د ناهد قرناص
خطرت لي فكرة هذا المقال نتيجة لتعليق أحد أصدقائي الاسفيريين على مقال استراحة الجمعة (أغاني المايكرويف )..كان تعليقه ان أغاني البيئات المستقرة تفتقر الى القوة لأن من كتبها أغلبهن نساء .. أذكر انني رددت عليه قائلة (بالعكس أغلب شعر الحنين كتبه رجال بينما غالبية قصائد الحماسة من تأليف النساء)…لمعت لمبة عبقرينو ..اكتشاف وليد اللحظة ..اكتشفت ان احدى النساء هي التي قالت (انا ليهم بقول كلام ..دخلوها وصقيرها حام ) وهي زينب بت بابكر شاعرة ام مغد …وان رقية بت حبوبة هي مؤلفة (هزيت البلد من اليمن للشام ..سيفك للفقر قلام )..وان مستورة بت كوكو هي شاعرة (عشميق الأصم )…وغيرهن كثيرات ممن الهبن المشاعر .. وأثرين التراث بشعر الحماسة…
الشهادة لله قد أذهلتني هذه المعلومات …اتضح ان بنا (نحن حاملات الاكس كروموسوم السوداني ) ..ميلا خفياً للدماء وحبا أزلياً لوصف المعارك بدون ان ينتابنا الخوف او حتى تهتز لنا شعرة ….كذلك يمكننا نظم كلمات يصعب حتى قولها بدون وجود حافز داخلي دفين.. هل تمعنتم في قول الشاعرة بنونة بت المك في قصيدتها الشهيرة (ماهو الفافنوس ..ما هو الغليد البوص) ..تقول بنونة بت المك (احي علي سيفه البحد الروس )…تتحسر على سيف أخيها الذي مات في فراشه وهو الفارس الذي لا يشق له غبار …
حتى في المدح ..مدح النساء غير ..انظر الى شعر ..كلتوم محمد عبد الرازق في اغنية (خال فاطنة) الشهيرة (اب كريق في اللجج ..سدر حبس الفجج ..عشميق حبل الوجج ..أنا أبوي مقلام الحجج)..(الابيات السابقة نطرحها كمسابقة للتفسير )…مقلام الحجج ..قلام الفقر ..السيف البسوي التح …عبارات ..دموية ..دراكولية ..مخيفة تستخدمها نساء بلادي ..كدا عادي ..وكأنهن يضعن مكياج الصباح ..أو يمارسن التسوق بكل أريحية …يبدو ان هناك قوة كامنة وتعطش للدماء ..ومقدرة خفية على خوض الصعاب متواجدة منذ الازل في الجينات الوراثية لنساء السودان ..لكن المدنية قد فعلت فعلها واصبح الانتقام من الرجل ..لا يتعدى (رشة موية الفول الساخن) ..او تلفون صغير للشرطة للابلاغ عن (حيازة مخدرات) ..ايييه دنيا.
اما عزيزنا الرجل السوداني فقد اتضح انه مظلوم من قبل بنات حواء ظلم الحسن والحسين ..فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنه انسان مسالم ..ليس بدراكولا ..و.لا يعشق الدماء .. ولا يفكر في الانتقام ..الا بادخال السعادة على قلب امرأة أخرى من بنات جنسك ..فيتزوجها عليك ..فقط لا غير …يبقى بعد هذا الاكتشاف المرعب لسعدية النكدية ..ندعو رجال السودان بكل هدوء الى البعد عن الشر والاكتفاء بالغناء له ..اما دراكولات بلادي .. أقصد بنات أمي ..حبيبات قساي ..رجاء شاركنني ترديد هذه الاغنية في يوم المرأة العالمي (ما قالوا عليك حنين ..بس نان ..وينها الحنية ..).
الجريدة
الحكامات فاقدات الحس الانساني السوي يؤججن المشاعر والرجال البلهاء يموتون من اجل كلمات عاطلة. لا تنسي ان المرأة السودانية ارتضت ان يقتطع جزء عزيز من جسدها ومن ابنتها فيما بعد لإرضاء الغرائز الحيوانية الدنيا للرجل
يضاف الي تراث كوكبة ممجدات الحماسة الدمويات شغبة المرغمابية الكاهلية، واسمها (آمنة)، واشتهرت بلقب (شَغـَبَة) ولعل ذلك الاسم يرجع لوعل آمنة باثارة الشغب.
تقول:
ود العز برير ضرب النحاس ما بخاف
وعندو الدكري البياخد تلاتة أحفاف
حالف بي الطلاق ما يفوّت بنات عسّاف
إلا الراس يفارق الجتة واللكتاف
لا قالوا نصاب وحرامي وزاني ومنافق. حنين دي اصلوا ما سمعتها. 🙂
يا بنت قرناس فتحت لك باب كبير عليك استعدي للردم
( ال كريق في اللجوج ). طبعًا واضح التمساح
( سدر حبس الفجج) طلع بره وحبس هذه المنطقة
(عشميق حبل الوجع ) العشميق من النخل يعمل به حبال متينه خشنه
( ابوي مقلام الحجج ) طبعًا واضحه هو يحل كل معضله
ا بنت قرناس فتحت لك باب كبير عليك استعدي للردم
( ال كريق في اللجوج ). طبعًا واضح التمساح
( سدر حبس الفجج) طلع بره وحبس هذه المنطقة
(عشميق حبل الوجع ) العشميق من النخل يعمل به حبال متينه خشنه
( ابوي مقلام الحجج ) طبعًا واضحه هو يحل كل معضله
كلام صاح
ما صاح ولا حاجة ولا انت ولا هي فاهمين حاجة! انتو لا بتسمعوا كويس ولا بتفهوا القافية؟
اب كريْق في اللُّجج، أي التمساح داخل لجة الماء
حجّر حبس الفجج أو سدّر حبس الدرب وحجّر يعني احتكر أو منع غيره وسدر رفع صدره فوق الأرض.
عشميق حبل الوجج أي حبل الدلو الي يغرف به الماء من البئر العميقة أو ينزل به في البئر وليس الوجع
الصاح واضح من القافية حتى لو لم تفهما المفردات!
” …عبارات ..دموية ..دراكولية ..مخيفة تستخدمها نساء بلادي ..كدا عادي …يبدو ان هناك قوة كامنة وتعطش للدماء .. ”
يعني دا اكتشاف خطير خلاص !!! رحم الله الشاعر الانخدع لمن قال لواحدة – وهو طبعا ما عارفها انها ” دراكولة ” متخفية :
وانا من صفاك مسحوووور ، بالله انت ملاااااك ، ولا من حسان الحووووور ، يا ناعس الاجفاااااان !!!!!!
التعليقات مغلقة.