*في المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني عام (2009) ، كان للدكتور الشفيع خضر حضورا طاغيا ، تمتع فيه الرجل باستقبال حار من (مجموعته) التي وصفها المراقبون بانها تمثل تيارا ينادي بالتغيير الجذري ، داخل الحزب ،ويستعين بخارطة طريق جديدة ، للحزب القديم ،موشاة بالتجديد ،ليست لادبيات الحزب فقط ،بل للشخوص ايضا .
*الشفيع الذي وقف قبل ست سنوات في قاعة الصداقه ،معلنا ضربة البداية والانطلاق واستعادة الانفاس ،بعد غياب اربعين عاما من قيام المؤتمر الرابع…في ذاك الحين ، كانت الانظار كلها تتجه نحو الرجل ،الذي شارك في ترتيب اللجان التحضيرية بماكوكية متفردة، ونشاط حسده عليه من هم في الضفة الاخرى ،التي كانت تضم الحرس القديم ،فتيارات الحزب الشبابية ،كانت ومازالت ترى في الرجل القدرة العاليه ،على التخطيط والتفكير والالهام ، الامر الذي بذر بذرة شقاق بينه والرفاق القدامى ،ورغم انها كانت في الخفاء ،الا انها تمددت مع الايام فاطاحت به قبل انعقادمؤتمر الحزب السادس اليوم .
*لم يتفق دهاقنة الحزب ، واتجاهات الرجل نحو التحديث والتطوير والتبديل ،ولو استدعى الامر واستحق ،خاصة بعد انهيار المعسكر الشرقي ،فضاقت مساحات القبول ،وخرج الرجل بامر الحزب ،بعد ان ارسل الحزب تبريرا للعلن ،بانه ورفقاءه، قد خالفوا الانظمه واللوائح والقوانين التنظيمية ،فلا شاغرا لهم بعد اليوم في بيت الحزب .
*ارتبط الحزب الشيوعي كثيرا باسم الراحل نقد ،وارتبط نقد بالحزب ،وعندما رحل الرجل لم يجد الحزب من يسد الفراغ الكبير الذي احدثه برحيله ، فلقد كان نقد رجل الحزب الوحيد الذي كثيرا ،مايخاطب الندوات والورش واللقاءات الجماهيريه ،فظل الحزب بعد رحيله (شبه غائب )، عن المشاركة الجماهيريه ،في مسيرة الوطن الذي تتناوشه الكثير من الاحداث المرة ، في غربه وشرقه وقلبه، فقادته الانقاذ على هواها ….
*لم يعد الحزب يلبي طموحات قواعده،أصابه الوهن ،وتعطلت افكاره ،واحجمت عن تقديم جديد يثري ساحته الفكريه اولا ، ومن ثم الساحه العامه ،التي تترى باحزاب ناشطه ،ترفع شعارات الحرية والديمقراطيه والعدالة الاجتماعية .
*هجرة بعض الكوادر الشبابيه في طريق بلا عودة ، افقدت الحزب العناصر النشطه والمدربه والخبيرة في جذب اعضاء جدد للحزب ، وهذا ماجعل اروقة الحزب ،تعيش في ركود وجمود ، فافتقدت الحركة الدؤوبة المتجددة .
*اصبح الحزب طاردا ،بسسبب فرض الطاعه ،وعدم قبول اطروحات الاخر ،وضيقه بخلاف الرأي ،كما انه اوصد الابواب امام النقد و (الاقتراح) ماجعل الهيمنه على القيادة اكثر تعصبا ،فانكشفت الازمه الحقيقيه التي يعاني منها الحزب ،الذي يرفع شعارات الديمقراطيه عامة بينما لاتجد حيزا في تفاصيل الحزب بل يسقطها تماما .
*اخيرا ،وفي ختام جلسات المؤتمر اليوم …..اتمنى ان يسعى الحزب لبلوغ طفرة جديدة في سياساته القادمة ،تتسم بالمرونه واللين ،وتستجيب للتغييرات الحديثه والتطورات المحليه والعالميه .
*همسة
نحيب ….عويل …بكاء… وشمس وصيف ….
وطفل واكثر ..تحت رصاص ..و..زيف …..
طلقة ..فطعنة ..وخنجر وسيف…….
ونعش على الاكتاف نحو هاوية …بلا ظل وريف …
[email][email protected][/email]