قضية متجددة (1)

    0
    654

    لحركة النسائية في السودان تمثل جانباً مهماً وواضحاً في تاريخنا السياسي والاجتماعي والثقافي وهو جانب حافل بالنضال والصراع في سبيل قضية من أهم قضايا الوطن والمجتمع والفكر.. لا في السودان وحده بل على الصعيد الانساني على اطلاقه.. لم تأخذ قضية من قضايا الحياة من الاهتمام مثلما أخذت قضية وضع المرأة. فكانت وجهات النظر المتفاوتة وكانت المصادمات والمعارك.
    ٭ ذلك لأن قضية المرأة لم تكن مجرد مسألة خاصة بالوضع الاجتماعي للمرأة ومشاركتها في الحياة العامة ولكنها كانت قضية المرأة والرجل على السواء للتطور الحضاري والثقافي الذي اكتنف الحياة الانسانية في عموميتها.
    ٭ وكنت أعتقد ان المسألة تجاوزت حدود المناقشات والمداخلات حول أساسيات حقوق المرأة كإنسان في المجتمع يتمتع بمقدرات وحقوق الانسان وواجبات الانسان المواطن في مجتمع معين لا سيما بعد الحقوق المكتسبة على صعيد التعليم والعمل.
    ٭ ولكن ملاحظاتي وتتبعي لحركة مجتمع الشباب والشابات من حولي كادت أن تصيبني بنوع من القلق والتساؤل المزعج..هل عدنا للمربع الأول؟ مربع تعريف هذا المخلوق الذي يسمى المرأة؟؟
    ٭ قال لي شاب في ثقة واضحة وحكم نهائي ان فهم المرأة أمر مستحيل فهي مخلوق غريب هكذا قال.. أي لا فائدة منه في مجال الخدمة العامة أو الوظيفة أو في مجال أي عمل مسؤول وهي ان خرجت للعلم فبحكم العادة وإن خرجت وواصلت العمل فللبحث عن عريس وان تزوجت وواصلت عملها فهي دائمة التغيب وخلق الأعذار.. هذه هي المرأة المتعلمة والعاملة ولا أفهمها خارج هذا الإطار بأي حال من الأحوال.
    ٭ وقال لي شاب آخر ان رأي «فلان» يقصد به المرأة السودانية وحدها فأنا رأيي في المرأة في جميع أنحاء العالم وأزيد ان الجميلات منهن يشكلن ديكوراً لتزيين الحياة واعطائها مسحة من الجمال الناقص في كثير من الأحيان بفعل غرورهن وغدرهن وتلاعبهن بمشاعر الآخرين.. أما القبيحات والعواجيز فزيادة عدد لتكدير الحياة ليس إلا..
    ٭ ولا أذهب بعيداً والكلام مازال للشاب.. ألم يكن شقاء كل الانسانية بفعل حواء واغرائها إلى أبينا آدم بالأكل من تلك الشجرة ومازلنا ندفع ثمن خطئها الأزلي.
    ٭ وتقول لي شابة رافضة لكل ما قيل ان الخلاص في الثورة، الثورة على كل شيء نريد أن ننطلق في مسيرتنا، ننطلق في الحياة فكيف يعقل أن نسمع بأن المرأة السودانية كانت حاكمة في تاريخ السودان ونجحت في هذا وان أماني شخته وأماني تيري ملكتان ناجحتان في مروي ونسمع عن فاطمة بت جابر وبتول الغبشا ونسمع بملكة كجبي ونسمع بمهيرة بت عبود ونسمع ببنونة بت المك نمر ونسمع برابحة الكنانية وبت المكاوي، ونسمع بعزة زوجة علي عبد اللطيف ونسمع بفاطمة طالب وخالدة زاهر ونفيسة أحمد الأمين وفاطمة أحمد ابراهيم ونفيسة المليك ومحاسن عبد العال وحاجة كاشف ونعيمة بابكر.. ونتابع ما تقومين به ومع هذا كله نجد من بين الشباب والشابات من يحمل هذه المفهومات بالقطع. هناك خلل يستوجب الوقفة. قلت لها أوافقك ولنحاول هذه الوقفة.
    أواصل مع تحياتي وشكري
    الصحافة

    1 تعليق

    1. يا استاذه ما اصابنا في 3 عقود اثر كثيرا علي الحياة ثقافة وسلوك فنحن نحتاج لنهضة علمية ثقافية كما قال طبيب ماهر السودان لا يحتاج لثورة دبابات يحتاج لثورة وعي علمي !!!

    2. يا استاذه ما اصابنا في 3 عقود اثر كثيرا علي الحياة ثقافة وسلوك فنحن نحتاج لنهضة علمية ثقافية كما قال طبيب ماهر السودان لا يحتاج لثورة دبابات يحتاج لثورة وعي علمي !!!