الآمال الآجلة

    0
    778

    سفينة بَوْح ? صحيفة الجريدة
    الآمال الآجله … !! –

    صديقي الفنان المبدع عبد المنعم المزاد تزمر عبر أحد منشوراته الإسفيرية من إحساسه بتكاثُر سنون عمره و إشاراته المتواترة لفراقه عالم ( الشباب ) و الولوج إلى المرحلة العمرية التي تسمى ( الكهولة ) ، و قد تحسست نبرة الحزن في جملته حين قال ( بِقوا يقوموا لينا في المواصلات العامة ) ، و للحقيقة و بإعتباري ( أربعيني ) و أنتمي إلى فئة من الناس ما زلوا يعانون فكرة التعايش مع ( بدايات ) خروجهم من عالم الشباب إلى مرحلة عمرية ( أخرى ) .. لا أسميها الكهولة و لكن رفعاً لروحي المعنوية أطلق عليها مصطلحاً جديداً بين قوسين لأسميها ( الرجولة ) .. ما زلت أتوتر و أندهش و أستغرب حين ينعتني بعض الشباب و الشابات بكلمة (يا عمو ) و تارةً أخرى يا خال ، سبحان الله قبل زمان قصير كنا ننادي معظم من يكبروننا بنفس المصطلح ، و ذلك يعني أن السنين تمضي و نحن نخوض في متاهات الحياة و لهثنا وراءها الذي لا ينقطع ، أقول هذا و أنا أُشفق على آمال كثيرة أخشى أن لا يسعفنا الزمان لنراها حقيقةً ماثلة أمام أعيننا ، و لله في أحكامه و أقداره شئون لا ترتقي عقولنا و لا نفوسنا إلى فهمها و تفسيرها و لكننا رغماً عن كل شيْ لا تنقطع أحلامنا و لا آمالنا عن المثول في خيالاتنا الصاخبة بزيف الدنيا الزائل ، أما آمالنا الدنيويه الخاصة فالله سبحانه و تعالى قادر عليها إن عشنا أو متنا .. فالله وليُّ التدبير و هو الرزاق الكريم ، غير أن في نفسي و نفوس آخرين الكثير من الطموحات و الآمال ( العامة ) و المتعلقه بمستقبل أجيال قادمة هم في حقيقة الأمر أبناءنا و بناتنا الذين سيرسمون لوحة المستقبل و يبنونها واقعاً حقيقياً ماثلاً أمام أعينهم و تطلعاتهم في الحصول على ( حظ ٍ ) في الحياة أوفر من ما حصل عليه جيلنا ، أحلامنا لهم أن يمارسوا طقوس الحياة بتفاصيلها كلها و هذه البلاد قد حُسم فيها أمر الهوية و المواطنة ، و تواثق فيها كل الفرقاء على دستور جامع يُحسم بواسطته أمر التداول السلمي للسلطة و الإقتسام العادل للثروة ، فضلاً عن إعتماد ثقافة جامعة لمبدأ الإعتراف بالآخر و إفساح المجالات المتاحة لصالح عدالة التعبير الثقافي و الإثني و الحضاري و السياسي ، و أن يُحل لُغز التوجه الإقتصادي الأمثل لبلادنا عبر موجوداتها و إمكانياتها الحقيقية من الثروات و الموارد ، و أن يعُم العدل بالقانون الذي أساسه المساواة و الحساب و دفع ثمن الأخطاء و القضاء على الفساد بحكم القانون و القدوة الحسنة لسلوكيات القيادات و ذوي المناصب و السلطان و النفوذ ، و أن يُكلف بأمر المسئولية على شتى إتجاهاتها و أنماطها وفق إشتراط الكفاءة و الأمانة و التأهيل ، و أن ترجع للدولة هيبتها و قداستها عبر إضطلاعها بتوفير الخدمات الأساسية كالتعليم و الصحة و ( الأمان الإجتماعي ) ، و الإنكفاء على توفير سبل العيش الكريم لكافة أبناء شعبها دون تحيُّزٍ و لا تمييز ، مَن يا ترى يا أبناء جيلي سيسعفه العمر ليرى هذه الآمال محققه و ماثلة في أرض الواقع ؟؟ أنا شخصياً ليس لدي مانع حتى لو ناداني أحدهم في قارعة الطريق ( يا جدو ) ..

    هيثم الفضل
    [email][email protected][/email]