أحمد أمين و بشري البطانة: لا حرية لا مدنية و لا عدالة بل ظلم الحسن و الحسين 

3
11
د. محمد حسن فرج الله
د. محمد حسن فرج الله
لا أعرف عمل فني ظُلم من جمهور المثقفين في تاريخ السودان كملحمة الشاعر   بشري إبراهيم و احمد أمين ( مدنية حرية و سلام )  !
هذه الملحمة ظُلمت مرة برميها بخنوع كلماتها و روحها الاستسلامية  و بكائية معانيها،  ولم تشفع لها  فاتحتها المتحدية ( هتفنا لي دم الشهيد ) و لاالخاتمة القوية  التي تزلزل أي وجدان سليم ( واكتبوا فوق لي تربتي حرية مدنية و سلام ) ، وظلمت مرة اخري بمقارنة رقة صوت مؤديها بصوت الفنان محمد الأمين في  ملحمة اكتوبر و تجاهلوا أن أحمد أمين غني ملحمته علي ناصية حلم مسفوح عشية فض اعتصام القيادة بينما صدح محمد الامين علي أجنحة ثورة منتصرة صباح أكتوبر ، هذا علي أن لكل جيل لغة يفهمها و لحن يطرب له ، هل لاحظت شبه المؤدي ( احمد أمين ) بهيئة أغلب ثوار القيادة !!
ربما هناك سبب خفي لتجاهل المثقفين و تحاملهم علي هذا العمل و هو ان الشاعر لا ينتمي لفصيل سياسي ثوري و ليس له ميول ( تقدمية ) و لربما تمنيت قبيلة المثقفين أن القصيدة هبطت علي رجل من ( السياسيين ) عظيم !
قابلت بشري في دبي و حكي لي كيف كتب القصيدة و هو يشرق بالدمع ليلة فض الاعتصام  بعيداً عن الوطن بعد ان وّدع المعتصمين عشية  سفره  ليتفاجأ بالمذبحة فجر وصوله الي جدة ، و حدثني عن كيف انه تواصل مع احمد امين بعدما سمع له مقطع عابر علي اليوتيوب وكيف أنه كتب علي مجموعة ( وصف لي ) سائلاً عن من يدله علي درب هذا المغني  ، و عرفت من ملابسات كتابة القصيدة و تلحينها وأداءها بجهد فردي خالص أن حواء الشعب السوداني ولّادة و انها لم تعقم علي اهل ساس يسوس  واجندتهم الدوغمائية .
من أنصف هذا العمل البطولي هم  جماهير الشعب السوداني ، فأنا لا أعرف موكباً او تجمعا جماهيريا منذ   فُض الإعتصام وإلا و كانت  هذه الملحمة هي شعاره و طبوله و ايقونته التي لا يستغني عنها ،  فالشعب يعرف خياره ولا خيار لمن لا يختار و طريق الثورة هدي الأحرار.

د. محمد حسن فرج الله
[email protected]


3 تعليقات

  1. وجه النقد للقصيدة، ولا اتحدث هنا عن اداء المغني، ان الناس تنتظر في مثل هذه الظروف عملا فنيا يعيد اليهم الثقة بانفسهم وقدرتهم علي معاودة الكرة، يشحذ الهمة ويعبيء الناس بالحماس الثوري. للاسف القصيدة اتجهت الي تعميق الاحساس بالفاجعة والاستغراق في ذلك، بدلا عن العمل علي انتشال الناس من تداعيات المجزرة النفسية ومساعدتهم علي النهوض ومواصلة المشوار.
    ربما السبب في ميل الكثيرين للاغنية هو نزوع متاصل في السودانين الي الاستغراق قي الحزن وربما التلذذ المرضي بهذه الحالة عوضا عن التفكير الموضوعي الذي يسعي الي تجاوز الموقف واعادة ترتيب الصفوف للكر من جديد.

  2. manأوافقك الرأي الأداء المغنى مشبع بالحزن … والبكائيات ليتها كانت ملحمية الاداء جهورية الصوت .. لا مقارنة بينها وبين ملحمة محمد الامين …
    الحزن فينا كائن يمشي على ساقين …
    على المثقفين والوطنيين من الشعراء والكتاب السعي على الدوام على نهضة الشعوب …
    هذا زمان يحتاج فيه الوطن الى روح التكاتف والتعاضض وبث روح الامل والعمل …
    الكلمة لها سحرها .. الحظ قليل من الكتاب الذين يكتبون بشجاعة ويصدعون بالرأي هذه الأيام العصيات على الراهن السوداني الا الاستاذ عثمان ميرغي وبعض من رفاقه … لكننا في امس الحوجة لمن يطرق طرقا في ردهات عالم السياسة الممجوج… هل ضاعت البوصلة وانعدمت الرؤية … ام هي الارادة وانعدام القيادة … ؟؟
    هل اضعنا حبنا للوطن وتركناه للاشرار ؟ هل تاتي اللحظة الفارغة لنقول كلمتنا ؟
    ماذا ينتظرنا في الافق ؟ الاسئلة تدور في أقبية السؤال؟
    اين حكماء الوطن ؟ اعني رموزه .. اكل عليهم الدهر … ؟!!

التعليقات مغلقة.