لماذا نجحت الثورة المضادة !!؟

3
10
ياسر عبد الكريم
ياسر عبد الكريم

تمتلك الثورة المضادة بشكل عام  من القدرات المؤسساتية أضعاف ما تمتلكه الثورة، بالاضافة الى المال ولها غالباً اليد العليا .في حال لم تتمكن الثورة من الاستيلاء على هذه المؤسسات أو تحييدها أو تدميرها، فعليها بإنشاء مؤسسات موازية قوية. وهذا لم يحدث , والمؤسسات التي توظفها الثورة المضادة لصالحها هي :  القوى الأمنية والإعلام  والقضاء، شبكات رجال الأعمال الكبار. أجهزة الدولة القوية الأخرى مثل الصحة والتعليم.
ولكن الجانب المؤسساتي وحده لا يكفي لانتصار الثورة المضادة، لأن هذه المؤسسات كانت موجودة، ولم تمنع الثورة من الولادة.

الثورة المضادة لكي تنتصر تحتاج إلى القضاء على روح الثورة ونفسية الإنسان الذي أنتج الثورة وكانت أهم مكونات هذه الروح الثقة بالنفس وبالمجتمع وبالشرعية الثورية وتستشعر الثورة المضادة خطراً دائماً، يهددها وجوديا من هذه الروح ولا بد من استهدافها وذبحها اين ما وجدت

تنجح الثورة المضادة عندما ينسى الإنسان الثوري العادي ما فعل ويركّز على إنجازات القائد، وكانت من أهم الأدوات الفكرية للثورة المضادة أن من يُحقق آمال الشعب هو قائد مُلْهم وقوي وحكيم والذي بوجوده ينتهي دور الشعب وكذلك دور الإنسان الثوري.

أن الثورة قامت على أساس إجماع شعبي ولم تقدر بطبيعتها أن تحافظ على هذا الإجماع في مجتمع متغاير ومتعدد المنابر وهذا شي صحي لان مفهوم وحدة الشعب والوحدة الدائمة لا تهدف إليها في النهاية إلا الأنظمة الفاشية، وهي ضد طبيعة الحياة لكن استغلته الثورة المضادة في تشتيت الاهداف .

احتقار الثوريين للشعب وتبرز مقولة (جهل الشعب) ومن يعتبر نفسة ثورياً أو مُتعلماً أو مُثقّفاً أن الشعب لا يتصرّف بالشكل المطلوب بعد المراحل الأولى للثورة وتلقفته الثورة المضادة. وهنا يلتقي الثوار والثورة المضادة رغم اختلاف الأهداف .والثورة المضادة لا ترى غضاضة في اتفاق الآراء بينها وبين بعض الثوار، لأنها تعرف أن الثورة لن تقوم لها قائمة إذا تمّ تجرّيدها من أهم أسلحتها وهو هذا الانسان الثوري

تنجح الثورة المضادة عندما يرى الثوري ما لا يراه العامة، ويفرض عليهم رؤية ما يراه وعندما لا يتّبعه العامة يرى جهل الشعب وهنا قد يرى هذا الثوري بعض الخير في الثورة المضادة لأنها استطاعت ان تقول ما لم يستطع هو قوله علانية .وينسى هذا الإنسان (الثوري) أن هذا الشعب الأمّي الجاهل هو من قام بالثورة ولم يكن للثورة قيامة بدونه

غياب مفهوم الشرعية الثورية في الأيام الأولى للثورة كتعبير عن إرادة شعبية موحّدة لأسقاط النظام هو مفهوم مؤقت ينتهي بانتهاء الحالة الثورية أو الفترة الانتقالية بما فيها أي قانون يعترض طريق الثورة. لكن هذا المفهوم فقد دخل إلى حيّز النسيان بعد المراحل الاولى للثورة وتم استبداله بالآليات القانونيّة المعتادة،. ليس هناك ثورة في التاريخ تطيع الدستور. الثورات تكون دائماً وأبداً غير دستورية ومخالفة للقانون ,الثورة تستمد شرعيتها من نفسها وليس من أي قانون وضعي. الثورة هي حالة فوق دستورية ولا تخضع لأحكام القضاء.  غياب هذه المفهومية هو من اهم الاسباب التي ادت إلى حالة التخبّط الحالية

[email protected]

3 تعليقات

  1. إن من افشل الادوار ، أن تقوم بتمثيل مجتمع لا يراعي لمن يمثله ادنى قواعد الحرية الشخصية ، بل تقوم بتعميم الاسرار الشخصية و من ثم اتهام الشخص بالاخلال و غيره . فنحن لا نعلم أن هذا الفرد يعاني من مسألة خصوصية ما يجب ان يحيط به . و لنقل : نعم ، لم يكن هنالك تنسيق مسبق مع المنظمة منذ البدايه ، او وضوح من قبل هذا الفرد . و لكن ما تم انجازه ، قابل للمراجعة كدراسة اولية لما قد يكون في المستقبل على اقل تقدير .
    لذلك ، من الفشل الذريع ، أن تحكم على من تقلد هذه المسؤولية بكل ثقلها بالفشل . او إلصاق تهمة له لغرض او لاخر رغما عن مشغوليته الشديدة و ظروفه المعقدة فهو لا يجد من هذه الوظيفة الاضافية أجرا و لا حسنة . هو فعلها من اجل وطن كبير . و اخيرا ، رضاء الناس غاية لا تدرك .

  2. فكيف بمشروع ثورة مضادة ، أن لم يكتب النجاح الكامل للثورة نفسها ؟ فعامل الزمن الذي ذكرنا انه من اهم العوامل التي اذا أنجزت العمل فيه ، فهذا يعني حكومة ناجحة . الثورة المضادة ، لم تمهل سابقتها بالوقت الكافي ، علما بان ، الحرامية كانوا يعملون في الخفاء باتلاف الادله ، و سرقة الاموال و غسيلها ، و التزوير ، و تمويل الارهاب ، و التلاعب بالمصادر و الموارد ، و سوء استغلال السلطة و الثروة ، و تبديد واهدار الموارد ، و تأليب الراي العام ، و تغليب المصلحة الشخصية ، استخدام الحصانات ، و تجاوز القانون ، … الخ
    ، هذا كله حدث قبيل زوال النظام البائد و اثناء مرور الثورة كمرور الكرام – الثورة التي اشرأبت لها اعناق الشعب السوداني المتطلع لواقع افضل . فأنا اعتقد انها ثورة كيدية قامت لمناصرة ذات المشروع الاول لتفكيك ما تبقى من الوطن الجريح . و لجعله وطن اللوبيات و الاقطاعيات و المستعمرات ، فهذا لا ينفع مع واقع الشعب السوداني الترحاب و السلام و الطمأنينة التي لن تتأتى بالفوضى و لا بكسر الخواطر و لا بانتهاك الخصوصيات و لا بتصيد المواقف . بل تاتي بلقمة سائغة تكفي الاسر ، و علاج لمريض، و تسهيل لمعسر ، و كلمة طيبة تجبر الخواطر ليس لاجل فلان و لا علان ، بل لاجل سلامة الانسان .

  3. وكيف لا تنجح الثورة المضادة إذا كانت قوة المال في يد أعداء الثورة وقوة السلاح في يد من يقفوف بين الثوار وعنصار النظام السابق، نجاح عملية القضاء على أعداء الثورة عملية كانت ولا تزال تستلزم جُهد جبار يتمثل في السيطرة على المؤسسات المالية لأعداء الثورة وفي تحييد المؤسسات العسكرية والأمنية والميليشيات التي كلها كانت تُساند النظام السابق، وهذه عملية تحتاج إلى ثورة تتكون من جسم جاهز ومستعد ومُهيأ تهيئاً مهنياً وإدارياً لتسيير شؤون الدولة، ولكن طول عهد النظام السابق مكّنه من أن يحشو دواوين الدولة بعناصاره والفاسدين الذين لا يستطيعون الحياة في ظل نظام غير فاسد، ولذلك تكتلت كل هذه العصابات ضد الثورة وفي كل سقطة وربكة لحكومة الثورة المُمتخللة الأركان تتقوى عصابات أعداء الثورة وتزداد بروزاً ومُجاهرة بعدائها للثورة والثوار والشعب ككل، فشل وبطء عملية إجتثاث جزور النظام السابق، الذي لم يُباد بعد، تمنحه عمراً جديداً وصلفاً يتمادى فيه ببجاحه مستفزة، فهاهم قادة النظام السابق يحتمون بمن يحمونهم في سجن كوبر ويتحجحون بالمرض لعدم المثول أمام المحاكم الباهتة التي تدعي مُحاكمة هؤلاء، في حين يقوم الطفيليين الذي اغتنو في ظل النظام السابق بالتنسيق مع كوادر وأعضاء عصابة الكيزان وموظفيهم في دواوين الدولة على حنق الشعب وحكومته الضعيفة إقتصادياً وتكبيلة بحرمانه من الطعام والشراب والكهرباء والعلاج والتعليم والمواصلات والأمن حتى يرضخ بالاقرار بفشبل ثورته والحكومة التي تمثلها، الان برز أعداء الثورة في ظهورهم في شمس الظهيرة دون خوف أو حياء بعد أن توارو خوفاً من قبل ليس بالبعيدة، إن ضُعف حكومة الثورة وتشاكس أعضائها وبطء تنفيذها لمقررات الثوار هم أسباب إستقواى هؤلاء الجرذان التي كانت تعتاش على دماء الشعب.

التعليقات مغلقة.