الفساد يتسبب في فشل (برنامج مياه السودان) الممول من (ديفيد) ومنظمة هولندية متهمة بتبديد أموال 

0
9

قالت مصادر لـ(الراكوبة) أن مشروع مياه الأرياف للسودان الممول من إدارة التنمية الدولية  البريطانية (ديفيد) المنضوية تحت إشراف السفارة البريطانية أهدرت فيه أموال تقدر بأكثر من (10) مليون يورو دون أن يحقق النتائج المطلوبة وعزا ذلك لعدم وجود مراقبة وتقييم إلى جانب الفساد الإداري الذي تسبب في حصول موظفين وقيادات المجتمع المحلي على أموال دون وجه حق، إلى جانب استغلال نساء سودانيات مقابل الحصول على وظائف.

وكشف المصدر عن أن 80% من الآبار التي تم حفرها في مشروع المياه للأرياف لم تنجح وصرفت فيها أموال كبيرة إلى جانب فشل عدد من الحفائر السطحية وقال المصدر” الآبار التي تم حفرها من قبل المنظمات المنفذة للمشروع لم تنجح لأنها حفرت دون دراسات كافية رغم أنها هدف المشروع الأساسي” ومضى المصدر قائلا ” المفارقة أن الآبار التي حفرت في وقت سابق بواسطة الأهالي تتدفق منها مياه غزيرة”

وتمول إدارة التنمية الدولية التابعة للسفارة البريطانية برنامج مياه الأرياف للسودان بتكلفة تتجاوز 30 مليون يورو بتنفيذه سبع منظمات وهي براكتكال أكشن البريطانية  و بلان انترناشيونال البريطانية و الإغاثة الإسلامية البريطانية ومنظمة خدمات التنمية الدولية الأمريكية ومنظمة زوا الهولندية ومنظمة ويرلد ريليف الأمريكية ومنظمة أس أو أس السودانية.

وسبق أن كشفت  الراكوبة عبر مستندات عن فساد وتضارب مصالح من قبل إدارة المنظمة (زوا) الهولندية التي تشرف على إدارة الشراكة بين المنظمات المنفذة ومنظمة (ديفيد) الممولة للمشروع إلا أن كلاهما (زوا) و(ديفيد) عملا على تغطية الفساد ولم يحاسب المتورطين فيها .

وكشفت مستندات التي حصلت عليها (الراكوبة) عن توظيف (جو أوترام) زوجة مدير قطاع المياه والبيئة بالسودان بإدارة التنمية الدولية السابق (فيل أوترام) وحصولها على أموال دون علم الإدارة ودون إبرام عقد الأمر الذي يندرج تحت تضارب المصالح بحسب لوائح (ديفيد) نفسها إلا أن الجهات المعنية لم تتخذ خطوة تجاه ذلك

وقالت المصادر أن مسؤول الشؤون المالية للشراكة ريتشارد اريسن من منظمة زوا من يقوم بمتابعة حقوق (جو أوترام) المالية بحكم منصبه وتؤكد المستندات أنه قام بمخالصات مالية تخص (جو) زوجة مدير قطاع المياه في ديفيد البريطانية مقابل عمليات تدقيق لغوي لتقارير صادرة عن (زوا) الهولندية .

وقال المصدر أن (جو أوترام) إلى جانب حصولها على أموال مقابل تدقيق لغوي ومهام تحريرية أوكلت لها مهمة تدريب موظفين في (زوا) وحصلت مقابل ذلك على مبالغ كبيرة من موال برنامج المياه.

وتتهم “إيزلين” من منظمة “زوا” الهولندية بتعيين (جو) حتى يرضى عنها زوجها (فيل) وقال خبير في التعاقدات ل(الراكوبة) في وقت سابق ” تعيين زوجة ممثل المانح في المشروع تبادل منفعة لاستمرار التمويل أو ربما ليكون راضي عنها، وهو أيضا وقع في تضارب مصالح لسماحة بأن تحصل زوجته على أموال من المشروع الذي يشرف عليه” 

وقال مصدر أن المنظمة الممولة للمشروع (ديفيد) لم تهتم بتأسيس وحدة تقييم ومتابعة للمشروع الأمر الذي سمح بفساد إداري ومالي وأشار إلى أن الفساد والتجاوزات في مكاتب منظمة زوا في الولايات أكبر من ماهي عليه في رئاسة المنظمة في الخرطوم وقال ” في مكاتب زوا في أحد الولايات يتم استغلال نساء سودانيات من قبل موظفين كبار مقابل أن يحصلن على وظائف” 

وقال مصدر من (ديفيد) أن المنظمة لا ترغب في محاسبة المتورطين في الفساد وقال ” ديفيد رغم ما كشف من معلومات لم تحقق في الأمر رغم أن اللوائح تلزمها بذلك ولا تنوي محاسبة المتورطين حتى يتورط الأمر ويصل إلى رئاسة المنظمة في بريطانية ومن مصلحة زوا والعاملين فيها أن لا يتم تحقيق “

وسبق أن قال مصدر من السفارة البريطانية لـ(الراكوبة) أنهم غير راضين عن تنفيذ مشروع مياه السودان وأضاف” تنفيذ المشروع بطيء ولا يتناسب مع حجم التمويل وعلى إدارة التنمية الدولية مراجعة الطريقة التي يتم بها التنفيذ والإدارة”.

واستمر مشروع المياه للسودان الممول من إدارة التنمية الدولية لأكثر من أربع سنوات ويعتمد  على منهج الإدارة المتكاملة لمصادر المياه وتشمل توفير سبل كسب العيش والأمن الغذائي والإصحاح البيئي والسلوكيات الصحية.