محاولات فاشلة لتغطية الفشل التام للانقاذ

    0
    2609

    سليمان حامد الحاج

    اتخذت قيادة المؤتمر الوطني الحاكم من التوقيع الذي تم على مشروع وثيقة الفجر الجديد واجتماع كمبالا ذريعة لخدمة أكثر من هدف. فهي تريد أولاً: شغل الرأي العام المحلي بقضايا انصرافية في حقيقتها، ثانياً:استغلال هذه الفرصة التي تراها سانحة لمواصلة الهجوم على الديمقراطية وتجميد الأحزاب الساسية المعارضة، والممنوعة أصلاً من مخاطبة جماهيرها في الميادين والساحات العامة، وأوقفت صحفها وتهدف ثالثاً: إلى شق صفوف المعارضة التي بدأت تستعيد حيويتها بنشر مشروع الدستور والبرنامج البديل والتشاور مع الجماهير في الكيفية التي يتم بها إسقاط هذا النظام.

    لقد تبلورت كل تلك الأهداف وتجسدت في التصريح الذي نشرته صحيفة(الجريدة) عدد الاثنين 14 يناير 2013 الذي تصدر الصحيفة وجاء فيه: خلافات وصراع داخل الشيوعي بسبب وثيقة كمبالا. وهو حديث عارٍ تماماً عن الصحة وكل حرف فيه يعبر عن كذب مفضوح وممارسات شوهاء لم تحدث داخل الحزب الشيوعي. وبهذا تقدم صحيفة(الجريدة) خدمة مجانية أوغير مجانية لمخطط فاشل.

    لقد أكد الحزب الشيوعي السوداني في البيان الذي اصدره المكتب السياسي في 8/1/2013 إنه كحزب مستقل وكطرف في تحالف الإجماع الوطني المعارض، ضرورة ايجاد صيغة مناسبة لإشراك كل القوى المعارضة تحت لواء التحالف، بما في ذلك الجبهة الثورية، لأن قيام أوسع جبهة للقوى المعارضة هو شرط موضوعي على طريق إسقاط النظام. وقد صعدت هذه هذه الضرورة إلى مقدمة جدول أعمال التحالف خاصة بعد توقيع رؤساء أحزابه على البديل الديمقراطي الذي سينقل بلادنا من الشمولية للتعددية ومن الديكتاتورية للديمقراطية، ومن السياسات الحربية للسلام العادل، ومن دولة الحزب الواحد لدولة المواطنة المدنية القائمة على واقع التعدد ووصولاً إلى هذا، طرح الميثاق نهج ووسيلة النضال السياسي الجماهيري والانتفاضة الشعبية. وبعد عدة محاولات وجهود مضنية نجح التحالف في إرسال وفد منه لمناقشة الجبهة الثورية على طريق اقناعها، مع احترام حقها المشروع في اختيار نهجها ووسيلتها في إسقاط النظام.

    غير أن وفد التحالف تجاوز حدود صلاحياته وتوصل لمشروع جديد تحت اسم الفجر الجديد، يعتمد الكفاح المسلح لإسقاط النظام، كما شملت وثيقة الفجر الجديد أيضاً قضايا أخرى غير متفق عليها في التحالف، بل أن بعضها لم تتم مناقشته أصلاً.

    وكان المفروض أن يعرض الوفد ما توصل له من مشروع اتفاق مع الجبهة الثورية، على قيادة التحالف للتداول حوله لا أن ينشره كميثاق.

    وكان طبيعياً أن يحدث هذا التجاوز لأسس العمل الجبهوي الديمقراطي في ذلك اللقاء الذي حضرته أطراف جديدة غير مكلفة أصلاً من قبل التحالف للحوار مع الجبهة.

    إننا في الحزب الشيوعي سنواصل تمسكنا بالأطروحات التي اجازها التحالف في ميثاق البديل الديمقراطي، خاصة النضال السياسي الجماهيري السلمي ودولة المواطنة المدنية ووحدة السودان.

    وأكد المكتب السياسي أن تحالف المعارضة قد أحسن صنعاً، بتأكيده أهمية مواصلة الحوار مع الجبهة الثورية على طريق توحيد كل قوى المعارضة في الداخل والخارج.

    إن ما أقدم عليه المؤتمر الوطني بعد نشر مشروع كمبالا من دق لطبول الحرب وإطلاق الاتهامات الجزافية بالعمالة والخيانة والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، يعبر في جوهره عن هلع وهستيريا لشعوره بدنو أجله المختوم لنظامه.

    وحذّر الحزب الشيوعي المؤتمر الوطني من صيغة تهديداته بسحب الشرعية من أحزاب تحالف المعارضة ومن أقدامه على اعتقال قياداتها.

    السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح موضوعي هو: كيف وصل المؤتمر الوطني للسلطة؟ هل عبر انتخابات ديمقراطية أم بقوة السلاح بالانقلاب العسكري الذي وقع في يونيو 1989م وازاح نظاماً ديمقراطياً جاء عبر صناديق الاقتراع؟

    ألم يقل رئيس الجمهورية في الفاشر في رده على المطالب المعلومة المشروعة لأهل دارفور أن من يريد حقه فلينازلنا بقوة السلاح. ولهذا حمل أهل دارفور السلاح لتحقيق مطالبهم العادلة.

    إن أهل المؤتمر الوطني الحاكم هم آخر من يتحدث عن الصراعات والانشقاقات داخل الأحزاب خاصة داخل الحزب الشيوعي الذي لم يحدث فيه صراع أو انقسام لا في قيادته أو قاعدته حول الموقف من وثيقة مكبالا. إن أحد أهم العوامل التي تعجل بسقوط النظام هي الصراعات والانقسامات والتكتلات الحادثة في داخله.

    فمنذ الانقسام الذي أحدثته المفاصلة لم يمر يوم واحد خال من أنباء تمرد قواعده وقياداته في الولايات. والصراع الضاري بين الولاة المنتمين له على السلطة والمغانم في العديد من الولايات. بل وصل الصراع في قيادته المركزية إلى كراسي الحكم بذات الهدف المحاولة الانقلابية المعلومة والتي قام بها قادة من أخلص خلصاء النظام وحماته ومن داخله.

    نحن نعلم أن النظام يستهدف ـ على رأس قوى المعارضة المستهدفة ـ الحزب الشيوعي، ولهذا فالهجوم عليه ليس وليد مشروع وثيقة الفجر الجديد، بل منذ أن جاء نظام الانقاذ بقوة السلاح للسلطة.

    وليس ايقاف طبع صحيفة (الميدان) ومنع توزيعها منذ عدة أشهر إلا أبسط دليل على ذلك. واذا لم يحدث اجتماع كمبالا ..لصنع عشرات الأسباب واختلق مختلف الأساليب لإيقاف نشاط الحزب الشيوعي وليس حادثة معهد المعلمين التي فبركها تنظيم الأخوان المسلمون ? وهو الأب الشرعي لكافة تنظيمات الإسلام السياسي الراهن بما فيهم المؤتمر الوطني نفسه ? لحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان الأحد الأدلة الدامغة التي اعترف (مفبروكوها) بأنها من صنعهم.

    وليس مدهشاً أن يسوق الأن ما حدث في كمبالا لمصلحته في الهجوم على الحزب الشيوعي. وسيصعد هذا الهجوم كلما اقترب انعقاد المؤتمر السادس، تماماً كما فعل المؤتمر الخامس. وكما فشلت مساعي المؤتمر الوطني الحاكم في شق الحزب الشيوعي فستؤول محاولاته الراهنة إلى فشل ذريع.

    أهم من ذلك كله فإن هذا العبث لن يشغل الشعب السوداني من مطالبه وقضاياه الأساسية، وسيواصل نضاله في سبيل تحقيقها بالإضرابات والاعتصامات والمظاهرات التي ستتراكم مع تراكم الأزمة الاقتصادية والسياسية والخدمية للنظام. فالوضع الاقتصادي المنهار للنظام والذي يسير يوماً بعد الآخر في طريق مسدود ولا أفق راهن لحل الأزمة، هو الذي سيراكم من سخط الجماهير ويصعد نضالها لإسقاط هذا النظام.

    الميدان

    1 تعليق

    1. ما قادر أفهم كيف حكومة الإنقاذ عايزة تشغل الرأى العام المحلى (بقضايا إنصرافية) متخذة من التوقيع على وثيقة الفجر الجديد زريعة ؟؟؟؟ متى تستفيق المعارضة من سكرها و تصبح معارضة (واعية) ؟؟ قال فجر جديد قال ..

    2. ما قادر أفهم كيف حكومة الإنقاذ عايزة تشغل الرأى العام المحلى (بقضايا إنصرافية)

      بمعنى إنه الحكومة قاصدة تفبرك الحكاية وتشغل النس بالقضية دي عشان تمرر قضايا مهمه زي تصفية مشروع سكر حلفا و18 مؤسسة

      يعني الحكومة عاوزة تلفت الرأي العام حول قضية ما مهمة زي – الفجر الوهمي وبالمقابل تمرر موضوع الخصخصة

      اسي انت يا الشايقي الحكاية دي مرت عليك برضه ودخلت في قضية انصرافية

    3. لا ينسب إلى ساكت قول !
      السكوت في معرض الحاجة إلى بيان بيان!
      الإنسان يحاسب في الدنيا على قوله وفعله،وليس على نيته !
      نعم للوضوح والصراحة التى تتجاوز حدالوقاحة في وجوه رموز المتأسلمة…كل حرف جاء في مكانهتماماً،كل كلمة أختيرت بعناية،المقدمة والسرد والخلاصات باترة وحاسمة…بلا لبس ..بلا غموض …بلا لف …بلا دوران…هذا هو موقف الحزب الشيوعى ..وموقف الشيوعيين السودانيين …رضى من رضى …أبى من أبى!!
      مؤتمرهم الصحفي(نافع+أمين) …عجة و(فسوة شيطان) ليس إلا…تضارب وقراءات خاطئة…ومصادرة تاريخ لم يحسنوا قرائته…لا نافع …ولا (فيلسوفهم )المستجد..أمين حسن عمر، أصابوا الرؤية…تهديدات خاوية…خبرها الشعب باللون والطعم والصورة….خطاب متأسلمة خائف مضطرب وجل ،إفتقد الترابط والمنطق والسرد السلس…حتى الصحفيون والإعلاميون أخذتهم الدهشة…وبانوا كأن على رؤوسهم الطير…إستدراكات غريبة من نافع…وإستدراكات أغرب من أمين…إستئناف وتقاطع وردود وتشابك خطوط بين الإثنين…من كان خارج الشبكة ياترى …أهل الحكومة(المؤتمر الوطنى)…أم الحضور ونحن (المتلهفون) لسماع محاضرة تئد روائح الحرب والإشتباك…وتبشر بقراءات موضوعية لوطن محتقن وشعب على وشك الإنفجار….؟؟؟!!!نافع (يتسافل )بعيداً…بعيداً…بعيداً?فمابال الرجل يسوق الوطن إلى قراءات دينية(لا يحسنها!!) حتى حواف الخطر…والشعب والناس منها براء ومتعوذون…ماباله (يتحاقر)بعيداً…بعيداً..بعيداً فيعقد مقاربات شوهاء عاطلة تفتقد السياسة ،والحنكة،والديبلوماسية…مالنا ولمصر ..ليبيا..تونس…سوريا..وصراعاتهم الإجتماعية والسياسية…(ألا يكفيهم فقرهم المعرفي الذى قادنا ومايزال إلى إشكالات وتقاطعات مع دول شقيقة ومجاورة وصديقة ومؤثرة بفعل خطاب لا يتبصر ولا يزن الأمور)…نعم ماهكذا تؤخذ أمور السياسة؟؟!!ومن ثم عقد مقارنات لا تليق…إضطرب الرجلان…وهو الإضطراب الذى أعلن وفاة المشروع،وحتام دفن جثته المتعفنة!!
      ندعو لقيام أكبر تحالف….ونناشد جماهيرنا إعلانها المقاومة والحراك الشعبي الواسع…وإلتفافها حول قيادات هذا التحالف الكبير..لإنجاز التغيير المطلوب وإقتلاع هذا النظام من جذوره…من أجل تحقيق وطن العزة والشموخ والوحدة والعدالة والقسطاس…وطن يتمتع بالإستقرار والأمان،ب يشعر فيه كافة المواطنون بأنه لهم، وأنهم متساوون فيه صرف النظر عن القبيلة ،الجهة ،اللون،الثقافة،العرق،اللغة،الدين…أو المذهب.
      نعم للمحاسبة التى لا تلين…والقصاص الحاسم البين الشافي للنفوس….ولا لأي شكل من أشكال الإفلات من العقوبة….ولا نامت أعين الجبناء