العصيان المدني أسلوب و آلية نضالية مجربة لدي الجماهير السودانية ، فبقدر ما تتطاول عصور الدكتاتوريات بقدر ما يكون التداعي و السقوط قويا” و عظيما” .. الشعب السوداني تربي علي اشعار أباء شعر الثورة محجوب شريف و حميد ..
النظام بطبيعة الحال ، و كل الانظمة المتسلطة تنكر مجريات الواقع و ستظل تنكر الي لحظة الرحيل .. و لن تعترف البتة و لو من باب النقد الذاتي ، لحظات تنكر عارم و تضليل و اطلاق تصريحات عشوائية و تخبط بائن .
فشلت كل مساعي النظام في احتواء ما يجري لانه حقيقة تراكم طبيعي للغبن و العنصرية المتوحشة ضد المواطنين ، و لهجة الاستفزاز من كل عناصر النظام للمواطنين بصورة مستمرة و الاستمرار في عدم احترام القانون و قمع التظاهرات السلمية و رفض المبادرات البناءة من ابناء الشعب الحادبين علي وطنهم و التشكيك المستمر ، مع العلم انهم يطرحون مبادراتهم بحيث انها تصب في مصلحتهم و تفخيخها بدافع احتواء المعارضة المصطنعة و الترويج لها اعلاميا” لضرب صفوف المعارضة الحقيقية التي تعبر عن قضايا الجماهير و الملتحمة بهم و التي تعيش معاناتهم ، هولاء الآن في المعتقلات .. بالاضافة لعملية عزل قسري للشباب عن ابسط حقوقهم .
الآلية ناجحة ليس بمقياس ما يريد النظام أن يبثه للناس من ان هاهي الطرقات مليئة بالمواطنين و يمارسون حياتهم بصورة طبيعية ، ليس بهذا المفهوم السطحي السخيف ، و انما برفع مستوي وعي الجماهير و التفاتتهم و اهتمامهم بمجريات الحدث ، بل ضرورة مشاركتهم في مرحلة لاحقة في الثورة لم يكن العصيان المدني نهايتها و انما بداية للحظة التاريخية .
يقدم النظام خدمة جليلة دون ادراك منه تصب في مصلحة الجماهير ، و دليل علي انه يلفظ آخر أنفاسه حينما تفقد كل آلته الاعلامية الموجهة البوصلة في تناول مواضيعها و تتوالي سقطات اذيالهم و طباليهم و تكبو خيولهم و تذل السنتهم . الرعب يتملكهم و ينكرون لكن الواقع يشهد بذلك . انما النصر صبر ساعة ، فستذكرون ما اقول .
[email][email protected][/email]