باي باي الحركة الإسلامية”

انعقد مؤتمر شورى الحركة الإسلامية وانفض سامره دون نتائج تستحق الذكر أو لفت الانتباه حتى، سوى نتيجة واحدة وهي تأجيل المؤتمر العام للحركة الإسلامية للعام المقبل..
انعقد المؤتمر في ظل ظروف بالغة التعقيد، ومتغيرات دولية وإقليمية أوجدت الحاجة الماسة لقيام تحالفات دولية وإقليمية القاسم المشترك لأهدافها محاربة ما يسمى بالإرهاب بالمفهوم الغربي والتخلص من مرض (الإسلاموفوبيا)، وهذا الأمر بالطبع يعني محاصرة ما يسمى بالإسلام السياسي باعتباره الحاضن الأساسي للإرهاب حسب المفاهيم الغربية التي أوجدت الحاجة لقيام التحالفات الدولية والإقليمية المشار إليها..
الحكومة السودانية بالطبع دخلت في هذه التحالفات بصورة أو بأخرى وأعلنت الخرطوم غير ما مرة أنها ملتزمة بمحاربة الإرهاب، فضلاً عن ذلك، فإن الخرطوم اللاهثة خلف شطب اسمها من لائحة الإرهاب الأمريكية مستعدة لبذل أقصى ما يمكن تقديمه من خدمات لمحاربة ما يسمى بالإرهاب، ولعل الخدمات التي قدمتها في هذا الصدد ظلت ولا تزال محل إشادة غربية وأمريكية على وجه الخصوص من لدن وزير الخارجية الأمريكية الأسبق كولن باول وحتى هذه اللحظة…
لا مراء ولا جدال في أن دخول الخرطوم في مثل هذه التحالفات التي تستهدف محاصرة “الإرهاب” والتضييق على حاضناته الأساسية المتمثلة في الحركات الإسلامية وحركات الإسلام السياسي، لابد أن يمر أولاً بأن يفك النظام ارتباطه بأي كيان قد يبدو للغرب على أنه حاضنة للإرهاب… ووفقاً لذلك سيظل المطلوب من نظام الخرطوم فك ارتباطه بالحركة الإسلامية.. هذه الحقيقة تدعمها كثير من المعطيات وتعززها بشكل أساسي، لكن من يقنع الحركة الإسلامية (الجبهة سابقاً) أن حزب السلطة – المؤتمر الوطني- قد تسلم منها الراية وسحب البساط من تحت رجليها، وأن دورها قد انتهى تماماً وأنها تنتظر رصاصة الرحمة الأخيرة، لذلك ليس مدهشاً ما يحدث الآن من ربكة وتخبط وعجز… ولعل انعقاد مجلس شوراها والذي جاء باهتاً يعكس صحة ما ذهبت إليه.. اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..
الصيحة