أخطاء الصحف!! (1)

    0
    1014

    ٭ الأخطاء التي نطالعها في الصحف والمجلات والكتب أحياناً كثيرة ونطلق عليها الأخطاء المطبعية.. وهي في الواقع أخطاؤنا نحن الذين ندفع بها إلى المطبعة.
    ٭ وعندما تكثر الشكوى من هذه الأخطاء لرؤساء التحرير يرفعون الشكوى للقراء ويقولون انهم سئموا من كثرة الحديث حول هذه الظاهرة مع السكرتارية والمصححين والحقيقة ظاهرة الأخطاء هذه تكاد لا تخلو منها مطبوعة سواء هنا أو في العالم من حولنا.
    ٭ وهذا بالطبع ليس تبريراً ولا تقليلاً من شأن هذه الأخطاء بل العكس نحن نقول دائماً انها أخطاء لا تفوت على فطنة القاريء والحقيقة قد لا تفوت على فطنة القاريء المعاصر لها ولكن لا ننسى ان هذه الصحف والمجلات ستصبح في يوم من الأيام بعد خمسين عاماً أو مائة عام مرجعاً لرصد الأحداث وكتابة التاريخ وتكون الأحداث والأسماء قد بعدت على الباحث فهنا تكمن الخطورة فمثلاً كتبت في احدى مقالات وفي معرض الحديث ان الشعب السوداني تغلب على تشكيلاته الاجتماعية البداوة فجاءت في الصحيفة (البلادة) على تشكيلاته الاجتماعية وبالتأكيد يكون هذا الخطأ أقام الدنيا ولم يقعدها وان كان لا يفوت على فطنة القاريء اليوم وهذا مجرد مثال.
    ٭ وبهذه المناسبة أذكر ان الصحفي الكبير جهاد الخازن قد تناول مسألة الأخطاء هذه في بابه صباح الخير بعنوان وما عدا السهو والغلط وجمع هذه المقالات في كتاب أصدره عام 5891 أسماه «صباح الخير».
    ٭ أعيد إليكم المقالة وأقول انني لا أقصد بها تبرير الأخطاء ولكن لأقول انها موجودة لنعمل كلنا من أجل تجاوزها وان نتجاوز ملاحقة المطبعة لنا فهي لا تشبع أبداً ولا تكف عن ملاحقتنا.
    يقول جهاد الخازن:
    الأخطاء المطبعية سيف رعب مسلط على رؤوس المحررين ولم توجد بعد الصحف العربية أو الأجنبية التي تخلو منها فالصحف قد تختلف في كل شيء سياسة ومستوى وحجماً إلا انها تتفق في ارتكاب أكثر الأخطاء احراجاً في أسوأ الظروف وهناك صحفيون كثيرون يصرون على مراجعة ما يكتبون بأنفسهم تجنباً للمشاكل.
    ٭ ويقول زميل انه عمل في جدة انه ارتاع في البداية من ضعف مستوى التصحيح كانت قراءة أي خبر مع قهوة الصباح تكفي لتعكر صفو نهاره واشفق عليه بقية الزملاء وحاولوا اقناعه بأنها بسيطة إلا انه لم يقتنع وأخيراً حمل إليه زميل خبرا في جريدة «التايمز» اللندنية الرصينة التي تعتبر أم الصحافة العالمية أشار فيه بدوائر لحوالي 03 خطأ مطبعيا واقتنع الزميل بأنه إذا كانت «التايمز» تخطيء فلا حرج على جريدته.
    ٭ والواقع ان الأخطاء المطبعية في العربية أكثر منها في الانجليزية وليس السبب في ذلك فارق المستوى الصحفي بين الصحافيين فقط بل كون العربية تكتب باليد حتى تبدو لتشابكها أحياناً مثل خطوط التلفون في الرياض وانها ملأى بالنقط وكثرة المفردات المتشابهة أي ان حرفا واحدا أو نقطة واحدة تغير المعنى كله وأسوأ الأخطاء تلك «الجنسية» منها ولابد أن القراء مروا على كثير منها فليعذرونا إذا كنا لا نستطيع تقديم أمثلة عليها غير اننا نعرف صحفيين عرب بل عمال مطابع بكاملها سجنوا وأكلوا علقة جامدة بعد ارتكاب أخطاء فاحشة من هذا النوع.
    أواصل مع تحياتي وشكري
    الصحافة

    1 تعليق

    1. الأخطاء في الصحافة السودانية هي الابرز في زماننا هذا وانت يا استاذة آمال من الزمن الجميل والذي يطالع هذه الاخطاء لا ينسبها للطباعة فحسب فهناك اخطاء مصححين نحوية ولغوية واملائية حتى نظن انه لا يوجد مصححون بالصحيفة او ان المصححين هم متعاونون يأتون نهاية اليوم من اعمالهم الرسمية ولا يعيرون الصحيفة اهتمامانرجو الاهتمام بهذا الجانب. والى زمن قريب كان الناس يتلقون صحيح اللغة من راديو البي بي سي

    2. الأخطاء في الصحافة السودانية هي الابرز في زماننا هذا وانت يا استاذة آمال من الزمن الجميل والذي يطالع هذه الاخطاء لا ينسبها للطباعة فحسب فهناك اخطاء مصححين نحوية ولغوية واملائية حتى نظن انه لا يوجد مصححون بالصحيفة او ان المصححين هم متعاونون يأتون نهاية اليوم من اعمالهم الرسمية ولا يعيرون الصحيفة اهتمامانرجو الاهتمام بهذا الجانب. والى زمن قريب كان الناس يتلقون صحيح اللغة من راديو البي بي سي