ما هذا التخبط يا بدر؟!

4
11

التاريخ: 15 يونيو 2021

المكان: مطار الخرطوم، صالة المغادرة.

الخطوط: شركة بدر للطيران

رقم الرحلة: 6660

بعد الانتهاء من معركة التفتيش اللازمة، والتحقق من جوازاتهم، ووزن العفش، والتأكد من أن جميع الركاب قد أخذوا جرعة الكورونا وقضوا المدة المطلوبة، أو أنهم دفعوا المبالغ المقررة مقابل الحجر المؤسسي، ولج المسافرون عبر منافذ الجوازات والتفتيش الجمركي إلى صالة المغادرة. الخ. جلسوا هناك متباعدين… ومتلاصقين، بعضهم يريدون كمامات وآخرون بدون، وهم كثر… أطفال يصرخون… ركاب من الجنسية اليمنية، يشبهون الزبيدية والرشايدة في أشكالهم وملابسهم…

ينسرب الوقت… ويتملل المسافرون… عقارب الساعة تجاوزت الرابعة بعد الظهر، وتسير بطيئة نحو الخامسة، لا شيء ينبيء بالسفر، ولا أحد يسلي المسافرين او يعرفهم بسبب التأخير، او يعتذر لهم بكلمة طيبة…

أخيرا ينساب صوت الميكروفون: تعلن شركة بدر للطيران عن موعد إقلاع رحلتها رقم 6660 والمتجهة الى جدة، وعلى المسافرين على متن طيران بدر رحلة رقم 6660 التوجه إلى البوابة استعدادا لصعود الطائرة. ويهرع الركاب مهرولين، شفقانين، يتدافعون دون اصطفاف أو انتظام نحو البوابة الوحيدة، والتي كانت مفتوحة، وليس هناك بها أي مسئول جوازات، سواء موظفة شركة طيران بدر… تدافع الركاب عبر البوابة، وتوجهوا الى الباص الذي كان بانتظارهم… كان هناك حر وفوضى واتربة وغبار ورياح.. البعض تمكن من ركوب الباص وأخذوا أماكنهم، وقوفا او جلوسا… فيما ظل آخرون في الخارج تلفح وجوههم الأتربة ويلحس أعينهم الغبار… وقبل أن يتحرك الباص، جاءت موظفة بدر للطيران مهرولة وهي تصيح بسائق الباص: أن انزل الركاب!!! السبب كما تقول إنهم عبروا البوابة دون ان يمروا على التفتيش الأخير لدى ضابط الجوازات، الذي لم يكن موجودا في موقعه. تعالت صيحات الركاب وتذمرت النساء: ما نازلين ويأتي مسئول آخر: انتم لازم تنزلوا وترجعوا الصالة لاكمال الاجراءات الركاب: إجراءات شنو كمان؟ تفتيش وفتشونا تِحت وفوق… وزنا عفشنا… وراح في السير… أدونا جوازاتنا ومعها تذكرة البوردينغ (تذكرة الصعود للطائرة). دخلنا صالة المغادرة، وبعد ساعة وشوية، نادوا علينا لصعود الطائرة… وقبل ان يكمل كلامه، واذا بتعليمات جديدة…
وكمان تعليمات جديدة، ماهي؟!
موظفة بدر للطيران، وهي تنادي: ارجعوا! ارجعوا! في تعليمات جديدة: أي زول ماخد جرعة الكورونا لازم يسجل بياناته في اللينك (رابط وزارة الصحة) والناس المقيمين يفتحوا ابشر تبعهم. يا بتي لا يوجد انترنت، يحتج أحد. عدد من الركاب: يا بتي ابشر تبع السعودية ما بفتح في الشرائح السودانية! بعدين دا إجراء غلط… نحن قطعنا بوردينغ وهيأنا انفسنا للسفر… يعني نقعد كم ساعة في اللينك… راكب آخر: في ناس عندهم هاتف أب كشاف! بعضهم لا يعرف شنو انترنت زاتو…
هناك موظف قعد يحنس في الناس ويحاول يشرح الوضع… وينزل الركاب… المشكلة: كان هناك ركاب لا يزالون داخل صالة المغادرة، ولا يدرون ما يدور في الخارج … يدافعون لعبور البوابة… يحدث تضاغط عند البوابة.. ولا يريدون الرجوع الى الداخل.. وهكذا أصبح عدد من الركاب في العراء وآخرون في داخل الصالة… ارجع جوا يا زول… ما راجع… أدفرك… أدفرك… المهم وصل آخرهم الى الطربيزة التي كان ينبغي أن يوجد عندها ضابط الجوازات… إنه ليس هناك حتى الآن! تعالت الأصوات… أخيرا يظهر… يفج طريقه بين الأجساد المتراصة المتلاصقة… لا وجود الآن لإجراءات كورونا الاحترازية… يجلس الضابط، وهو برتبة نقيب، مبديا امتعاضه وعدم تعاطفه مع الناس، وردا على استفساراتهم المنطقية عن حيث كان ولماذ ترك موقعه، قال: أنا مشيت دورة المياه… أكثر من عشرين دقيقة في دورة المياة، تكفي لتهريب فيل كامل. كاتب المقال يقول له منبها لخطورة الموقع والمسؤولية: دا موقع عسكري فيه ضبط وربط… يعني انت قبل ما تقوم تمشي، يجي بديلك و يسد مكانك. كيف تمشي تخلي البوابة…

موظفة بدر للطيران: خلاص قالوا خلوهم يركبوا… مافي داعي للتعبئة اللينك!

أما من هو الشخص الذي قال: خلاص خلوهم يركبوا!! فهذا مبني للمجهول!!

وتوجه الركاب مجددا الى الطائرة… يصعدون… ويأخذون مقاعدهم وفق المعتاد، وحسب توجيهات المضيفات الطيبات… ويعتذر الكابتن عن التاخير، لكن هذه المرة بسبب رداءة الأحوال الجوية… اخيرا اقلعت الطائرة!

وحين وصل الركاب إلى المطار بجدة، وبعد اكمال اجراءات القدوم حسب الأصول المتبعة، واستلمم الركاب عفشهم، خرجوا إلى صالة القدوم الفخيمة، لم يجدوا موظفي بدر للطيران بانتظارهم لكي يأخذوهم إلى فنادق الحجر المؤسسي، كما لم يجدوا طبيبا لمتابعتهم… وإنما كان هناك شخصان، دون يونيفورم معلوم، رجل سوداني، وامرأة لا ندري جنسيتها، يناديان: الناس الأخذوا جرعات كورونا يسجلوا اسمائهم!
اسمك منو؟
فلان الفلاني
رحلتك رقم كم؟!
رقم 6660،

وهكذا تم تسجيل أسماء الركاب، دون عناوينهم أو بيناتهم الأخرى.

وهكذا أيضا، غادرنا المطار، وانطلقنا إلى بيوتنا، لا أحد طلب منا حجرا في فندق أبو نجمتين، ولا يحزنون… وإنما تركنا موظفو بدر هكذا دون اي توجيه… عندها اتصلت على شقيقي الذي دفع مبلغ الحجر: أن ألحق أسترد المبلغ من ناس بدر!! وبرغم أنني في منزلي الان منذ وصولي، واتولى إعاشتى وأصرف على احتياجاتي من جيبي، لا يزال موظفو بدر يماطلون إعادة المبلغ الذي استلم مني دون أداء الخدمة المقابلة له.

الخلاصة يبدو أن هناك جهة ما أو بعضا من الموظفين يستفيدون وحدهم من المبلغ المقرر مقابل خدمات الحجر المؤسسي.

تساؤلات كثيرة تقفز الى الذهن: من المستفيد من مثل هذه الفوضى التي تحدث في مطار الخرطوم؟ لمصلحة من؟ وهل هي فوضى مدبرة لتمرير شيء ما؟ أو تهريب شيء، ما؟ او مجرد تقصير وسوء فهم أو تقدير من الموظفين؟ ولماذا يفاجأ المسافر بمثل هذه العراقيل والتخبطات فقط عند وصول الى ميزان وزن العفش او حتى حين دخوله الى صالة المغادرة، أو بعدها؟!

أين هي لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو، من مثل هذا النوع من الشركات؟!

إنَّ صورة رحلاتنا الجوية لا تزال غير منضبطة… وتحتاج الى تأهيل عاجل وهيكلة لنفض التمكين!

محمد ادم الضي
جدة، المملكة العربية السعودية
28/6/2021

4 تعليقات

  1. البوابة التى هى عنوان السودان لكل قادم فوضى فوضى ما بعدها فوضى انا اقسم بالله ان هناك مندسين داخل ادارة المطار والخدمات ا يريدون ان يعكسوا صورا قبيحة عن الفترة الانتقالية وان يخلوا الناس يسبوا ويسخطوا ويلعنوا حمدوك ويلعنوا قحت ويتمنوا عودة الفلول لذا نرجوا من لجنة التمكين التحرك والتحرك بسرعة على المطار وتشوف من هى الادارة المسؤولة عن المطار وخدمات المطار لان الحال سئ سئ للغاية وكل قادم يسب ويسخط حتى يطلع من المطار .

  2. لجنة التفكيك لاتستطيع دخول بوابة المطار دعك من تفكيفك التمكين فيها و لاتستطيع ولو ارادت ذلك سلطة الطيران المدني بيد المجلس العسكري السيادي و فوضي المطار مستفيد منها مهربي الذهب و المخدرات من مسئولي دولة الغفلة الان ويكفيك ان الجمارك مدير بشير الطاهر

  3. غايتو الضابط القال مشى دورة المياه وخلى البوابة فاتحة دة مفروض طوالى يقولو ليهو مع السلامة ، كيف يترك الثغر دون حراسة ، هذا مثل التولى يوم الزحف ، هذا مثل الهروب من المعركة واكثر من ذلك
    الآن عرفت كيف يهرب الذهب والعملات الى الخارج بمثل هذه الاعذار الواهية وغير منطقية وغير مهنية

    الزول دة قايل نفسو في حلة ام دفسو ما عارف مطار يعنى شنو

    انتو زى ديل بجيبوهم من وين وبقعدوهم في محلات خطرة بدون تدريب ودون مراقبة ودون محاسبة

  4. يا جماعة أرجعوا لمقال الصحفية الأستاذة / صباح محمد الحسن ، والتي شرحت بالتفصيل القصة الكاملة لشركة الطيران المدعوة بدر للطيران رأسمالها وكيفية تأسيسها وإدارتها وستجدون الإجابة لكل هذه الآسئلة ….. عجبي لسه ياما حنشوف العجب العجاب من هؤلاء المجرمين الكيزان .. يشهد الله إجرامهم تعدى كل جماعات الأخوان اللاإسلاميين بكل أنحاء العالم وحتى عصابات كولومبيا ومافيات إيطاليا والمخدرات بالمكسيك ونيكاراجوا ……………

التعليقات مغلقة.