البرهان واردوغان والعلمانية

4
9
د. يوسف السندي
د. يوسف السندي

يوسف السندي

زار البرهان تركيا واستقبل استقبالا مهيبا، فاجأ الكثيرين، الاستقبال عكس الكثير من الجدية من قبل الرئيس التركي اردوغان من اجل فتح صفحة جديدة من العلاقات الجيدة مع حكومة الثورة.

نعلم جميعا ان اردوغان اسلامي وهو من مناصري الحركات الإسلامية في كل بقاع العالم وكان سندا رئيسيا لحكومة الإخوان في السودان، بل ان الاخوان والإسلاميين الهاربين الآن من ( بل ) ثورة ديسمبر يوجد كثيرون منهم في تركيا، لذلك يبدو مستغربا هذا التوجه المخالف الجاد من قبل اردوغان تجاه السودان.

نعم السياسة في عالم اليوم لا توجد فيها عداوة دائمة ولا صداقة دائمة، وإنما توجد فيها (مصالح)، اذا تم تحقيق المصالح وان كانت من أبغض الدول فلا معنى لرفضها، قد يكون هذا التفسير لائقا بما حدث من انقلاب كبير في مواقف تركيا تجاه السودان، وتلخيصه ( البحث عن المصالح )

العلمانيون واذيالهم لم يرو في زيارة البرهان الا زيارته لمتحف كمال أتاتورك، اتاتورك العلماني الذي مرغ انف كبرياء الأتراك وحولهم من دولة تهابها اوربا ويخشاها العالم أجمع الى مجرد ساحة خلفية لاوربا، نسخة مشوهة من الحضارة الغربية المعلمنة، ومن عجب أن بعض النشطاء العلمانيين البائسين يحتفون بهذا الرجل الذي بطش بالمعارضين في تركيا كما بطش البشير بالمعارضة السودانية، ولكنهم بالطبع لن يرو في هادم الخلافة العثمانية التي حكمت أوربا الا صورة العلماني التي يحلمون بمثلها هنا في بلاد النيلين، يحلمون بكمال اتاتورك آخر في السودان يفرض لهم العلمانية بقوة البندقية ويقمع كل من يخرج من مسلمي السودان رافضا لها بالسلاح والإعدامات.

أتاتورك اليسار السوداني المنتظر بالطبع هو عبدالعزيز الحلو، الحلو الذي شغل منصب نائب والي في حكومة الكيزان لمدة تفوق الخمسة سنوات، هذا هو نموذجهم الاتاتوركي الجديد، يذهبون اليه في كاودا لتقديم فروض الولاء والطاعة ويدبجون له المقالات والكتب من أجل أن يفرض علمانيته على شعب السودان المسلم.

هم بالطبع لا يستطيعون فرضها بأنفسهم، حتى اليوم لم يخرج الحزب الشيوعي ولا السنابل ولا البعث إلى الشعب السوداني ليقولوا له نطالب بالعلمانية، يتسلقون من وراء جدر بندقية الحلو لتحقق لهم هذا الغرض.

لن يكون هناك اتاتوركا جديدا في السودان، فليسمع أهل العلمانية ذلك، لن يفرض الحلو ولا البرهان ولا حمدوك ولا غيرهم العلمانية على الشعب السوداني بالبندقية او الارهاب.

من اراد العلمانية، عليه أن يطرحها في المؤتمر الدستوري، فإن وافقت عليها الجماهير ( حبابها عشرة)، أما غير ذلك فهذا لن يحدث حتى يلج الجمل في سم الخياط.

زيارة البرهان لتركيا قد تساهم ايضا في توفيق أوضاع الساحة الداخلية من خلال ما يمكن أن تفرضه تركيا الإسلاموية على اسلاميي السودان من تحجيم وقطع أموال ومصادرة ممتلكات، وجهود أخرى سياسية قد يقوم بها اردوغان من أجل المساهمة في تخفيف واعفاء ديون السودان، هذا بالإضافة للاستفادة من خبرات تركيا في مجالات السياحة والزراعة .

[email protected]

4 تعليقات

  1. اتاتورك. العلماني الذي مرع أنف كبرياء الأتراك وجعلهم حديقة لأوروبا!!!!

    يبدو أن السندي لم يقرأ تاريخ تركيا،، وتجاهل عن عمد ذكر مأسي الإمبراطورية العثمانيه او دولة الخلافة كما يطلق عليها المغيبين الجهلاء…

    يا يوسف يا سندي كمال مصطفى أتاتورك،، وللعلم اتاتورك لقب يعني ابو الأتراك، هذا الفارس قاد ما تبقى من الجيش التركي في معارك تحرير الأراضي التركيه ومضيق البسفور ومدن البحر الاسود التي احتلها البريطانيبن وحلفائهم الاستراليين ونيوزليوديين والروس وكانت معركة Gallipoli جاليبولي والتي امتدت من Feb 1915. Jan 2916 والتي دار رحاها شمال غرب تركيا وانتصر فيها القائد الفذ اتاتورك على قوات التحالف البريطاني..وكانت نقطة تحور في تاريخ تركيا الحديث…

    … اتاتورك شاهد فساد سلاطين العثمانيين الأخلاقي والمالي وكان كل ما يهمهم هو إشباع غرائزهم الجنسيه والبطنيه، أمتلكوا الحريم اضطهدوا النساء وقاموا باذلال الرجال وارعبوا الشعب التركى بواسطة قواتهما الخاصة الانكشاريه التي تم تكوبنها من الأطفال الاسري من بلاد البلقان وتم تربيتهم على الولاء الأعمى للسلاطين القتلة الفاسدين….

    …تمكن اتاتورك من تحرير اراضي تركيا من الاحتلال الأجنبي وتوج جهده بتحرير تركيا من قبضة العثمانيين وأعلن قيام الجمهوريه التركيه..

    … اتاتورك نهض بالشعب التركي من براثن التخلف العثماني ومنح المرأة التركيه كل حقوقها المستحقه وطور التعليم في تركيا وكانت بحق ثورة تعليمية ووعي عمت كل تركيا انتشرت الجامعات في كل أنحاء تركيا وشجع اتاتورك الأبحاث العلميه وبني القواعد العسكريه والبحريه واصبحت تركيا دوله يحترمها الأصدقاء ويهابها الأعداء وتغير مسمى تركيا.. رجل أوروبا المريض… الي الأبد بفضل القائد الفذ مصطفى كمال اتاتورك…

    نصيحه لك يا يوسف سندي.. يعيش عالم اليوم فى زمن ثورة المعلومات واصبحت المعلومه متوفرة بضربة كي بورد الكومبيوتر وتخطي أبناء شعبنا وجيل ثورة ديسمبر المجيدة راتب الإمام المهدي الذي مازال المصدر الرئيسي لمعلوماتك يا يوسف يا سندي …..

  2. ( خلال ما يمكن أن تفرضه تركيا الإسلاموية على اسلاميي السودان )…دا كلام غريب..تركيا علمانية..وقد صرح بذلك اردوغان عند زيارته لمصر زمن مرسي وفي تجمع حاشد..مما أغضب الإخوان.. و شنو اسلاموية دي..وكيزان السودان….السارق والقاتل يتحاكم.ويتم تسليمه..اما غير ذلك فلا نريد أن نسمع اسمه او نشوف وشو اساسا..يجي يمشي ما يهمنا..

التعليقات مغلقة.