عدد كبير من أسماء القنوات السودانية الجديدة تحلق في الفضاء الآن.. قليل منها فقط تراه منتعشاً بهذا التحليق ولديه قدرة ما على الاستمتاع بالطيران في الفضاء التلفزيوني لوقت أطول وإمتاع المشاهدين لكن النسبة الأكبر من هذه القنوات السودانية الجديدة، تشعر من مشاهدتك لتحليقها ولبرامجها وقدرات المذيعين ومقدمي البرامج فيها أنها فضائيات ضعيفة مهيضة الجناح وعاجزة عن تقديم عرض تحليق يجذب الأنظار وبالتالي تكاد تجزم بأن عمرها قصير جداً إن لم نقل إنها وشك التوقف .
صناعة الإعلام الفضائي التلفزيوني فوق أنها صناعة مكلفة جداً فهي أيضاً تحتاج لقدرات نوعية على مستوى الكوادر العاملة لتشغيلها ونحن مع الأسف الشديد وبحكم تربيتنا وثقافتنا الاجتماعية بشكل عام لا نحسن التمثيل، لذلك لا تخرج بلادنا أعداداً وفيرة من محترفي التعامل مع الشاشة تكفي لتشغيل كل هذا الكم من الفضائيات السودانية الجديدة .
القضية ليست قضية محتوى فقط بل قدرة من يقابل جمهور الشاشة على الاحتفاظ بهذا الجمهور الذي يمتلك كل مشاهد منهم بين أصابع يده ألف خيار آخر .
وفي تقديري أن هناك تكرارا ومحاكاة وقلة ابتكار وفقرا أنيميا في القدرة على إدهاش المشاهد وإجباره على متابعة برامج الكثير من الفضائيات ..
لقد فضحت الآن أعداد الفضائيات التلفزيونية السودانية حجم ومستوى القدرات الإبداعية المتوفرة في هذا الوسط الإعلامي التلفزيوني في السودان وكشفت ظاهرة الفضائيات السودانية عن حقائق مزعجة حول ضعف التاهيل وغياب التدريب واستسهال عملية إنتاج برامج تلفزيونية، فهناك عدد كبير من (المتشعبطين، والمتشعبطات) في هذه (الشغلانة) دون دراية أو زاد كافٍ من المهارات الفنية التي يجب أن تتوفر في الشخص الذي يخرج للجمهور بصفة مذيع أو مقدم برامج تلفزيونية.. حضور مرتبك.. لغة ركيكة.. معلومات ضعيفة.. تصنع مزعج..
الموضوع ليس مجرد جاكيت وربطة عنق أو ثوب لامع، ومرور على غرفة الميك آب، قبل الجلوس أمام الكاميرا وتشتيت عدد من حصى الكلمات والمصطلحات والابتسامات في وجه المشاهد .
هناك مجتمعات أخرى بطبيعة تربيتها الاجتماعية تتوفر فيها قدرات الحضور التلفزيوني الجاذب، لكن هذه القدرات من الممكن ـ بل من الضروري ـ لمن لا يمتلكونها أن يكتسبوا أساسياتها عن طريق التدريب .
كما أن وزارة الإعلام التي تمنح التصاديق لهذه الفضائيات هي المسؤولة عن مراقبة عمل الفضائيات والتأكد من توفر كوادر تلفزيونية مؤهلة ومحترفة وإلزام هذه المحطات التلفزيونية بتخصيص ميزانية محددة لتدريب كوادرها واشتراط حصولهم على شهادات تؤهلهم لتقديم البرامج لأن هذه الفضائيات هي واجهات لصورة واسم السودان ومنابر للتعريف بمستوى الإعلام التلفزيوني في السودان.. كما أن للمشاهد عليكم حقا ومسؤولية تجاهه.. فمن الذي يحمي أعيننا وآذاننا؟ .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالي
توجد قناة واحدة تستحق المشاهدة هي قناة الجزيرة الخضراء ويجب دعمها من شركات الاتصالات والبنوك لكثرة متابعتها داخل وخارج السودان
توجد قناة واحدة تستحق المشاهدة هي قناة الجزيرة الخضراء ويجب دعمها من شركات الاتصالات والبنوك لكثرة متابعتها داخل وخارج السودان