النوبة بوابة التاريخ نحو المستقبل

مصر تستمد عظمتها من عظمة التاريخ النوبي ولولا الحضارة النوبية لكانت مصر اليوم تنعق فوقها البوم… كل فخر مصر اليوم في قبضة التاريخ النوبي لا فكاك لها… النوبة هي اسوان وهي الأقصر وهي الأهرامات التي يفتخرون بها ويجعلونها رمزا لهم وهي أبو الهول فأين تهربون أيها المستمصرون… استيقنتها أنفسهم وتأبى ألسنتهم النطق بها حسدً من عند أنفسهم… فالذي يتطلع نحو المستقبل عليه أولا أن يغتسل وينحني أمام بوابة التاريخ النوبي للولوج ثم ارتياد آفاق المستقبل… فهؤلاء الذي جاءوا واستوطنوا مصر المحروسة في غفلة من التاريخ ليس لديهم تاريخ يفتخرون به لذا تراهم يتمسكون بالقشور ولا يريدون التنقيب لما تحت القشور لأن الحقيقة تحتها تنتظرهم والتاريخ لا يكذب … فهل رأيتم من تماثيل الفراعنة من ذوي البشرة البيضاء… فكل التماثيل إما سُمر الوجوه والأجساد أو سُود بعكس التماثيل الرومانية واليونانية الناصعة البياض مثل الثلج (مصنوعة من المرمر الأبيض)…
كفاكم تزويراً للتاريخ … فما كان الفراعنة من طينتكم ولا أنتم من طينتهم… فمثلا هنالك من يسمي قناته الفضائية بـ (قناة الفراعين) وهو لا يمتُّ لهم بأدنى صلة فهو من طينة وهم من طينة أخرى… فمعظم الخيرات التي تعيش مصر تحت ظلالها اليوم هو من خيرات النوبة… فالسياحة والآثار هي مصدر الدخل الرئيسي لمصر اليوم وهذه من مخلفات النوبة… وبالشكر تدوم النعم فعلى الأقل كان الشكر واجب… فلماذا كل هذه الجحود (يأكل من كيسي وينسى فضل زادي)… أيضا قناة السويس وهي المصدر الثاني للدخل القومي لمصر كانت من بنات أفكار الفراعنة ثم المهندس الفرنسي )دليسبس( الذي خطط لحفرها… والقناطر الخيرية الذي يقضون فيها أمسياتهم الجميلة ليسوا هم بُناتها بل محمد علي باشا…. فكان قدر مصر من بعد الفراعنة الذين هم مجرد ملوك للنوبة… أن يحكمها أجانب من رومانيين، يونانيين، فرنسيين، انجليز، أتراك، مماليك وغيرهم، فكان من الطبيعي أن يترك هؤلاء سلالة هجينه وتاريخ مشوه لمصر الفرعونية النوبية حتى يومنا هذا ولكن لابد من أن ينتفض التاريخ يوماً ليعيد الكتابة مرة أخرى و على أسس علمية وواقعية لا مجال فيه للنفاق والتزوير…

[email][email protected][/email]