مسيرة حُكّام دارفور – من المحمل الى حمل (القُفّة)

5
10
إسماعيل عبدالله
اسماعيل عبدالله

اسماعيل عبد الله

     تنبأ بعض المراقبين بفشل حاكم دارفور في ادارة دفة اقليم بحجم دولة عظمى، داعمين النبوءة بمحطات رئيسية من مسيرة هذا الرجل المثير للجدل، منذ اطلالته على مسرح الاحداث المأساوية بهذه البقعة المباركة الراعية لكسوة الكعبة الشريفة، فالشخص عرف عنه الشقاق والسباحة عكس تيار مصلحة أهل الاقليم، بضربه لوحدة الحراك المسلح الذي دشنه رفاقه بدايات اندلاع الحرب العبثية الخاسرة، فهو أول من قصم ظهر زملاءه بذلك المؤتمر الذي وضع بذرة الاستقطاب القبلي بين مكونات الجماعة المسلحة، ما ادخل فقه التشظي والتوالد الاميبي لعشرات الحركات التي تحمل اسم (تحرير السودان)، هذا فضلاً عن مشاركته لنظام الدكتاتور ودعمه له سياسياً في وقت كان الحكم الاسلاموي يعيش عزلة دولية واقليمية كادت ان تعصف به في ذلك الوقت، فالرجل له تاريخ معلوم من التذبذب في المواقف والانحراف عن السير على درب المعتدلين، وعدم مواكبته للعهد الجديد النابذ للبائدين بدعواته المتكررة للتصالح مع من هضموا حقوق الشعب، وادخلوا جزء من السكان معسكرات الذل، هذه المحطات كفيلة بأن تكشف للناس ماهيّة هذا الهابط ناعماً مع المداهنين للحزب المحلول.

     المفاجأة التي لم يتوقعها الدارفوريون هي التصريحات المخزية التي دشّن بها السيد الحاكم عهده الجديد، بجرحه لكرامة شعب صفحات تاريخه حافلة بالمشاركات الدبلومساية والمساهمات الخيرية، حتى قبل أن تؤسس الدولة السودانية الحديثة، فاجأ الطيبين بتسوله الصريح وحمله (للقفة) بحثاً عن المساعدات المادية من الخيّرين من البلدان المجاورة والصديقة، في وقت تكتنز فيه أرض الاقليم المورد الاقتصادي المنافس دولياً، فالعقلية التي رعاها المخلوع لن يخرج صاحبها من جلباب الطواف حول العالم من اجل الدعم المالي، فبدلاً من تأسيس مشاريع الانتاج الزراعي والحيواني والغابي والمعدني، يبشّر الرجل مواطني الاقليم بحمل (قفة) التسول المستجدية لعطاء هذا والمحرجة من منع ذاك، لم يطل على الاقليم حاكم يفتقر لكاريزما القيادة ودبلوماسية الخطاب السياسي مثلما فعل المسؤول الأول بدارفور يوم امس، بضربه بعرض الحائط الارث والتاريخ الطويل الممتد لمئات السنين للسلطنة المشهورة ذات الاعلام المرفرفة في المانيا والازهر وتركيا وبلاد الحرمين الشريفين، تلك الدولة التي مثّلت معادلة صعبة في الحرب العالمية الاولى، ما ادّى لتركها اثراً بائناً على خارطة بلدان وسط افريقيا.

     وفي سياق حديث آخر للسيد الحاكم، شن هجوماً عنيفاً على الخرطوم التي عيّنته ونصّبته سلطاناً بفاشر السلطان دون الرجوع لمشورة اصحاب السلطة (شعب الاقليم)، لقد تناول حديثه المخالفة الادارية الجهيرة التي ارتكبها مدير شركة المعادن عندما فرض بنداً على الشركات المعدنة لدعم الاقليم بطريقة تفتقر للمؤسسية تورّط في اجراءاتها المحاسبية غير السليمة، لم يوفق الحاكم في هذا الخطاب المعادي للخرطوم صانعة الحكم الاقليمي، لأنه بواقع الحال يتبع ادارياً لسلطة الخرطوم وهو جزء منها، وليس من حصافة الرأي أن يشن تصعيداً اعلامياً ضد الادارة العليا التي تعلو حكومة الاقليم وتشرف عليها، بل كان عليه التواصل عبر القنوات الادارية التي تربطه بهذه الادارة العليا، وذات الانحراف الدبلوماسي قد وقع في فخّه من قبل والي شمال دارفور، عندما اقتحم مركزاً للشرطة ووبّخ شرطياً لاحول له ولا قوة بسبب تقصير كان الأوجب أن يساءل فيه مدير شرطة الولاية ورؤساء الاجهزة الأمنية، وخلاصة الحدثين والموقفين يُستشف منهما الخلل البائن الملازم للعقلية الاحتجاجية التي مازالت مصاحبة لحاكم الاقليم ووالي الولاية، واستمرار سيطرة العقل المناهض للحكم المركزي على ذهنية الرجلين، على الرغم من انتقالهما من رصيف المعارضة لدهاليز دواوين الحكم.

     القرار القاضي بفتح التجارة الحدودية ارجو أن يكون قد تم بتنسيق مع الجهات ذات الصلة بالحكومة الانتقالية، لما للتداخل السكاني الحدودي من تعقيدات أمنية تمس سيادة الدولة يجب أن تؤخذ في الاعتبار قبل البحث عن المنفعة الاقتصادية، ومعلوم للانتقاليين ما يتم من تهريب للسلع السودانية لدول الجوار دون الخضوع للتدابير الجمركية والمحاذير الأمنية المانعة لتصدير السلع الاستراتيجية للجيران، اضافة لجرائم تهريب السلاح الامر الذي ساهم في تأجيج الاقتتال القبلي – احداث الجنينة، فطالما أن حكومة الانتقال قد ذهبت في طريقها المعوج لمعالجة ازمات دارفور المتصاعدة، عليها أن تكون على قدر التحدي وأن تهيء نفسها لمواجهة كل الاحتمالات المتوقعة في المستقبل، وأن تعيد قراءة الملف الأمني لتضبط حركة الناس والبضائع العابرة للحدود.

[email protected]

5 تعليقات

  1. مناوي اعلن فتح الحدود فى لقاء عام دون المشاورة مع ولاة دارفور الخمسة لمعرفة المكاسب والاضرار من فتح الحدود. مناوى يشعر انه أخذ وظيفة حاكم دارفور عنوة لان الحركات المسلحة لم تترك فرصة لحمدوك مثل ترشيح عدد من الاشخاص ليختار احدهم وكان المرشح الوحيد هو مناوي. وهو للاسف لا يدرك أن مشكلة دارفور هى الامن لان كل سكان المعسكرات هم منتجين سواء كانوا مزارعين أو رعاة ويحتاجون فقط الامن والستقرار . والسؤال الهام احتكم اقليم دارفور إلى متي سيقدم العالم الغذاء والدواء والمأوى لسكان المعسكرات؟؟؟؟

  2. الرجل كارثه بمعني الكلمه، وليس له اي ميزه حميده يتصف بها، هو دايم البحث عن المكسب والمصلحه وحب التمييز الارعن وسخافة القول،يحب العناد ولا يحترم احد، متهور لايستطيع الصبر، كثير الشكوي،طموحه في السلطه ليس لها حدود، قبلي متعصب حال اقرانه من باقي الحركات، ويبدو ان هذه المسالب ستبحر باقليم دارفور رويدا رويدا حتي يغيب في الأفق البعيد.

  3. يجب مساءلة من ولاه لهذا المنصب؟ وهل الأقاليم الأخرى ستفرض عليها حكاما حسب مزاج المركز، دون مشورة أهلها؟ وهل هناك سقف زمني محدد لهؤلاء الحكام، أم أنهم سينفردون بادارة الاقليم دون منافسة من خارجه ؟ وهل الحاكم المعني – مناوي أو غيره – عرضة للمساءلة من أهل الاقليم والمركز ؟ وهل نتوقع من الحاكم التنحي اذا أخفق ؟

  4. مني اركو مناوي لا يختلف عن أي دارفوري اخر، كل قادة حركات الارتزاق الدارفوريه المسلحه وعصابات الجنجويد الريزيقاتيه يرتكزون على الولاء القبلي في دارفور وامتدادهم القبلي في دول غرب أفريقيا….

    لا فرق بين مناوي الذي يستمد قوته من قبيلة الزغاوه في السودان وتشاد وحميدتي الذي يجند المرتزقه من أبناء قبيلته الريزيقات وامتدادهم القبلي في تشاد والنيجر ومالي..

    لعلك تذكر زيارة الجنجويدي حميدتي للنيجر لتهنئة محمد بازوم بعد فوزه في الانتخابات وتوليه منصب رئاسة النيجر
    الرئيس محمد بازوم ينتمي إلى قبيلة بني سلمان وهم أبناء عمومه المحاميد قبيلة حميدتي وموسى هلال وكلهم من فروع قبيلة الريزيقات الكبري…
    الصراع القبلي السرمدي في دارفور لن يتوقف ولا حل له في الافق البعيد…
    هذا الصراع الدارفوري تم نقله الي داخل السودان القديم الوسطى النيلي بعد الغزو الدارفوري المسلح للعاصمه ومدن السودان الأخرى،..
    اذا لم يستيقظ أهلنا من سباتهم العميق ويتصدوا للغزو الدارفوري المسلح لبلادنا سيتم استباحة مدننا وقرانا واعراضنا كما فعل المجرم عبدالله التعايشي وتصبح اراضينا حواكير دارفوريه…
    لابد من فصل دارفور عن بقية السودان قبل فوات الأوان الصراع الذي يدور في دارفور لا ناقة لنا فيه ولا جمل ..

  5. ما زمان قلت انكم مهمشين وأنه الجلابه و المركز هم سبب كوارثكم؟ حسي بتستنجد بالمركز مالك؟
    حلو مشاكلكم في بيتكم الإقليمي ما دام قفلتو عليكم.

التعليقات مغلقة.