هل كان الوالي أيلا يحتاج بعد كل هذا التدخل الحاسم من رئيس الجمهورية أن تتمادى القيادة في تجديد دعمها المطلق له من خلال خطاب السيد رئيس الجمهورية في ولاية الجزيرة بهذا المستوى؟!
هل كان أيلا بعد كل تلك القرارات الداعمة لموقفه يحتاج للمزيد من (الدفرة) السياسية التي جددها له البشير، أم أن هناك رسائل أخرى كان يحملها خطاب السيد الرئيس، ربما كانت موجهة لمراكز قوى وأطراف صراعات أخرى داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في المركز والولايات، خاصة وأن الخطاب الجماهيري الحاشد ذاك كان قد تجاوز في محتواه قضية ولاية الجزيرة بالإشارة إلى ملف الانتخابات الرئاسية المقبلة .
ومن المؤكد أن اللحظة التي عبر فيها السيد الرئيس عن دعمه لترشيح أيلا في حالة ترشحه، ومهما يكن السياق الذي ورد فيه هذا القول، فإن نقاط المناصرة العامة لموقف أيلا ستكون قد تراجعت في تلك اللحظة في نفوس الكثير من الطامحين في كرسي الرئاسة ومؤيديهم والذين كان بعضهم يؤيد موقف أيلا في صراعه في ولاية الجزيرة، لكنه لم يكن يتوقع أن يتحول أيلا إلى خيار مطروح ومدعوم لخلافة البشير في حالة ترشحه وعدم تجديد الترشيح للسيد الرئيس في الانتخابات المقبلة .
ومن المؤكد أيضاً أن أيلا الذي أعاد الكرة للبشير مرة أخرى حتى ولو لم يكن يفكر قبل ذلك أو يحلم بالجلوس في كرسي الرئاسة، فإن حديث الرئيس سيجعله أو يجعل من حوله ينشطون في زرع هذه الفكرة في ذهنه وقلبه وبمرور الأيام.. تكبر الفكرة و(تتمخمخ) بمساعدة مناصريه الذين اكتسبوا الآن خبرة كبيرة في إدارة معارك أيلا إعلامياً وسياسياً، وسيكون أيلا في هذه اللحظة والذي كان قد خرج من معترك الجزيرة الحامي الوطيس سالماً غانماً، يجد نفسه أمام معترك آخر يخوض فيه صراعاً مع الكبار وعلى مستوى متقدم وبأساليب لعب هي الأخرى سيجدها متقدمة عن مستوى اللعب في دوري التشريعي الولائي..!
الجانب المهم في الموضوع أن البشير حتى ولو أطلق تصريحه بصيغة المبالغة في دعم أيلا تعبيراً عن حجم ثقته فيه كوالٍ للجزيرة الآن، وبناء سور سياسي عالٍ أمام خصومه، لكن في نهاية الأمر يكون الوصف العام للموضوع أن رئيس الجمهورية والذي هو الرجل الأول في الدولة والحزب والمرشح الأقوى داخل المؤتمر الوطني حدد خياره الشخصي خارج دائرة الخيارات المتوقعة والقريبة من خلافته في حالة عدم ترشحه مرة أخرى، وهذا يعني أن صوت البشير داخل المكتب القيادي على الأقل لن يكون لغير أيلا في حالة ترشيح اسم أيلا داخل المكتب القيادي لتمثيل الحزب في انتخابات الرئاسة 2020، وطالما أن أيلا هذا ليس محل إجماع ولا هو بالخيار المطروح لخلافة البشير قبل ذلك، فإن هذا التصريح سينتج في نهاية الأمر واقعاً بديهياً يقضي بزيادة الحماس داخل الحزب لاستمرار البشير، وبالتالي بدء العمل في تعديل الدستور لتجديد ترشيح البشير في الانتخابات المقبلة .
وبهذا سيظل حزب المؤتمر الوطني ككيان تنظيمي بعيداً تماماً عن حسم ترتيبات مرحلة ما بعد البشير الحتمية لاحقاً، خاصة في ظل صراعات متنامية وإقصاءات عنيفة داخل هذا الحزب الحاكم تؤجل طويلاً مرحلة تأهيل البديل القادم ولو بعد سنوات .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالى
الرئيس القادم للسودان هو الدكتورمحمدطاهرايلا رضي من رضي أبي من أبي وهو مؤهل لذلك لما يملك من حنكة إدارية عالية وامبراطورية إقتصادية عالية مثل حاكم امريكا ترام وهذا ما يريده الغرب حاكم مدني ذو خلفية غقتصادية
والله المستعان
الرئيس القادم للسودان هو الدكتورمحمدطاهرايلا رضي من رضي أبي من أبي وهو مؤهل لذلك لما يملك من حنكة إدارية عالية وامبراطورية إقتصادية عالية مثل حاكم امريكا ترام وهذا ما يريده الغرب حاكم مدني ذو خلفية غقتصادية
والله المستعان