الإجابة السريعة على هذا السؤال هي : الإفتقار أو الجهل لقواعد النقد الشخصى والنُصح
كم من واحد منا أطبق على صدره سره ومات حسرة لأن لا أحد يستمع إليه ولم يمكنه من أن يقول شئيا ينفع الناس خوفا من النقد والتجريح ومن متطوعي اثارة الضغائن بنقدهم الجارح ؟
المتتبع للوسائط يجد النقد الغير موزون او الغير مستند الى معلومات دقيقة فتجد المنتقد يمارسها كهواية وانتشار البذاءة في اثناء النقد … الكثير منا ميالون إلى التجريح أكثر من ميله إلى النقد لأن النقد مناقشة هادئة … والتجريح مناقشة دامية .. وتجدهم ميالون للدم في الكلام
هناك قواعد يجب مراعاتها كامله وليس قدر الإمكان عندما تنتقد شخص آخر :
تفادى الناقد للعيوب الشخصيه والخلقيه لدى الآخرين تماما حتى لايتحول فكر المنتقد عن إمكانية تصويب مادته إلى مربع رد الهجوم الشخصى وتفسد العمليه كلها …
يجب أن تتجنب أن يكون نقدك له أمام الآخرين إذا كان في الوسائط عليك الذهاب اليه في الخاص وتوجه له الانتقاد وإن كان كذلك أو فرض الواقع حتمية النقد عليك التشدد فى التزام القواعد لذلك .
خصخصة حالة النقد بموضوع معين أو ماده معينه ولايجوز التعميم فى النقد على أن يبدأ الناقد بالنواحى الإيجابيه عند المنتقد ثم يتسلل ببطئ بعبارات تمهيد للوصول برفق إلى نقاط الضعف فى الشخص أو أسلوبه أو مادته مع مراعاة عدم تجريحه وتسفيه معلوماته ..حتى لايحدث صدام مبكر يحول عملية النقد إلى هجوم وهجوم مضاد ..
انتقاء الألفاظ بعنايه فائقه لأن عملية الإنتقاد بحد ذاتها بداخلها من أسباب الإنفجار مايكفى بين الناقد والمنتقد ..
استخدام ألفاظ لينه يلطف أجواء العمليه بشكل كبير وأن يشار بها إلى الأخطاء التى تستوجب التصويب والبعد عن الألفاظ التى تفيد التعميم ..
عند تعرضك للنقد بحضور آخرين لاتؤجل الرد تحت أى ظرف إلى وقت لاحق لأنك ستفقد حتما ثقة الآخرين .
مع مراعاة أن يكون ردك على النقد هادئ ومستند إلى المعلومات الدقيقه التى تجعلك تدافع عن قناعاتك بقوه ولكن مع إظهار الإحترام الكامل لشخصه ….
كما قال الامام الشافعي
مَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي … وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه
فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ … مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه
وَإِن خالَفتَني وَعَصِيتَ قَولي … فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَه
يقول المزني: سَمِعني الشافعي يومًا وأنا أقول: فلان كذاب، فقال لي: يا إبراهيم، اكسُ ألفاظك أحسنَها، ولا تقل: كذاب، ولكن قل: حديثه ليس بشيءٍ ومن الحكمة والعقل والأدب في الرجل: ألا يعترض على ما ليس له أهلاً، ولا يدخل فيما ليس هو فيه كُفؤًا.
تلبُّس الناقد بباطل ما ينتقد، أو جهله بالحق أصلاً، أو ألا يُجيد الدفاع عن الحق، ولا يدري مسالك الباطل؛ لذلك فليس كل أحد مؤهلاً للدخول في حوار صحي صحيح، يؤتي ثمرة يانعًا ونتاجًا طيبًا.
أسبابا التنمر و التجريح التي تكلمت عتها هو التطبيل لأشخاص نكرات لا تأريخ و لا حاضر لهم و لا مستقبل مثلما فعلت في مقالك السابق عندما تحدثت عن التوم هجو، و الذي وضعته في الثريا و سميته (الشيخ) التوم هجو…
يا أستاذ ياسر كن منطقياً في كتاباتك و لن يتنمر عليك أحد…
يا مواطن
متى انا كتبت عن التوم هجو ؟ ممكن ترسلي رابط المقال ..
تحياتي استاذ ياسر ولك الشكر على هذا المقال المحترم . للأسف وبكل اسف ان نسبة كبيرة من الشعب السوداني لا يجيد شئ اكثر من التنمر والاستهزاء والعنصرية البغيضة حتي فى نكاتنا نستهزئ ببعضنا البعض ونضحك ملء شدقينا رغم اننا قد نكون استمعنا لهذه النكات السخيفة عشرات المرات . لكي ننجح فى محو ظاهرة التنمر يجب علينا بناء جيل مثقف ومتحضر يتقبل الرائ والرائ الاخر ويجب علينا اثراء فلسفة النقاش المثمر فى مدارسنا وجامعاتنا . للاسف نحن شعب لا نحترم بعضنا البعض ونظن اننا افضل الناس ونحن نفهم فى كل شئ فى السياسة والرياضة والفن ولكننا فى الواقع لا نفهم الا فى التنمر والاستهزاء والتنظير الفارغ . لقد اورثنا نظام الكيزان تركة ثقيلة من المتاعب والازمات واكبرها كانت ولا زالت ازمة الاخلاق والقيم .
التعليقات مغلقة.