تمسْكَن حتى تمكَّن ثم صار يسرق شعبه

    0
    1157

    دقت الأجراس في الكنائس
    وارتفعت الأصوات في مآذن المدينة
    تلبدت السماء في الخرطوم بالغيوم
    تنذر بالرحيل
    قد جاء دورك في الرحيل
    فغدا سترحل يا عمر
    فما عادت الخرطوم تحتمل انتظار
    ولا حاراتها العتيقة
    وساحاتها التي شهدت
    رقصاتك المملة والسخيفة
    وحولك المطبلون
    والمصفقون
    الحاضرون على موائد السلطان
    يأكلون لحم شعبهم ويضحكون

    ثلاثون عاما … إلا بضعة
    من السنوات مرَّتْ
    والناس تعيش في جحيم
    قفزة الأسعار من هنا تلفح الوجوه
    فيا لها من قفزة رهيبة في المجهول
    والحروب من هناك… تقتل الأمل
    تقتات بالحيوان والنبات والبشر
    ومن لم يمت بالحروب والمرض
    ففي غياهب السجون
    او في المنافي البعيدة
    يبكي على الوطن الجريح
    وأنت … أنت كما هو
    تسدر في غيك القديم
    تزرع الوهم… في النفوس الحالمة
    والوطن يحتضر… يتلاشى
    يجترُّ في المآسي
    جرحت كبرياءه
    وأرٍقتَ ماء وجهه
    أكلت لحمه ودهنت شحمه
    فتركته كعظم كلبةٍ في موائد اللئام
    فهل من أمة مثل أمتي
    نكبتْ وضحَّتْ
    لأجل منافقٍ
    تمسكن حتى تمكن
    ثم صار يسرق شعبه
    فما يزال عند ظننا به
    يدلَّل الوطن
    يبيع أرضنا
    ويقبض الثمن
    لينتفخ جيوبه..
    وجيوب من بقربه
    في قصر شعبنا البئيس
    والمطل للبحر
    هلا رأيت البحر من هناك
    صادق بالوعد دونما نفاق
    حالم كالبدر في ليلة التمام
    وتجود من أموالنا لغيرنا
    ونحن أحوج ما نكون
    لحفنة من قمحنا
    لنسد جوعنا
    قد جاء دورك في الرحيل
    فغدا سترحل يا عمر

    [email][email protected][/email]

    1 تعليق

    1. وغداً سيرحل معك الكرور وغداً ناظره قريب وسنغني مع سرور ونسمع جعيركم في حبور وسرور