وموت الحياة بالعسف والجور …..الليل المقيم بانتظار الصباح !!!