في طفولتي البعيدة كنت كأي طفل غرير لم تعجم عوده رحلة الحياة الماكرة بعد ارتبك أمام اسئلة من شاكلة:
ما يزيد الأمر ارباكاً أن السائل سيكون غالباً من أهل الأم أو الأب و لن ينجيك حينها أن تتحيز لجهة السائل لأنك لن تأمن غوائل دلّه بالاجابة علي أهل الطرف الخاسر ..!
لاحقاً عرفت أن العلاقات داخل الأسرة الواحدة قد تختلف في نوعها و لكنها تتشابه في عمقها ، ولم أجد أوفق من قصة طه حسين التي اوردها في سيرته الذاتية الموسومة ( الايام ) لتصف باختصار طبيعة هذه العلاقات المختلفة المتشابهة ؛ فقد حكي في كتابه أنه في أحد جلسات عائلته علي مائدة الفطور تدفق بعض ما كان يأكله من عسل علي صدره بسبب فقدانه لنعمة البصر و قد قال في وصف رائع لردة فعل افراد أسرته علي ذلك:
لا باكل لحمكن.. لا بريد كتالكن ……
ما لقيت من يستحق نمي و نوادر قلبيْ
و لكن نزار قباني بلغ في ذلك مرتقيً صعبا حيث أنه أول و آخر من نجح في تشبيه المحبوبة بالزرافة ، وذلك حين داهمه الحنين عندما جاء الوقت الذي كان يجلس فيه لتناول الشاي مع زوجته العراقية بلقيس التي كانت ممن يصدق فيهن قول محمود درويش ” الطويلات هُن الجميلات ” و التي توفت في تفجير السفارة العراقية بلندن فقال في رثائها :