ليس خافيا على احد بالطبع الدور الكبير المميز الذي قام به المهاجرين السودانيين في إزكاء لهب وجذوة شرارة ثورة ديسمبر السلمية المجيدة وحناجرهم تشق اشهر عواصم العالم المتحضر ( حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب وتسقط بس) واياديهم تكتب بفرح على الكي بورد دعما ومساندة للثورة وشعاراتها وادبياتها وافكارهم تنقلها الفضائيات العالمية حجة ومقارعة للحجة فكرا وتحليلا ثاقبا لمتطلبات الثورة وشعاراتها وجيوبهم تنفق بسخاء على المرضى والجرحي وضحايا الاعتقال والتعذيب.
نعم كان المغترب السوداني في المهجر أحد ايقونات ثورة ديسمبر المشرقة الظافرة بلا منازع وكيف لايكون ذلك وهو من اكتوى بجمر ونار الاغتراب وذاق رهق المهجر واجتر معاناته واحزانه والنظام البائد المقبور قد جعل منه البقرة الحلوب والمستودع الامن للجبايات والمكوث والضرائب والرسوم التي ينفقها على فساده وفساد زمرته البائسة والموالين له واصحاب المصلحة والتقاطعات دون اعتبار للدور المميز والبارز الذي قامت به شريحة المغتربين ودعمها لوطن بسخاء في اوج ازماته ومحناته.
استبشر المغتربون خيرا بسقوط النظام المقبور الى قاع مزبلة التاريخ مع امنيات عريضة كبيرة واحلام مشروعة وتطلعات عادلة الى غد افضل جميل تنتهي فيه احزانهم ومواجعهم ويستردوا فيه حقوقهم المسلوبة ردحا من الزمن لاسيما بعد تغير ظروف وبيئة الاغتراب في بلاد المهجر وكبر الابناء وزيادة المسئوليات مع ايمان عميق بان زوال النظام البائد يعني بالضرورة انتهاء جميع آثاره من رموز وسفارات وجاليات مسيسة تتبع له وتأتمر باوامره وتنفذ سياساته واجندته وتسخر جميع مواردها وامكانياتها لخدمته التي اوصلت بلادنا لهذا الدرك السحيق من السؤ الاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي مع احساس وطني عميق بضرورة الاسهام بقوة في دعم الاقتصاد الوطني، ونقل وتوطين الخبرة والكفاءات، وتحقيق التنمية المستدامة ، وتشجيع العودة الطوعية ، وعبر التحويلات المليارية التي يمكن ان تسهم في اعادة الاتزان المفقود للاقتصاد السوداني ، مع تبني اقتصاد المهجر عبر مصفوفة حوافز تعيد الثقة المفقودة بين المغترب السوداني والدولة.
ارتفعت وتيرة نداء المغترب السوداني عقب الثورة الظافرة وضجت المنصات الاليكترونية والاسافير بضرورة الغاء جهاز المغتربين وحله والاستفادة من مبانيه وتسريح موظفيه وانشاء ادارة بالخارجية تعني بشئون المغتربين بالاضافة للمطالب الاخرى التي تؤرق هم المغترب السوداني في المهجر من توفير للسكن واعفاء سيارة ولكن الاستجابة من قبل الحكومة الانتقالية لم تكن بمستوى قامة المغتربين السودانيين ودورهم واسهامهم الكبير في الانتصار الباذخ الذي تحقق مؤخرا .
المقدمة اعلاه اقتضتها تداعيات ماحدث بجالية المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية مؤخرا بعد الثورة بحسبانها من الجاليات المميزة نوعيا بشهادة الجميع ، وانها جالية تحظى باحترام وتقدير الدولة المضيفة وشعبها المضياف ، حيث قام مجموعة من الاصدقاء بالدعوة لاجتماع باحدى الاستراحات بمدينة الدمام سموه الاجتماع التاسيسي وتلاوة اسم عدد 20 شخصا على اساس انهم الجالية الانتقالية المنتخبة للمنطقة الشرقية ، مع التعريف بانها جالية تتكون من احزاب الشيوعي والامة والاتحادي والمؤتمر السوداني في تجاوز ومخالفة صريحة لانظمة الدولة المضيفة التي تحظر اي عمل سياسي او حزبي ، وفي تجاوز صريح كذلك للاصول والاعراف والتقاليد التي تنظم عمل وتكوين الجاليات بالمهجر وانها جاليات خدمية طوعية لامكان فيها للسياسة والتسييس ، وان غرضها الرئيس هو خدمة ابناء السودان ورعاية شئونهم والاهتمام بمشاكلهم فقط ومااكثرها ، وفي مخالفة صريحة ايضا للنظام الاساسي المعتمد والمُجاز اصلا كنظام استرشادي نموذجي يقوم على الاساس الجغرافي والمهني ومراعاة التعدد والتنوع والتمثيل النسبي ويحدد شكل وتكوين الجالية ومكوناتها وكيفية ترشيح ممثليهم وانتخابهم وتصعيدهم للمجلس العام ، بالاضافة لكونه نظام عكف على اعداده وتنقيحه نخبة من أميز الخبراء القانونيين بالمنطقة الشرقية لمدة سنة كاملة حتى خرج بالصورة المشرفة التي نالت اعجاب جميع السودانيين بالشرقية.
لم يراعي من سموا انفسهم بالجالية الانتقالية استشارة الاغلبية المكونة لكيانات الجالية ، ولا الناشطين في العمل العام من قدامى المغتربين ، او من عرفوا بالحكمة والخبرة والاستقامة ، مع عدم الوضع في الاعتبار اهمية الاتفاق والتوافق والوحدة بين الجميع بتكوين لجنة تمهيدية موسعة تقوم بوضع خارطة الطريق التي تمهد لقيام جالية معافاة مبرأة من اخطاء وتشوهات جاليات النظام البائد ولذا جاء تكوينهم مبتورا ومقلوبا راسا على عقب، بالاضافة لانتهاجهم سياسة الاقصاء والتهميش والاستبعاد للاخرين وكل من عارض او يعترض تكوينهم بمبرر انه كوز استغلالا للشرعية الثورية التي ترفض اصلا اقصاء من شارك بقوة في ازكاء جذوة شراراتها ، ومن كان له دور مميز ملحوظ فيها ، ومن هنا تصدت مجموعة من الناشطين في العمل العام لهذا التصرف غير القانوني ، والسلوك العدواني في محاولة جادة لتصحيح هذا الهرم المقلوب دافعها لذلك الحفاظ على النسيج الاجتماعي الميز بالشرقية ، والحرص على مقتضيات الوحدة والوفاق والتكافل ، وان مايجمع بين الجميع اكبر من مايفرقهم ، وان الخاسر الوحيد من اي تفرقة هم السودانيون انفسهم اولا والوطن ثانيا، وتم عقد عدد ثلاثة (3) اجتماعات عن طريق لجنة تواصل من الطرفين تم فيها الاتفاق على خطا وعدم مشروعية التكوين ، مع اهمية تغيير الاسم الى لجنة تمهيدية يتم توسيع مواعينها وعضويتها، الا أن شيئا من ماتم الاتفاق عليه لم يحدث بل العكس حيث بادرت الجالية المقلوبة عكسا بارسال وفد لمقابلة طاقم السفارة بحثا عن الشرعية المطلوبة وعدم اخطار طاقم السفارة بان هناك عدم رضا وقبول من اغلبية كبيرة بهم بالشرقية ، مع تكريس وفرض سياسة الامر الواقع بكثرة الاعلان عن الانشطة والفعاليات في قروبات التواصل الاجتماعي ، والاستمرار في اتهام المعارضين لتكوينهم بانهم كيزان ، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تعداه حيث نما لعلم المعارضين لتكوينهم غير القانوني غير المرتكز لقواعد حقيقية بالفعل الساعين لوحدة الصف وتصحيح وضع الجالية وقيامها على اسس تعيد رونقها وهيبتها ووقارها المفتقد خلال العهد البائد نما الى علمهم قيام بعض افراد الهرم المقلوب عكسا باجراء اتصال مباشر او غير مباشر عبر ومن خلال تنظيمهم الحزبي والسياسي بالسودان بمعالي وزيرة الخارجية وبعض المسئولين بالحكومة الانتقالية وتجاوز سفارة السودان في بلد الاغتراب بوصفها الجهة ذات الاشراف المباشر لاكتساب الشرعية المطلوبة واعتمادهم بصفة رسمية.
وهذا اجراء لايمكن ان يتم رغم انف الجميع ، ومخالف كذلك لادبيات وشعارات الثورة المرتكزة على الحرية والعدالة والسلام، وان الوطن يسع الجميع ، وان هموم ومعاناة الاغتراب أكبر من ان تعالج بمثل هكذا تصرفات آحادية منفردة تقوم على تقديس المصالح الشخصية الضيقة، ولا مكان فيها للراي الآخر ، وإن الخاسر الاكبر من ذلك هو الوطن اولا والمغترب السوداني بالمنطقة ثانياً.
انطلاقا من المؤشرات المذكورة اعلاه وسعيا لبناء جالية قوية معافاة بالمنطقة الشرقية تشبه الوجود السوداني المميز بها جالية تعيد الق ورونق وبهاء السودان وروعةو شموخ ثورته العظيمة واصالة انسانه ومعدنه النفيس الغالي، جالية تهتم بخدمة ابناء الوطن واعلاء راياته في جميع المحافل واعادة سيرته العطرة ، جالية يختفي فيها جميع ماكان يمارس سابقا من اقصاء وتهميش، لامكان فيها للمصالح الشخصية، وحب اعتلاء الواجهات والشوفونية، جالية تحترم انظمة البلد المضيف وتتقيد بلوائحه، وتعمل على تعميق العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين كدبلوماسية شعبية راشدة، اناشد جميع السودانيين بالمهجر الى ضرورة نبذ التفرقة والخلاف والوحدة والقوة والتكاتف والعمل على تاسيس جاليات معتبرة معافاة خالية من ادران وتشوهات الماضي، تقوم على برنامج عمل واضح وخطة مدروسة يعكف على اعدادها الخبراء والمختصين كل في مجاله، وتمتد مناشدتي للمسئولين بالداخل والوزراء المختصين في الحكومة الانتقالية للارتقاء بايقاعهم بالفعل بما يتناسب مع ما قدمه المهاجر السوداني من تضحيات كبيرة وماقدمه للوطن والعمل بقوة على تحقيق احلامه المشروعة وامنياته وتطلعاته العادلة ورد بعض من حقوقه المهدرة الضائعة. واخيرا اناشد كل السودانيين بالمنطقة الشرقية الى ضرورة تغليب معايير الحكمة والعقل بالجلوس على طاولة واحدة وصولا للتوافق المطلوب.
طارق الأمين علي ادريس
[email protected]
استاذ طارق… اولا انت لم تكن حضور لهذا الاجتماع التاسيسي ومكوناته من الكيانات .. حتى تصفه ولم تكن حاضرا لاجتماعات التاسيس ولا تنسيقية الثورة وفعالياتها… وطوال النضال ضد الكيزان لم نسمع لك صوتا ولا اعتراض الا في الساعة الخامسة والعشرون وكنا َمعك في. رابطة القانونيين السودانيين يكفي تطبيك لنفيب المحاميين الإنقاذي.. ويكفي رعايتك لشركة العايد الوجه الكيزاني الذميم…
محاولات ابتسارك للذي تم والتقليل منه كأول جالية انتقالية تطيح بالكبزان في الخليج حتما لن تفتح لك باب للشوفنية والتصدر والذي حدث حصيلة نضال تجاوز ٢٠ عاما حين كان المتطبليين والراجفيين في لغة ألمديح والاطراء الكيزاني وفقه الساتر… هذه الوجوه التي أنجزت هذا الإنجاز هي التي امتكلت الشجاعة والجرأة والمبادرة حين كان ينتظر ثوار الساعة ٢٥ النتيجة
الاخ جمال عمر كنت اتمنى ان تحترم قيم الزمالة ومعايير الاخاء الذي بيننا بالاضافة لذلك لست انت من يحدثني بانني اتيت في الساعة الخامسة والعشرون ورحم الله أمرئ عرف قدر نفسه ويدرك في الوقت ذاته مدى قناعته ومبادئه
نضالي ضد الكيزان والنظام البائد لست انت من يحكم عليه ولا ادري من اين لك الجرأة لكي تتنسم ذرورة سنام المناضلين وتدعي بانك الثائر الوحيد من بينهم وتكيل الاتهامات للاخرين
من حضر ذلك الاجتماع افاد بعدم شرعيته وانك بالمقابل لم تكن ممثلا للقانونيين كذلك في ذلك الاجتماع ولم تمنح اي تفويض للحديث نيابة عنهم او التصويت فيما يتعلق باللجنة التي سميتموها انتقالية بالاضافة لاعتراض بعض ممثلي الكيانات في ذلك الاجتماع على طريقة التكوين واقرار اعضاء لجنة التواصل لاحقا بخطأ ماتم وضرورة تعديل المسمى الى لجنة تمهيدية وتوسيع المشاركة
الشوفونية والواجهات واعتلائها اسال عنها اصحابها والساعين اليها وماتضمنه حديثك في هذا الاطار لايساوي قيمة المداد المكتوب به ونحن نسعى لجالية تخدم ابناء السودان وترعى شئونهم فقط وتحترم انظمة بلد الاغتراب ولسنا محبي مناصب واعتلاء واجهات كما يفعل البعض والله وحده يعلم بالنوايا
شركة العائد شركة نبعت من رحم معاناة المغتربين ولاعلاقة للكيزان بها ويؤمل مؤسسيها عليها خيرا ويعقدون عليها امالا عريضة وانت لاتدري عنها شيئا ولست مؤسسا بها ولو كانت شركة كيزان بالفعل لما سجلت خسارة السنة تلو الاخرى اعتبارا من تاريخ تاسيسها والسبب في خسارتها يعزى لكونها لم تجد فرصة للمنافسة بين شركات النظام البائد الذي استاثرت بكامل الكيكة
نضالي ضد النظام البائد ومقاومتي له تشهد بها انت شخصيا بتعليقك على منشوراتي ومااكتب على الفيس والوسائط ومدى اعجابك بها ولم تكن وليدة اليوم
ليس ابتسارا لما تم كما تزعم بل هي مناشدة للجميع ومحاولة للوفاق والتوافق فيما بينهم بالجلوس على طاولة واحدة تخدم وترعى شئون السودانيين بالمنطقة واتمنى ان تحسن اختيار العبارات قبل ان تطلقها جزافا وهذا لايعني بالطبع انقطاع حبل الود بيننا نتشاكس نختلف الا ان مايجمعنا اكبر من مايفرقنا
كنت واحدا أخي جمال ممن شاركوا في صياغة وتنقيح النظام الاساسي للجالية ومن اشد المدافعين عنه بالصوت الجهوري العالي الذي تمتاز به في الاجتماع الذي أجيز فيه بالاغلبية المطلقة ، وتدرك ايضا مدى الجهد الذي بذلته اللجنة التي كلفت بهذه المهمة والزمن والوقت الذي استغرقه فكيف تسنى لك تجاهله واسقاطه بهذه البساطةتحت غطاء الثورية وتنسيقية الثورة التي كانت العدالة واحدة من اهم شعاراتها ومرتكزاتها وانت القانوني الضليع كذلك الذي يدرك ان انظمة بلد الاغتراب تحظر بصرامة اي نشاط سياسي وحزبي ولاتعترف بمسمى جاليات حتى بل لجان خدمات اجتماعية اين هي تلك المبادئ التي تتحدث عنها يااخي ؟
وهل في الدعوة للوفاق بين السودانيين بالمنطقة الشرقية وضرورة تغليب معايير الحكمة والعقل خروج على مبادئ الثورة أو مايتعارض مع تفكيك التمكين وازالة رموز النظام البائد ؟وهل في الدعوة الى الالتزام بانظمة ولوائح بلد الاغتراب مايعني ان كل من يخالف هذا التوجه بانه كوز؟وهل في المناشدة بانتزاع حقوق المغترب السوداني وتحقيق امنياته مايتعارض مع نفس الثورة؟ أم أن الأمر مجرد دفاع مستميت عن فكرة ومبدأ لاتحظى بالقبول المطلق
ان مهنة العدالة والشموخ التي تنتمي اليها اخي جمال تستلزم منك في المقام الاول تحري الصدق فيما تكتب وماتصف به الاخرين ، وان نهج الاغتيال المعنوي للرموز والشخصيات تحت ستار كوز فقط نهج اثبتت تجربة مابعد الثورة عدم جدواه لأن الوطن يسع الجميع ولكل ابنائه وكلهم على مسافة واحدة منه وبصفتك قانوني فانت تعرف جيدا أن لاجريمة ولاعقوبة الا بنص وبموجب دليل اثبات دامغ فوق مرحلة الشك المعقول وهذا ماتعلمناه في السنة الاولى في كليات الحقوق ، لذا يجب علينا العمل على اشاعة روح المحبة والتسامح ونبذ الكراهية التي اوصلت بلادنا الى مانحن فيه الان ، ومخطئ من يعتقد انه بهذا الاسلوب المنفر سيصل الى مايريد ، كما أن العدالة ترفض ان تنتهك قدسيتها وتنهار وتدك قيمها وتتطلب ان تشاهد كيف تفعل كما حدث في محاكمتي المخلوع وقتلة الشهيد المعلم أحمد الخير رحمه الله بالاضافة الى ماتقدم فان المناصب والواجهات لاتعتلى بهذه الطريقة بل بالكفاءة والجدارة والخبرة والتحلي بالقيم والخلق الفاضل الكريم والتمسك بالدين والعقيدة
بارك الله فيكم الأخ الأستاذ المستشار طارق الأمين علي إدريس ..
أخوك / أبو الفقراء
التعليقات مغلقة.