خواطر طبيب
بينما نامت الاعين في ذلك اليوم و هي تمني النفس بأن تشرق شمس الصباح على غد مشرق من الحرية و السلام و العدالة ’ و فجر متجدد من العدل و المساواة و هي تحلم بان تلبي الحكومة الجديدة المنتظرة و التي اشرأبت لها الاعناق و تطاولت لرؤيتها الاجساد ’ لتكون برداً و سلاماً على ارواح من ضحوا بارواحهم للسودان الجديد و الانعتاق و التخلص من ادران الماضي و سلاسل و قيود الافات البغيضة التي اقعدت بنا سنينن عدداً’ و لكنا اصبحنا كصباح امرئ القيس منشداً :
ألا يا أيها الليلُ الطويلُ ألا انجلي *** بصبح و ما الاصباح منك بأمثل
فتمخض جبل و طود مشاورات كبير القوم الجديد و تمحيصه كما يزعمون و غربلته و رؤيته الثاقبة مع خبرته التراكمية في ارض الله الواسعة و علاقاته مع افراد ليسوا منٌا و لسنا منهم’ تمخض ذلك الجبل فولد (ام سيسي) يعاني من قلة الوزن و امراض الحكومة الستة.
و بدلاً من حمل ذلك المولود الخديج لاقرب حضانة ثورية لمعالجته من هذه التشوهات الخُلقية ’ اذا بنا و كما هي العادة ننغمس في الاحتفالات و الصخب و الضجيج ’ و التشاغل بتوافه الامور من شاكلة ( القدمت المؤتمر الصحفي شكلها مختلف) و ( رئيس الوزراء جا خاشي براحة) و غيرها من سفاسف الامور و التي لا تسمن و لا تغني من جوع!!
و في ظل هذا الجو الاحتفالي و المولد الحكومي تناسى الجميع اهداف الثورة و ما قامت لاجله و ما ذا فعلوا لتامين النصر و الثورة من تربص اخوان الشياطين بها و جحافل المنتفعين و المرتزقة الذين نمت لحومهم من سحت و حرام حزب شجرة الزقوم التي تطلع في اصل الجحيم و طلعها هو جيوش الشركات و الافراد و المنظمات و الجمعيات و التي تعمل بصورة اعتيادية حتى الان ’ و كما شاركت ايضاً في الترحيب بالحكومة الجديدة و نشرت لها التهاني في الصحف و الوزارات كنوع من الوقاحة المتوقعة و المعتادة من هذه الفئة التي شوهت كل جميل في هذه البلاد و لا تزال.
لازلنا نصفق لهذا الوزير لانه انزل اللافتة و اكل مع العاملين و خاطبهم على الارض ’ و قام بتسميع نشيد حرية الصحافة و الحريات و اتاحة الفرصة و غيرها مما سمعه الناس سابقا و لربما بصورة افصح لسانا ً من القوم السابقين’ و لكن لم يسال احد عن الخطط و البرامج و القرارات و النهج المتبع’ و بذا يعود الماضيي باشكال ووجوه جديدة.
كما فرحنا و دمعت اعيننا من رؤية اول امرأة في منصب سيادي خارجيٌ’ و لكن بمجرد ان وقعت اعيننا عليها الا و تذكرنا ابيات ابي البقاء الرنٌدي:
لكل شئ اذا ما تم نقصانُ فلا يغر بطيب العيش انسانُ
هي الامور كما شاهدتها دولُ من سٌره زمن” ساءته ازمانُ
فوزيرتنا الجديدة المنتظرة تعاني من بطء الحركة و طول مدة زمن الاستجابة ’ مع فقدان اللباقة و عدم الحضور و التفاعل’ جنباً الي جنب مع فقدان الثقة و عدم وضوح الرؤية لديها في كثير من القضايا’ اضافة الي اضطراب المظهر الخارجي و الذي يُوحي للدول الخارجية ان هنالك ازمة حقيقية في بلادنا المأزومة حقاً بامثال هؤلاء.
أما أذا تحدثنا عن الباقين فالحديث ذو شجون فالكل يعمل لكسب الود و روح التعاطف و بيان انه من الزاهدين ’ فهذا الوزير مثلا يرفض استلام اي مخصصات مالية و يتناسى موكب السيارات التي تصاحبه و الحراسات و سيارة المنزل و السكرتير و مدير المكتب و السائق و هلم جرا.
و هذه الوزيرة الشابة تعتقد تماماً انه لا فرق ببين قيادة موكب او مظاهرة و قيادة وزارة مثثقلة بالملفات و العمل الاداري ’ و كما يسود لديها الاعتقاد ان التبسم ٌ في وجوه الناس و الرشاقة الزائدة كفيلة بحلحلة كافة المشكلات في ايام معددوات.
و كما لا ننسى ( حركة) الوصول لمجلس السيادة بحافلة من مجلس الوزراء في مسافة دقيقتين فقط كنوع من الشو و تسجيل النقاط و الظهور بملابس الرهبان’ و ذلك قبل ان يعودوا لسياراتهم الفارهة و مواكب الاليات من خلفهم.
في تقديري المتواضع ان هذه الحكومة اقل كثيراً من طموحات الثورة و الثوار’ و انها تتقاصر بصورة خطيرة عن تلبية الحد الادني من مطلوبات المرحلة ’ بل انها اصبحت ظهراً مكشوفا ً و منحنياً كذلك للثورة’ و ستغري الكثيرين بالانقضاض عليها و ركوبها و لن يكون ذلك صعبا ً او عسيرا على من جثٌم على صدر شعبنا ثلاثين عاماً حسوماً.
فاذا كانت حكومتنا هذه هي بدون شك هي حكومة (فرندقس) فما على اعداءها الا ان ( يدردقوها بشيش) و يهبطون هبوطاً ناعماً و قريبا ستسمعون ( هي لله لا للسلطة و لا للجاه) كالتي سمعتموها اول مرة.
ا د/ علي بلدو
صدقت يا دكتور ..الحكومة أقصر من قامة الثورة العملاقة .لا بد من تصحيح الأوضاع و بأسرع فرصة ..و اللي شايف نفسوا مقصر أو ما قادر فاليتنحي اليوم قبل الغد و يفتح المجال لغيره من المخلصين لهذا الوطن و ابعدوا عن الحزبية و الطائفية
خلق الله الدنيا في ستة ايام، وانت تطلب من حكومة مثقلة بتركة قديمة ان تبت في امرها في ايام قليلة، قلت ماعندك ولكن لم تقل ما الحل؟!!
لك التحية الاستاذ الصائغ ،، هذا الرجل ايحب الظهور والاضواء ،،تارة بالهرجلة في مجاله وتارة بالتخزيل وتسبيط الهمم ،،انه ثمن الحرية والديمقراطية.
ما حك ظهرك مثل ظفرك .
وانتو بالله كنتوا وين يا دكتور لما كانت بتحكمنا حكومة الذل والهوان لثلاثين عاماً!! ألم تتمرغوا في نعيمها وتتماهوا معها وتتجولوا في قنواتها وتساهموا في إطالة أمد ظلمها!!
طبعا الكلام ساهل ولكنه يحمل جانبا كبيرا من الواقعية واعجبني انتقادك بدون ذكر اسماء ولكن مفهوم من تقصد ، ولكن يا دكتور بلدو المطلوب مننا نحن كافراد شعب ان نعيين هذه الحكومة على تسيير هذه المرحلة
وعلى ما اعتقد بانها انتقالية لتهيئة البلاد لعقد انتخابات حرة ونزيهه ليختار الشعب من يمثله .
يبدع علي بلدو النفساني عندما يخوض في غمار السياسة، ربما أكثر من إبداعه في مجاله الأساسي..
استاذنا الجليل بكري الصائغ —-واااضح الحل في البل —هذه الفئه وبما انهم لا يفهمون لغه التسامح لانهم ليسوا من ناسها طوال الثلاثون سنه الماضيه اذا لابد من التعامل معهم بالاسلوب الذي يجيدونه —فيا حكومه قديما قالوا ان لم تكن ذئب اكلتك الذئاب
التعليقات مغلقة.