كانت مناسبة الزيارة الاحتفال بالصلح الذي تم بين فريقين من أهالي المنطقة في نزاع قديم حول أرض زراعية وبصراحة إن مناسبة الصلح الذي تم بينهم لا ترقي أبدأ أن تُذكر في صفحة المحليات بأي جريدة سودانية مغمورة ناهيك عن الذهاب إليها على رأس وفد كبير يقوده عضو مجلس قيادة الثورة وزير شؤون مجلس الوزراء والذي حرص “الطيب سيخة” لحاجة في نفسه أن يكون بمعيته وفد إعلامي كبير يضم وكالة السودان للانباء (شخصي) وممثل الاذاعة والتلفزيون وصحفي من جريدة القوات المسلحة وهي الجريدة الوحيدة التي سُمح لها بالصدور عن استيلاء الانقاذ على السلطة في البلاد عام 1989م وبدا لي خلال الزيارة ومقابلة أهله القرويين البسطاء مدى حبه للظهور والفخر والخيلاء والزهو في كل حركاته وسكناته بالقرية الوادعة البسيطة.
(2)
ارتبط اسم الطيب سيخة في مسيرة الحكومة السابقة بأسواء الملفات التي جرت على البلاد الكثير من الويلات والنكبات الدولية والداخلية وأكثر الملفات إيلاماً للشعب السوداني مثل ارتباطه بحادثة مقتل الزبير محمد صالح عام 1998م وعلاقته بمقتل القيادي الإسلامي السابق رئيس إتحاد جامعة الخرطوم الأسبق داؤود يحى بولاد بعد إنسلاخه من الإسلاميين وإنضمامه للحركة الشعبية عام 1990م وحوادث إندلاع العنف في دارفور بعد تعيينه والياً عليها في بداية التسعينات قبل تقسيمها الى ثلاثة ولايات أخرى عام 1994م مما جعل القيادي الإسلامي الدكتور/ الجميعابي يتهم الطيب سيخة صراحة بأنه السبب الرئيس لأزمة دارفور لسياسته المتهورة بالإضافة إلى إشرافه وتوليه ملف فصل وتشريد العاملين الذي راح ضحيته أكثر من 24 ألف سوداني في برنامج تمكين الإسلاميين.
(3)
وفي جلسات محاكمة رموز الانقلابيين الأخيرة قال الطيب ان اسمه (أبو تاجا مرفعين الليل هجام الدهاليك) ولا إدرى عما اذا كانت هذه الاجابة إهانة للمحكمة ام لا ولكنها توضح مدى حب الطيب سيخة للأتيان بالغريب من الكلام حباً للظهور وما يعزز ذلك أنه في الجلسة التالية للمحاكمة قال شعراً للفت الانظار.
بصراحة إن تسمية نفسه “بمرفعين الليل” تؤكد ما سبق أن رشح من أخبار عن دخوله في حالة عصبية ونفسية أو الدروشة التي أدت إلى إنعزاله للعلاج النفسي على أيدي الفقراء والشيوخ التي قيل إنها لازمته منذ حادثة مقتل الزبير محمد صالح في طائرة نهر السوباط عام 1998م ويرى فرويد (أن فلتات اللسان بمثابة المرآة التي تكشف أفكار أو دوافع أو أمنيات دفينة في اللاوعي.. كما أنه يعتبرها الأكثر تعبيراً عن دواخل الشخص مما يعكسه سلوكه الواعي) وقديما قيل في المثل العربي أن “ما يطفح به القلب ينزلق به اللسان”.
(4)
والمعروف شعبياً عن هذا الحيوان أنه يقوم ببقر بطون أكبر عدد من البهم والخراف قبل أن يتركها تسبح في نهر من الدم ويتتضح من هذا السلوك الحيواني الغريب حبه للقتل وإلحاق الاذى والضرر لأكبر عدد من القطيع وفي تقديري أن ما وصفه لنفسه زهواً وفخراً “بمرفعين الليل” أنزلق بها لسانه من عقله اللاواعي لذات الأسباب التي ادته الى تسميته بالطيب سيخة وسنرى ونسمع المزيد عنه في الجلسات القادمة.
عبدالرحيم وقيع الله
[email protected]