فاشل…..

***أرجأ بدر الدين محمود ،وزير المالية استقالته ،لما بعد اجازة موازنة 2017 ، باعتبارها اخر تكليف له ، مبررا ذلك ،انها استجابة لنداء الرئيس ،بافساح المجال للاخرين ،وقال (حابدا بنفسي والله مابقعد ).

كما لوح كذلك وزير النفط بالاستقالة ،احتجاجا على سؤال من البرلمان ،للمرة الثانية حول الخدمات الاجتماعية،في مناطق البترول ..

**سياسات المالية التي يرأس وزارتها بدر الدين محمود ، هي التي اغرقت الوطن في تسونامي تعقيدات اقتصادية مرة ، رمت بظلال كالحة السواد عليه ، جاءت الفواتير تباعا للمواطن ، الذي لم يكمل استغرابه من التكلفة العالية الاولى ،حتى جاءته الثانية، الى ان استلم الاخيرة ،والتي كانت قاصمة الظهر. خطوات هذه السياسة نمت بذرتها بين الاروقة السرية ، ،وما ان اكتملت تماما حتى خرجت للعلن ..للمجتمع الذي لم تكن هنالك حماية اقتصادية لمكوناته المختلفة ،فا اصابت الجميع في مقتل ،ودفعت بهم الى الشارع في سلمية تامة ، رفضتها الدولة ،بردة فعل عنيف على الاحتجاج ،الذي خرج صادقا من (جوا الحنايا ) .

**تأجيل بدر الدين لاستقالته ، لم تكن استجابة لنداء الرئاسة ،ولا لان بدرالدين ،اصبح (مستفاّ) بالقناعة ،في اتاحة الفرصة لغيره ،ليبذر سياسات مالية جديدة ،عبر وزارة شغلها وزير سابق ، جاء طلبه للمواطن بأكل الكسرة ، لكن بدر الدين ، بعد ان وضع الوطن في قدر يغلي لاتنطفيء نار اسعار سلعه وخدماته ولاتبرد ، داعبت افكاره فكرة الاستقاله ، بعد اداء الرساله ،وفق ماهو مرسوم لتطبيقها ،ليخلي طرفه وطريقه ،لمن يكمل المشوار …..

**الاستقالة اصبحت ورقه يلوح بها الوزراء،من اجل البقاء في الكراسي ، مناورة لجذب المزيد من التوقيعات لمواصلة المشوار ،ولو في موقع اخر ،مايعني انها ليست بالمعنى المنهجي السليم والمسؤول لمفهوم الاستقالة، فالوزيرهنا اراد ان يختبر دعم (اخوانه) له ،وبين تمنع ورغبة ،رمى بحلفه (والله ماقاعد )… انها (نغمة ) يلهو ويعزف عليها بدر الدين ومن سبقه بالحديث ،فوزير الصحة بشرنا بها قبل اسابيع …

**لم يجد بدر الدين مخرجا من محاصرةاسئلة( بعض) نواب البرلمان ، في شهراكتوبر ،ولم يجد ردا الا القسم بالخروج من الوزارة ،كأنما اللعبة التي بيده ، قد حاول رفقاؤه ،السطو عليها ،فاقسم ان يتركها لهم بصوت غاضب ،فخروج الوزير–ان صدق — ولو بعد الموازنة ،لن يمنح مساحات للتفكير والابتكاروالاستعانة بخبراء الاقتصاد ، في العمل داخل ردهات الوزارة ،التي تعلم اين جرح المواطن فتضغط عليه ليزيد نزفه ، فالوزارة اختارته لانها وجدت ان حافرها ، يقع على حافر مفاهيمه الهشه المتربعة في دواخله ! سياسة بدر الدين ،في قاموس المجتمع المعرفي ،ماهي الا الفشل المريع في ادارة مالية وطن ،ممتد ومعبأ بثقافات متنوعة ،وافراد تتباين اوجه الصرف والدخل لديهم ….

***وليغادر غير مأسوف عليه ، فلقد جعل بدر الدين وحكومته ،من المواطن فأر تجارب .

همسة

عند انحناء النيل …جلست …

تبكي حظها العاثر …..

وتغزل من امواجه …ثوبا ودارا ….

[email][email protected][/email]