توثيق لثورة ديسمبر من خلال مشاركاتي فيها (30) 

0
6
د. عمر بادي
د. عمر محمد صالح بادي

محور اللقيا

هذه الأيام و نحن نعيش إحتفالات الذكرى الأولى لثورة ديسمبر 2018 المجيدة و نسترجع أحداثها الجسام و نقيّم مسارنا بعد نجاح الثورة و هل حققنا أهداف الثورة أم لا زلنا نكابد في سبيل ذلك . لقد كنا نحن الثوار مفكريها و مفجريها و حماتها و لكن إقتضت مجريات الأحداث أن يكون لنا شركاء من العسكريين قد إنحازوا لثورتنا و تقاسموها معنا .

لقد كتبت في صفحتي في الفيسبوك مدونات عبارة عن يوميات لمسار الثورة خاصة منذ اليوم الأول لإعتصام القيادة العامة , و كان الغرض من ذلك عكس ما يدور من حراك للمغتربين في المهاجر و انا اعرف الكثيرين منهم بل و كنت منهم , و عندما كانت هذه الكتابات متوزعة في صفحتي في الفيسبوك و في الصحف و المواقع الإلكترونية السودانية فقد آثرت أن أسهّل علي القارئ الوصول إليها , و لذلك سوف اقوم بنشرها متعاقبة في الأيام القادمة , لعلها بذلك تكون فائدة لمن يرجو متابعة أحداث الثورة من الناحية التوثيقية و أيضا تكون لي مشروعا لكتابٍ قادمٍ عن ثورة ديسمبر إن شاء الله . إن ثورة ديسمبر لم تأت من فراغ و لذلك سوف أضمنها بنقل ما سبقها من حراك ثوري من مختارات من  مقالاتي السابقة في هذا الخصوص …

هذه المدونة قد كتبتها من وحي ساحة إعتصام القيادة العامة في يوم 15 /05/2019 :

مع توقعات التوصل اليوم 15/05/2019 ﻹتفاق نهائي بين المجلس العسكري اﻹنتقالي و قوى الحرية و التغيير بشأن مسألة مجلس السيادة فقد إحتشدت جماهير المعتصمين في القيادة ﻹعلان الفرحة الكبرى و لكن وردنا بعد منتصف الليل أن الطرفين قد توصلا ﻹتفاق على 95% من المداوﻻت و سوف يواصلان غدا و ﻻ بأس فإن غدا لناظره قريب .
ساحة اﻹعتصام بالأمسيات كانت في أزهى حللها حتى صارت كالحديقة العامة المكتظة بالوجوه النضرة و المستبشرة و مع خيرات رمضان تجد ( ستات الشاي ) في كل أرجاء اﻹعتصام بمقاعدهن و كراسيهن المتراصة و التي زادت اﻷنس جماﻻ و كذلك تجد البائعين المتجولين المختلفين . الشاشات الكبيرة تعرض أفلاما تمثيلية قصيرة عن بطوﻻت الشباب المتظاهرين و نضاﻻتهم التي أدت إلى إستشهاد الكثيرين يرحمهم الله ، و عند الساعة التاسعة مساء كالمعتاد تكون يوميا الوقفة الصامتة للثوار تجاه القيادة العامة مطالبين بالقصاص للشهداء .
الخيام إزدادت أعدادها بإزدياد الفئويين و المناطقيين خاصة جماعة الهامش و صار الكل يطرق قضايا مناطقه و يضع الحلول للسودان الجديد ، حتى أن اﻷمسية على المسرح كانت عن تجمع المظلومين من السدود و من نزع أراضيهم للمستثمرين و من المهجرين ، و كان الشباب أمام المسرح يشكلون بأنوار موبايلاتهم ألوان علم السودان بوضع قطع شفافة صفراء و خضراء و حمراء علي زجاج اﻷنوار لتظهر في شكل علم للسودان جذاب من عل .
أما هؤﻻء الشباب الذين يرابطون على قنطرة بوابة السكة الحديدية و ﻻ يكلون من الضرب على حديد القنطرة بصوت عال ينتقل صداه إلى داخل بيوت القادة العسكريين في القيادة العامة فهم المنبهون لقضية المعتصمين ! التعامل الراقي و المرح الجميل و اﻹبتسامات الدافقة تجعل المرء يتمنى أن يطول أمد اﻹعتصام فالكثيرون قد أدمنوه و أنا منهم حيث تجد اﻹحساس بدولة المواطنة المرتجاة ، و وجدت نفسي أكتب هذه اﻷبيات :
شبابنا ديل الثائرين . في اﻹعتصام متجمعين
عند القيادة مرابطين . لسودان جديد هم عاملين
الثورة و هجها مننا . و نحن عزمنا منها
لحدي يتحقق هدفنا . علي الدوام صابنها
د. عمر بادي
[email protected]