أدينت بريطانية بالكذب بشأن ادعائها بأنها تعرضت لاغتصاب جماعي من قبل شباب إسرائيليين في مدينة آيا نابا في قبرص.وقبض على الفتاة البريطانية بعد أن سحبت ادعاءها بأن 12 مراهقا إسرائيليا هاجموها في شهر يوليو.
وقالت الفتاة، التي كانت في الـ19 من عمرها آنذاك، إن الشرطة القبرصية أجبرتها على الاعتراف كذبا بشأن الحادثة، لكن الشرطة تنفي هذا الادعاء .وأدانت محكمة في باراليمني الفتاة بتهمة التسبب في الأذى العام .وقالت النيابة إن المتهمة كتبت طواعية شهادة تراجعت فيها عن ادعاءاتها الأولى ووقعتها.
ما الذي حدث؟
كانت الفتاة قد قالت إن ما تعرضت له حدث تحت الإكراه في أحد فنادق منتجع آيا نابا في 17 يوليو ، مع التهديد بالقبض عليها، وإنها منعت من الوصول إلى محام للترافع عنها.
واتصلت الفتاة بالشرطة في ساعة مبكرة من صباح يوم 17 يوليو ، وقالت إنها هوجمت في الفندق أثناء قضائها عطلة في المنتجع القبرصي.واعتقلت الشرطة 12 مراهقا واحتجزتهم احتياطيا على ذمة القضية.
ونفى المراهقون، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 عاما، ادعاء الفتاة بأنهم اغتصبوها
وقد أطلق سراح خمسة منهم أول الأمر، ثم أفرج عن السبعة الباقين بعد ذلك وأعيدوا إلى بلادهم.
وقضت الفتاة البريطانية شهرا في السجن قبل أن توافق المحكمة على منحها كفالة في نهاية أغسطس ، ولكن لم يسمح لها بمغادرة جزيرة قبرص.وقد بدأت المحاكمة في شهر أكتوبر ، ولكن النطق بالحكم أرجئ إلى اليوم الاثنين.
ماذا قال القاضي؟
أرجأ القاضي في محكمة منطقة فاماغوستا النطق بالعقوبة إلى 7 يناير. وقد تواجه الفتاة السجن لمدة عام، ودفع غرامة قد تصل إلى ما يعادل 1500 جنيه استرليني، لكن المحامين طلبوا تعليق تنفيذ الحكم.
وقال القاضي عند النطق بالحكم: “قدمت المتهمة للشرطة ادعاء كاذبا بالاغتصاب، وهي تعلم تماما أن هذا كذب”.وأضاف: “لم تكن المتهمة خلال الإدلاء بشهادتها مقنعة، لأنها لم تقل الحقيقة، وحاولت تضليل المحكمة.
ونفى القاضي وجود “اغتصاب، أو عنف”، وقال إن الشرطة أجرت تحقيقا شاملا، و”قبضت على المطلوب القبض عليهم”.
وقال القاضي إن قراره اعتمد على دليل من الفيديو، الذي يظهر الفتاة وهي تمارس الجنس بالتراضي.
وما دفع الفتاة في بادئ الأمر إلى الإدلاء بشهادات مزيفة – بحسب ما قاله القاضي – هو إدراكها أن ما حدث قد سُجل، وأن وضعها أصبح صعبا وبدأت تشعر بالخجل.
وأضاف أنها: “اعتذرت عما حدث قائلة إنها ارتكبت خطأ بكتابة شهادة مزيفة”.
كيف رد المحامون؟
لكن محامي الفتاة يقولون إن مقطع الفيديو، الذي عثر عليه في هواتف بعض المراهقين الإسرائيليين، يظهر الفتاة وهي تمارس الجنس عن تراض مع أحد المراهقين، بينما كان الباقون يحاولون دخول الغرفة، وهي تطلب منهم مغادرتها.
وعقب النطق بالحكم، سمعت الفتاة وهي تقول لمحاميها: “اعتقدت أنكم طلبتم غرامة”، وعند ذلك طلبت المحامية من القاضي تعليق تنفيذ الحكم.
وقالت محامية أخرى للصحفيين خارج قاعة المحكمة إن المحامين يعتزمون استئناف الحكم في المحكمة العليا في قبرص، وإذا لم ينجحوا في ذلك فسوف يرفعون القضية أمام محكمة حقوق الإنسا الأوروبية.
وقال ، مدير قسم العدالة في الخارج مايكل بولاك ، الذي يساعد الفتاة، لبي بي سي إن “هناك عددا من الأسباب تدفعهم إلى استئناف الحكم”.وأضاف أن من بين تلك الأسباب اعتماد المحكمة على الشهادة التي تراجعت فيها الفتاة عن ادعاء الاغتصاب، عندما تعذر حضور محام معها، وعدم وجود محام يشكل انتهاكا للقانون الأوروبي لحقوق الإنسان
وانتقد المحامي الطريقة التي تعامل بها القاضي، ميكاليس باباثاناسيو، الذي رفض – بحسب ما قاله المحامي – الاستماع إلى أي أدلة تتعلق بحدوث واقعة الاغتصاب أو عدم حدوثها.
وقالت والدة الفتاة في مقابلة مع بي بي سي إن الأشهر الأخيرة كانت بالنسبة إليهم “كابوسا”.وأضافت أن ابنتها، التي كانت في قبرص في إجازة عمل، والتي كان من المفترض أن تبدأ دراستها الجامعية بعد الصيف، أصيبت باضطراب ما بعد الصدمة، وأن الأعراض أصبحت “أسوأ بكثير”، منذ حادثة الاغتصاب المدعاة.
وانتقدت الأم تصرف السلطات وغياب الدعم لابنتها، قائلة إن حقوق ابنتها “انتهكت طوال الفترة”.
وقال مراسل بي بي سي الخاص بالشؤون الأوروبية، كيفين كونولي إن أسرة الفتاة قضت إجازة عيد الميلاد معها في قبرص.
وأضاف أن المحامين الذين يمثلون الفتاة البريطانية أشاروا إلى عزمهم تحدي الحكم، حتى إذا اضطروا إلى رفع قضية لدى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية.
ويعد منتجع آيا نابا مقصدا مفضلا للشبان بشكل خاص بسبب الحفلات الصاخبة وازدهار الحياة الليلية فيه.وزار جزيرة قبرص أكثر من 1.3 مليون سائح بريطاني العام الماضي، بحسب ما ذكرته دائرة الإحصاء القبرصية .
الرئيسية BBC-arabic قضية المراهقين الإسرائيليين في قبرص.. إدانة سائحة بريطانية باختلاق واقعة “اغتصاب جماعي”