قصيدة : طائر الصدى

    0
    6861

    طائر الصــــدى

    طائر الصدى عند العرب هو ذلك الطائر الذى يأتى الموتورَ فيصرخ فيه ويفزِّعه كل ليلة
    ولا يتركه حتى يأخذ بثأره وقيل أنه ( البوم )

    طـــــائـر الصــــــــــــــــدى

    صديق ضرار
    الخرطوم

    كُلما دَلَفتْ الى المِيناءِ بارجةٌ
    أَقولُ : الأصدقاءُ أتوْا
    مِن المُدنِ المُؤَازِرةِ البَعيدَة
    وبِأَجملِ سيدَاتِ الأرضِ قد عَادُوا
    ذَاتِ العيُونِ المُشرِقاتِ ،
    تَمِيسُ قَامتُها المَدِيدَة .
    تِلكَ التِّى :
    كانَت ضفائرُهَا
    أُرْجُوحَةً لِلبَدْرِ
    جَبنُها للشمسِ مِرآةٍ
    وَنَحرُها
    نَهْراً تُصَدّفُه وُرُودَا
    قَد حَلَّ مُنذُ رَحِيلِها مَحَلٌ
    وأَصبَحت القَصيدَة
    حُزناً تَكفَّأ سَاكِناً
    وأَفقَدنِى الصمُودَ
    * *
    كُلمَا دَلَفَتْ إلى المِيناءِ
    بَارِجةٌ جَديدة
    أَقولُ : الأصدقاءُ بِها ،
    مُتحَفِظاً أَدنُو قُبَالتَها
    بِخطىً مُحاذِرَةٍ وَئِيدَة
    وأَمُدُّ سَوَاعدَ الأَشواقِ ،
    مُنتظِراً بَشاشتَها الوَدُودَة .
    مَتَى اقْترَبتُ
    اسْتدَارَتْ لِترجمَنِى ذخِيرتَها
    وتَمدُّ فى الإِبحارِ بعدَ أنْ
    أَفرغَ جَوفُها النارىٌّ زَخَاتٍ حَقُودَة .
    تَمضِى وتترُكنِى وَحِيدا
    فَأنامُ مُختَنِقاً
    وفِى عَظمِى مِن الحُمَّى
    مَا يُذِيبُ العَظمَ ـ إنْ كان مَعدِنه حَديدا
    ويَجيئنِى فِى الحلمِ
    هذا الطائرُ الليلىُّ
    يَحملُ لى وَعِيدَه
    : ” الطفلَةُ التى كَانت
    بِقربِ الساحلِ الرملىِّ
    تَلعبُ بالحَصى
    وبِالصَدفِ المُدنّفِ ،
    كَيف تَركتَها :
    لِيخطِفُها القَراصِنةُ اللئَامُ ؟
    كَيف بِدُونها قَد عُدتَ ؟
    دُون أَن تَردَّ غَائِلةَ العِدَا ؟
    وتُعيدَ للشُطئانِ طِفلتَها الوَليدَة ؟
    : ” مَن كَانت تُدِينُ لها الشمُوسُ بَشاشَةً ،
    ويَضحكُ القَمرُ الجَميلُ علَى مُحيَّاهَا ،
    وتُخصِب فى مَراعِيها الفصُولُ ،
    وتَرتَعُ الأحلامُ هانئةً ،
    ويَتَّصِلُّ الذى :
    مَا بَيْن دَائرةِ الحِجابِ المُستحيلِ ،
    وبَين عَودتِها الحَميدَة .
    : ـ كيفَ تَركتَها
    لِتلفِظُها المَوانىءُ كلُّها ؟
    كَيف تركتَها ؟
    فَغدَت مُفزَّعةً شَريدة ”

    صديق ضرار
    [email][email protected][/email]

    doc

    1 تعليق

    1. 1. يا لروعة هذه القصيدة البليغة الملحمة الروح والعمق!
      ويا لجمال موسيقاها ووقعها!

      لله درك يا صديق ضرار!
      مع خالص الشكر ? والظماء للمزيد من هذا الابداع الشعري النبيل الجميل.

      2. جَبنُها = جَبينُها؟

    2. 1. يا لروعة هذه القصيدة البليغة الملحمة الروح والعمق!
      ويا لجمال موسيقاها ووقعها!

      لله درك يا صديق ضرار!
      مع خالص الشكر ? والظماء للمزيد من هذا الابداع الشعري النبيل الجميل.

      2. جَبنُها = جَبينُها؟

    3. شكرا سودانى / الأصيل
      وكما قلت أنت :
      جينها للشمس مرآة . .

      وبرضه معليش خلينى أقول إنه ونحرها نهرا تصدفه ..
      فأصوات نحر ونهر تجعل طلاوة فى التركيب
      كما هنالك : قد حل منذ رحيلها محل . .

      فأصوات الحاء مع اللام فى الثلاث كلمات له حلاوة . .
      وعشت يا سودانى كما وعاش سودانى