لم يسقطْ أحد!!

0
5361

في الماضي عندما كانت تُذاعُ أسماء الناجحين في امتحان الشهادة السودانية، تعوَّدَ الناس على سماع عبارة (لم ينجحْ أحد) لمدارس معينة كانت تعاني من ضمور مستواها الأكاديمي.. دعوني أستعير مقلوب تلك العبارة.. وأفرح خميسكم هذا بأنموذج ناجح يستحق أن نقول عليه (لم يسقطْ أحد)!!

قبل حوالي أسبوع رُوّع السودان كله بحادثة دموية هزَّتْ قلوب الناس.. شابان في مقتبل العمر تعرضا لتعذيب وحشي حتى الموت.. هنا في ولاية الخرطوم وعلى بعد أقل من خمسة كيلو مترات من وسط العاصمة..

الصدمة الكبيرة زلزلتْ وقار الكثيرين وأشعلت نيران الغضب الكاسح.. في الحال انطلقتْ جموع هادرة وأغلقت الطرقات وعطلت الحركة.. وبدت في الأفق نذر فتنة رهيبة قد تسيل على حوافها دماء أبرياء كثر بلا أدنى منطق..

وفي اليوم التالي زمجر (النحاس).. قُرعت طبول الحرب في منطقة العسيلات.. وأصبح الموت بضاعة مزجاة على قارعة الطريق على ذمة الانتقام والثأر.. وأي ثأر؛ بين أبناء عمومة ربطهم الدم قبل التاريخ والجوار الحسن لعمر طويل ممتد وعميق الجذور.. الفتنة كانت كافية لتلتهم كل الأبرياء بمن فيهم النساء والأطفال وحتى الحيوانات..

لكن من وراء كل هذا الخطر الكبير كانت الاتصالات الهاتفية بين العقلاء في الجانبين تسابق الزمن لإطفاء الحريق.. كان الرهان على أنَّ أهالي ?العسيلات? رغم فجيعة مصابهم لكن المعدن الأصيل تجلوه نار المصيبة.. فيلمعْ أكثر مما كان.. وفعلاً هذا ما حدث.. سبق العقل الغضب.. وسكنت النفوس وهي تغتسل بماء الصبر الجميل.. وتقبلوا الأمر في انتظار عدالة الأرض والسماء معاً.. وانتصر العقل في ?العسيلات? على الشر والفتنة..

لوحة النجاح لم تتوقف هنا.. أيضاً في الجانب الآخر (الفادنية) و(الشيخ مصطفى الفادني) سباق لإبراء الذمة مما حدث.. وحسن عزاء الأهل من الطرف المكلوم في شبابه.. تقديراً لصلات القربى والجوار..

اللوحة الجميلة شملت المسؤولين في مختلف المجالات والمستويات.. القيادات الأهلية وعلى رأسها الشيخ الطيب الجد خليفة الشيخ ود بدر.. الذي خفَّ إلى قلب النار الموقدة وتحمل مخاطر الغضب في ذروة لحظات انفجاره الأولى..

ثم المسؤولون الرسميون في الدولة.. نائب الرئيس السيد حسبو عبد الرحمن الذي زار المنطقة ورغم الأجواء المُلتهبة، إلاَّ أنَّه اكتفى بالوعد بـ(متابعة) الأمر.. وتحاشى تماماً أن ينصب نفسه قاضياً ويحكم في جريمة هي الآن بين يدي العدالة..

والسيد والي الخرطوم الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين الذي زار ?العسيلات? مرتين الأولى في (عز الجمر) لحظات الغضب الجارف.. والثانية أمس الأول مع نائب الرئيس..

كل هؤلاء استحقوا الإشادة.. لكن نجمة الإنجاز حقاً وصدقاً.. على صدر الشرطة والأجهزة الأمنية.. أصعب مهمة أن يصبح مطلوباً منع الحريق بأقل خسائر.. فتنجز بلا خسائر البتة..

الحمدُ لله.. نجحَ الجميعُ.. العسيلات قدمتم أنموذجاً لكل السودان..

لم يسقطْ أحد!!
التيار

1 تعليق

  1. كيف لم يسقط احد!! الم يسقط مطار الخرطوم الذي اصبح بوابة لتهريب الذهب و المخدرات ؟. الم تسقط شرطة الجمارك وهي تغمض عينها عن أطنان الذهب المهربة ؟. الم تسقط المثل و المبادئ و الأخلاق السودانية حين يعذب سودانيون حتى الموت بواسطة سودانيين مثلهم ؟ بل الم تسقط الحكومة السودانية وهي ترى كل هذا الدمار الاخلاقي و الاقتصادي ولا تحرك شيئاً.

  2. نتمني ان تكون حجب الدم بالعصا هي شيمة اهل السودان جميعهم وان تكون حرمة الرقبة كما كانت دائما عند اهل السودان

  3. بل يا سيدي سقط كل النظام وهو المحرض بل ىالفاعل الاول في الجريمه التي ادت لاغتيال المرحومين فاذا كان الامن تاما ونزيها لما تمت الاختراقات الكبيره والتي تهرب خيرات البلد لحفنه من المجرمين والفاسدين ومن يقف معهم من الجماعه الفاسدهاللهم عجل بالفرج وبما تشاء بتغير سلس هين متسامح يحقنى الدماء ويصون العروض او بنقيضه الشرس العنيف الذي لا يبقي ولا يذر ولا نامت اعين الجبناء

  4. السقوط هو القساد والتحايل على القانون والخروج من حكمه في منافذ البلاد والسقوط هو تهريب مقدرات البلد وثرواتها ليغنى القلة ويفقر غالبية الناس
    والسقوط ان ياخذ المهرب القانون بيده وينتقم ممن ساعده على التهريب ثم انقلب عليه فارتكب جرما على جرم تحركات الاهالي والمشايخ ارث ها البلد لكن كيف لنا ايقاف الفساد وردع المفسدين واعادة هيبةالقانون وليس هيبة الدولة لانه لا دولة لنا لدينا مجموعة تاخذ منا ضرائب وجمارك وزكاة وتصرفها على ملذاتها وكل عام يزيدون علينا ولا يختشون وان مات كل الناس كل سنة جديدة تمر تقدم زيادات الحبايات واسعار السرقات الجديدة
    ولذلك لا نحاح بل سقوط هيبة وسقوط بلد وضياع حقوق اجيال
    ج

  5. سقطت دولة يا عثمان ميرغني.
    حين تتداعى القبيلة للثأر، فهذا مؤشر سقوط الدولة. لم يتداعى ابناء عمومة تفصلهم زريبة شوك في أقاصي غرب أو شرق السودان. تتداعت للثأر بطون قبيلة توزعت علي شريط النيل الازرق. من قلب تلك القرى جمعهم صوت النحاس، وكل خطوة تجاوب لذلك الصوت هي في الحقيقة وضع للقانون تحت الارجل، ورفض للاعتراف بالدولة كسلطة قادرة على الإتيان بالحقوق.الحادثة كما اسلفت علي بعد كيلومترات قليلة من مرقد الرئيس وحكومته. فهل بعد هذا سقوط؟؟؟؟!!

  6. يا عزيزي ما حدث يستوجب قراءة الفاتحة على السودان …
    الجريمة وصلت حد اسوأ مما وصلت اليه عصابات المافيا و المخدرات …
    اصبح القتل امرا عاديا في تصفية الحسابات بين العصابات الاجرامية … و قتل بابشع الوسائل … التعذيب حتى الموت ….
    هنالك سابقة لاستخدام التعذيب حتى الموت لبطالها اخوان نافع علي نافع و بعض منتسبي الاجهزة الامنية بسبب بهائم يملكها نافع الما نافع!
    تهريب كميات كبيرة من الذهب عبر المطار واضح انه هنالك جهات كبيرة و نافذة في هذا الامر …..
    يا سيدي لقد سقط كل السودان!

  7. كيف لم يسقط احد!! الم يسقط مطار الخرطوم الذي اصبح بوابة لتهريب الذهب و المخدرات ؟. الم تسقط شرطة الجمارك وهي تغمض عينها عن أطنان الذهب المهربة ؟. الم تسقط المثل و المبادئ و الأخلاق السودانية حين يعذب سودانيون حتى الموت بواسطة سودانيين مثلهم ؟ بل الم تسقط الحكومة السودانية وهي ترى كل هذا الدمار الاخلاقي و الاقتصادي ولا تحرك شيئاً.

  8. نتمني ان تكون حجب الدم بالعصا هي شيمة اهل السودان جميعهم وان تكون حرمة الرقبة كما كانت دائما عند اهل السودان

  9. بل يا سيدي سقط كل النظام وهو المحرض بل ىالفاعل الاول في الجريمه التي ادت لاغتيال المرحومين فاذا كان الامن تاما ونزيها لما تمت الاختراقات الكبيره والتي تهرب خيرات البلد لحفنه من المجرمين والفاسدين ومن يقف معهم من الجماعه الفاسدهاللهم عجل بالفرج وبما تشاء بتغير سلس هين متسامح يحقنى الدماء ويصون العروض او بنقيضه الشرس العنيف الذي لا يبقي ولا يذر ولا نامت اعين الجبناء

  10. السقوط هو القساد والتحايل على القانون والخروج من حكمه في منافذ البلاد والسقوط هو تهريب مقدرات البلد وثرواتها ليغنى القلة ويفقر غالبية الناس
    والسقوط ان ياخذ المهرب القانون بيده وينتقم ممن ساعده على التهريب ثم انقلب عليه فارتكب جرما على جرم تحركات الاهالي والمشايخ ارث ها البلد لكن كيف لنا ايقاف الفساد وردع المفسدين واعادة هيبةالقانون وليس هيبة الدولة لانه لا دولة لنا لدينا مجموعة تاخذ منا ضرائب وجمارك وزكاة وتصرفها على ملذاتها وكل عام يزيدون علينا ولا يختشون وان مات كل الناس كل سنة جديدة تمر تقدم زيادات الحبايات واسعار السرقات الجديدة
    ولذلك لا نحاح بل سقوط هيبة وسقوط بلد وضياع حقوق اجيال
    ج

  11. سقطت دولة يا عثمان ميرغني.
    حين تتداعى القبيلة للثأر، فهذا مؤشر سقوط الدولة. لم يتداعى ابناء عمومة تفصلهم زريبة شوك في أقاصي غرب أو شرق السودان. تتداعت للثأر بطون قبيلة توزعت علي شريط النيل الازرق. من قلب تلك القرى جمعهم صوت النحاس، وكل خطوة تجاوب لذلك الصوت هي في الحقيقة وضع للقانون تحت الارجل، ورفض للاعتراف بالدولة كسلطة قادرة على الإتيان بالحقوق.الحادثة كما اسلفت علي بعد كيلومترات قليلة من مرقد الرئيس وحكومته. فهل بعد هذا سقوط؟؟؟؟!!

  12. يا عزيزي ما حدث يستوجب قراءة الفاتحة على السودان …
    الجريمة وصلت حد اسوأ مما وصلت اليه عصابات المافيا و المخدرات …
    اصبح القتل امرا عاديا في تصفية الحسابات بين العصابات الاجرامية … و قتل بابشع الوسائل … التعذيب حتى الموت ….
    هنالك سابقة لاستخدام التعذيب حتى الموت لبطالها اخوان نافع علي نافع و بعض منتسبي الاجهزة الامنية بسبب بهائم يملكها نافع الما نافع!
    تهريب كميات كبيرة من الذهب عبر المطار واضح انه هنالك جهات كبيرة و نافذة في هذا الامر …..
    يا سيدي لقد سقط كل السودان!