أسماء محمد جمعة
اغلب دول العالم تمكنت من تأسيس عواصم متحضرة تنعم بالسلام ووفرة الخدمات والامان ونظافة البيئة، إلا السودان ودول أخرى قليلة ما زالت تفتقر عواصمها إلى هذه الأشياء البسيطة ما جعلها غير صالحة لحياة البشر، وغياب هذه الميزات البسيطة يعبر عن غياب سافر لابسط حقوق الإنسان ومنتهى الفشل للسلطة القائمة.
منذ أكثر من عشرين عاما ظلت الخرطوم تصنف بانها واحدة من أكثر المدن سوءا في العالم، وعادة ما تقوم بالتصنيف جهات علمية ووفق معايير صادقة. فقبل يومين قامت مجلة “موي نيغوثيوس إي إيكونوميا” الإسبانية بنشر قائمة تحتوى على أسوأ مدن العالم التي لا يُنصح بالعيش فيها بسبب التدهور الأمني والنزاعات المسلحة وسوء الخدمات وتدني مستوى المعيشة، وجاءت بغداد عاصمة العراق في المقدمة، وتلتها بانغي عاصمة افريقيا الوسطى، والثالثة صنعاء عاصمة اليمن، والرابعة بورت اوبرانس عاصمة هاييتي، وخامسا الخرطوم،وهي العاصمة الوحيدة التي ظلت تتقدم في التدهور في حين ان أغلب الدول ظلت تتقدم نحو الأفضل، وحقيقة هذه أيضا قائمة عار يجب أن تخرج منها الخرطوم.
الصحيفة اعتمدت في مقياسها على اشياء بسيطة جدا ولكنها تحقق مستوى رفاهية جيدا، وهي نظافة البيئة وسهولة التنقل وأسعار السكن وتوفر فرص العمل والفعاليات الثقافية،واعتقد انه لا يختلف اثنان في أن الخرطوم كانت تتمتع بهذا الوضع إلى حد ما حتى منتصف ثمانينات القرن الماضي، ثم بدأت في التدهور الذي تسارع في ظل النظام المخلوع الذي اوصلها إلى الدمار الشامل الكامل، واعتقد انه كان عملا مقصودا قام به ضمن سياساته لقهر الشعب، ولذلك ظل يغض النظر عن التدهور الذي أصاب البيئة والبنية التحتية وعمل بنفسه على وقف الأنشطة الثقافية والرياضية التي كانت تشتهر بها الخرطوم، كما أنه لم يتخذ اي اجراءات تجاه الضغط الذي واجهته بسبب النمو السكاني والتوسع العشوائي والتدهور الاقتصادي، وحين سقط ترك مدينة مدمرة وكأنها خرجت من حرب طويلة، ولذلك أمر طبيعي أن تكون من العواصم الأكثر سوءا في العالم.
الآن امامنا عاصمة مدمرة وغير صالحة للحياة،إذا ما الذي يمكن فعله لكي نخرجها من هذا التصنيف؟. اعتقد ان الأمر ليس مستحيلا، فالاوساخ والفوضى هما أكثر الأشياء التي تجعل الخرطوم تبدو قبيحة، والنظافة والنظام وحدهما يصنعان فرقا كبيرا، وهذا ما يجب أن تسعى إليه الولاية كخطوة أولى، وتحدثنا في هذا الأمر كثير وقدمنا الكثير من الخطط والأفكار ولكن لم يستجب لها جميع الولاة حتى الوالي الجديد أيمن نمر الذي جاءت به حكومة الثورة ويفترض ان له حلولا سحرية الا انه أثبت فشله.
وضع الخرطوم الحالي يجب أن يثير فينا الغيرة لإنقاذها حتى تتبوأ مكانتها القديمة التي كانت عليها في ستينيات القرن الماضي، فقد كانت واحدة من أجمل وانظف المدن العربية والافريقية وكانت بعض الدول تحلم بأن تمتلك عاصمة مثلها،تلك الخرطوم هي نفسها اليوم أصبحت الأكثر سوءا وينصح الناس بعدم العيش فيها لرداءتها.
اعتقد انه مطلوب من رئيس الوزراء التدخل لإنقاذ الخرطوم من هذه الفضيحة، بل هو عار علينا، أن تشتهر عاصمتنا القومية التي تتمتع بهذا الموقع الفريد والطبيعة والموارد والامكانات بأنها الأكثر سوءا في العالم لدرجة أنها لا تصلح لحياة البشر، يجب أن يجعلنا نخجل ونتحرك فورا من أجل إخراجها من آخر قائمة عار.
الديمقراطي
وستظل الخرتوووووم هكذا
1- الى يوم النفخ فى الصور للفناء ثم القيام.
2- او الى لحظة كنس ومسح وحرق جمييييع المسؤولين (امام الله فقط- لانهم لايعترفوا بالشعب ) واستبدالهم باجانب مستوردين
والسلام
بالجد النظافة عنوان و البلد محتاجة لوقفة جامدة من الحكومة و الشعب لتجرج من هذا الوضع
النظافة مسؤولية الجميع و الامر محتاج لاعادة صياغة الانسان السودانى بروح المدنية الحقيقية للاسف اس ازمتنا فلى ( الترييف) تريييف العاصمة القومية تمت بصورة مقصودة و ممنهجة
قديما كانت هنالك لوائح صارمة ( بعدد معين لسكان العاصمة كعاصمة مدنية حضارية تغسل شوارعها بالصابون )مرتبطة بالخدمات المقدمة لهؤلاء ..مع التعليم المجانى و العلاج المجانى ..
نعم العاصمة كانت حصرية ( للطلبة و الافندية و التجار و صغار المزارعية بريف الخرطوم من سكانها الاصليين و العمال ) لا مكان لسكن ( عشوائى )..لا مكان فيها للعطالة …لا مكان فيها ( للباعة الجائلين ) ..
نعم ( التريييف ) تم بصورة مقصودة من خلال تركيز كل الخدمات هنا بالمركز مع تهميش ( الهامش) الاقاليم البعيدة …عملا بنظرية ( مثلث ) حمدى
و اذا كانت هنالك عدالة فى توزيع السلطة و الثروة لما تكدس الشعب السودانى بالخرطوم و لما بلغ تعداد سكان العاصمة عشرة مليون نسمة بعد ان كان فى السابق مائة الف نسمة فقط
الحل فى ترك الخرطوم الحالية كما هى و بناء و تاسيس عاصمة ادارية حديثة و مواكبة …
بالجد وضع مذري
الاينظر المسؤولون حين يزورون دول مثل تركيا ومصر والمغرب حتي الاراضي المحتلة افضل مننا
هولاءليس بمسؤولون انماشرمذة يحبون التسلط والتحكم علي الشعب
ربناياخذهم اخذ عزيز مقتدر
ايام الثورة كانوا يقولوا حانبنيهوا البنحلم بيهو يوماتى..انا كنت فاكر يقصدوا السودان اتاريهم يقصدوا منازلهم الخاصه.
التعليقات مغلقة.