زهير السراج
* اتهمني البعض بالانصرافية والتركيز على الظواهر السلبية للحكومة وعدم تناول المظاهر الايجابية، وذلك على خلفية حديثي عن سلوك الوزير ( خالد عمر) بتعاطي السعوط في ندوة عامة، وانتقادي الحاد له على التصرف القبيح الذي يتعارض مع أبسط قواعد السلوك الصحيح وعدم احترامه للحاضرين والمشاهدين، وتحريض الشباب والصغار على ممارسة عادة قبيحة وضارة يعاني بسببها عشرات الالاف من أعراض وأمراض كثيرة وبعضها خطير وقاتل، بالإضافة الى تسببه في صرف الأنظار عن محتويات الندوة وما حملته من موضوعات مهمة لانشغال الجميع بـ (سفته) والتعليق عليها ونشر الفيديوهات والصور والمواد الساخرة، بدلاً عن التركيز على محتويات الندوة ومن يُسأل عن ذلك هو (خالد) بسلوكه القبيح، وليس الذين اتهموا بالإنصرافية لانتقاد هذا السلوك الذي لو حدث في أي دولة محترمة لأرغم الوزير على الاعتذار عن السلوك القبيح وتقديم النصح للشباب والمواطنين بالابتعاد عنه، أو الاستقالة من منصبه، ولكننا في السودان الذي لا يعاقب فيه المسؤول على الخطأ، بل يُوجد من يتصدى بكل حماس للدفاع عنه وتوجيه الاتهامات لمنتقديه، وهو ما يجعلنا غرقى منذ استقلالنا وحتى اليوم في تخلفنا وجهلنا وكل النقائص والمشاكل التي نعاني منها!
* أطالب (خالد) بأن يكون على قدر المسؤولية التي يحملها والمنصب الرفيع الذي يتقلده، ويخرج على الناس معتذراً عن تصرفه بكل شجاعة وشفافية، موجهاً الانتقاد لنفسه وحاثاً الشباب على النأي بأنفسهم عن ممارسة العادات الضارة ومنها تعاطي التمباك الذي يبدأ في مرحلة مبكرة جداً من العمر وتستمر الى آخر العمر بسبب انتشارها الواسع في المجتمع ونظرة السودانيين إليها كتصرف طبيعي رغم خطورتها البالغة!
* ويجب على (خالد) بوصفه الوزير الاول في الحكومة، أن يوجه أجهزة الدولة وعلى رأسها التلفزيون السوداني لتناول موضوع التمباك والتدخين والعادات الضارة، والتوعية بخاطرها وعرض نماذج حية لها والحث على تركها من خلال برامج ومواد جاذبة ومؤثرة وذكية، بدلاً عن برامج الثرثرة الفارغة والغناء والرقص المستمر التي تشغل بها الاجهزة الاعلامية نفسها وتلهي بها المواطنين عن القضايا المهمة، عامدة الى سد القصور الفكري والإبداعي الذي تعاني منه!
* أما الذين يتحدثون عن عدم تناولنا لإيجابيات الحكومة، والثناء عليها، فلا أجد أفضل من حديث الكاتب السوري الأصل النمساوي الجنسية (نائل بلعاوي ) عن هذا الموضوع، الذي يقول فيه:
* لم أسمع حتى اللحظة من يقول: “شكراً للحكومة على هذا الأداء البارع”، لا في النمسا ولا في جارتها الكبيرة، ألمانيا، على اعتبار أن الجارتين حققتا انجازاً لافتاً خلال الفترة الماضية في الحرب المفتوحة ضد الوباء.
* لا أحد يقول شكراً لـ(ميركل) مستشارة ألمانيا أو (سيباستيان كورتز) رئيس الحكومة النمساوية، ولا أحد يمدح “القيادة الحكيمة” للمرحلة الحرجة، وأقصى ما يمكن أن يقوله النمساوي أو الألماني تعليقاً على النتائج الجميلة التي تحققت في البلدين: “لقد قامت الحكومة بما عليها أن تقوم به”، أو : “يبدو أن الإجراءات التي اتخذوها كانت صحيحة”.
* قلت لصديق نمساوي هاتفياً: “أعجبتني الحرفية العالية لحكومة كورتز خلال الأزمة”، فأجاب: “هذا دورها المنتظر وإن لم تحققه فعليها أن ترحل”، فقاطعته: “ولكنها حققته، ألا تستحق الشكر على ذلك؟”، أجاب : “لا، ولماذا نشكرها.. كورتز وأعضاء حكومته يتقاضون أجوراً شهرية عالية للقيام بمثل هذه الأدوار، وفي مثل هذه الأزمات تحديداً.. لقد وُجدوا في مناصبهم لأجل هذا بالضبط، هم يعملون على خدمتنا يا صديقي، هذا شغلهم”.
* قلت: “أعرف، ولكن شكراً صغيرة لا تعني الشيء الكثير”، قال: ” شكراً تعني أن الحكومة قد قدمت هدية لنا من عندها، وهذا غير صحيح، لو شكرناها اليوم فعلينا أن ننحني أمامها غداً ونردد مثل القطيع: شكراً لكم على كل شيء تقومون به أو لا تقومون به”.
* عند نهاية المكالمة أخبرته بأنني سأكتب نصاً عن الكيفية التي تتم بواسطتها صناعة ثقافة العبودية وتحويل (القادة) إلى آلهة، وأن (شكراً) الصغيرة هذه هي فاتحة جيدة لقراءة كتاب الاستبداد الكبير والكريه”(انتهى).
* من المضحك ان البعض لا يريدنا ان نقول (شكراً) للحكومة على القيام بالواجب الذي تأخذ عليه الأجر فقط، بل يريدنا أيضاً أن نتغاضى عن أخطائها، ونسهم بكل غباء في صناعة حالة العبودية والفشل التي نعيشها منذ مولد شعبنا وحتى اليوم!
* بدون أن نواجه أنفسنا ونوجه إليها النقد على كافة المستويات، الفرد والحكومة والشعب، فلا أمل يرجى في الاصلاح .. وسنستمر (عبيداً) مدى الدهر!
الجريدة
تشكر يادكتور على الحديث الذي سنمر عليه مرور الكرام نحن (عبيد الحكومات ديكتاتورية كانت ام ديموقراطية)
اقتباس (بدون أن نواجه أنفسنا ونوجه إليها النقد على كافة المستويات، الفرد والحكومة والشعب، فلا أمل يرجى في الاصلاح .. وسنستمر (عبيداً) مدى الدهر!)
نعم لم اشكر في حياتى اي مخلوق سودانى يقدم خدمة للمواطن السودانى من موقعه الوظيفى (العام) ومازلت وساظل الى يوم الدين
الموظف العام مدنيا كان ام عسكريا – من وظفه هو المواطن ومن يدفع له هو المواطن مقابل خدمة يؤديها بالاجر والامتيازات المادية (والعينية تحت تحت) ….لالالالالاشكرا لاي مواطن سودانى فى موقع عام – بل هذااااا واجبه وعليه ان يؤديه او “يستقيل لو ماقادر”
برضو شكرا؟ دا مش واجبو كصحفي أو what ever
حليلكم الشيخين عبدالله جماع والشيخ عماره دنقس انتم الملوك ونحن الرعيه
الرعيه خانت وادخلت الترك واليهود والمقطعين واقامو الانديات في ملتقي النيلين ملتقي ادريس وموسي والخضر عليهم السلام
الرعيه خانت واخلت الانجليز ومقاطيط الحلب والغجر واقاموا اسواق بيغ الطعام في ملتقي النيل واقامو البارات وبيوت الدعاره والمباني علي بساتين النيل بساتين سيدتا ادريس وموسي ويوسف و الخضر عليهم السلام رعيه خانت ملوكها وادعت بانها تحكم باسم المستعمر الي اليوم
لن تفلجو لو حكم ديكور العسكر ولو حكم ديكور الطائفيه ولن تفلحو ولو حكم ديكور الديمقراطيه ولو حكم ديكور الليبراليه
غاب الملوك وعمت الفوضي منذ 1821م
غاب الملوك وحكومه الرعيه مسنده الانجليز والامريكان و المصريين والترك
منذ عام ١٨٢١ الى عام ١٩٥٥ كانت البلد موحدة وكل زول في بيتو وكل بلد وبحر ناسو محددين ومعروفين، وكل واحد حر في اقليمو الداير مريسة يلقيها والداير عصيدة يسويها جو ناسك بتوع الاحزاب فتحوا للبلد ابواب الجاي من نيجيريا والجاي من ارتيريا كلهم اتكبوا فيها … الرعية خليها ملوكك سوو شنو؟ والطامة الكبرى البشير ودارفور المسكوها لينا زي قميص عثمان لغاية ما ناس دارفور خلو بلدهم للوافدين…. الارض دي لو كان فيها بركة موسى والخضر دا ما كان مصيرها….. موسى والخضر لا شافوها لا عرفوها
انت نسيت انو نحن ناس حتى لو طارت سخله.
مقال ممتاز.
بس جزء كبير من ناس بروبغاندات الشكر مدفوعي الاجراو اصحاب مصالح مع الطغمة الحاكمة يهدفون لتغطية عورات الحكومة وتغبيش الوعي حتي يستمروا في الحكم ولا يحصل تغير جذري.
انت الناطق بالحق
اوافقك وللاسف كثر (ورخيصين ) يمكن شراؤهم باقل سعر
شكرا دكتور زهير
شكرا للصحافة النزيهة
ولكني اعتقد انك لو لم تكن خارج السودان لما كتبت هذا
معليش جاري في دمنا. 🙂 قالوا بيطلع من تحت بعدين ما مشكلة في النهاية جاري في دمنا وأهلنا بيسفو جدودنا واعمامنا وخيالنا
كفيت ووفيت يا دكتور ..
ما أجمل حديثك وما أروع منطقك ..
ولا ينازعك فيما كتبت إلا مكابر ..
تحية كبيرة لك
التعليقات مغلقة.