مفهوم بالنسبة لنا أن يثار جدل واسع داخل حزب المؤتمر الوطني وتظهر مواقف متبانية تجاه حملة المطالبة بتعديل الدستور للسماح للرئيس البشير بالترشح لدورة رئاسية جديدة.
لان إعادة ترشيح البشير لدورة رئاسية جديدة هو أمر يخص حزب المؤتمر الوطني الذي سيكون مطلوبا من قواعده التصويت لمرشح الحزب المحدد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبالتالي من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات وتباينات وتفاعلات فيما بينهم داخل الحزب من هذا الأمر.. لكن بالنسبة للآخرين وخاصة بالنسبة للشارع السياسي المنافس أو الذي تنوي كياناته خوض المنافسة في الانتخابات المقبلة، فإن إعادة ترشيح البشير لو كانت ستمثل نقطة ضعف في موقف الوطني في الانتخابات المقبلة بنظر الآخرين فإن ذلك الأمر لا يدعو لكل هذا الانفعال والغضب من هذا التوجه بقدر ما يدعو ? من المفترض ? لمضاعفة حماس المنافسين لاستغلال ما يعتبرونها ثغرة أو نقطة ضعف في موقف المؤتمر الوطني الانتخابي وتقديم المنافس الذي يرون أنه سيخوض الانتخابات بفرصة أكبر من البشير.
هذا ببساطة شديدة لأن الاستنكار لهذه الخطوة بهذا المستوى يبدو وكأنه إقرار مسبق بأن مرشح حزب المؤتمر الوطني أياً كان هو الذي سيكسب، وهذا إقرار خطير جدا من القوى السياسية واستسلام مبكر أمام المؤتمر الوطني.
حتى عملية تعديل الدستور والتي يمكن أن تتم بحكم الأغلبية الميكانيكية للوطني في البرلمان ليست قضية كبيرة أو تشويه دائم في الدستور، لأن من يمتلك الأغلبية غدا يمكن أن يقوم بإعادة تعديل أو تصحيح الدستور مرة أخرى واستعادة البند القديم.. كل هذا ممكن ولذلك فإن واقع السخط الذي نلحظه في أوساط قيادات من المعارضة خاصة منسوبي أحزاب من المحتمل أن تخوض الانتخابات أي أحزاب غير مقاطعة للانتخابات يبدو وكأنه استلام مبكر لنتيجة انتخابات لم تجر ولم يحن موعدها حتى الآن.
لو أخطأ حزب المؤتمر الوطني تقديره ودفع بمرشح ? أياً كان من هو ? لكنه مرشح لا يحظى بإجماع حوله داخل الحزب ولا يحظى بفرصة كسب أصوات من غير المنتمين حزبياً، فإن هذا الخطأ من المفترض أن يمثل عامل تحفيز أكبر للآخرين لخوض المنافسة، إلا إذا كانوا على قناعة بأن مرشح الوطني هو الفائز في كل الأحوال.
والواقع يقول إن القوى السياسية الأخرى هي بالفعل تفضل الموقف السلبي من الانتخابات والخيار السهل والشماعة الجاهزة والمخرج الآمن بنظرهم من ورطة المنافسة بالقطع المبكر بأن الانتخابات ليست نزيهة، ولذلك هم يفضلون المساهمة مع المؤتمر الوطني في جدله الداخلي وتقديم وجهة نظرهم بخصوص مرشح الرئاسة القادم.. من باب (الاستسلام الإيجابي)..!!
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين..
اليوم التالى